27 يناير 2009 01:04
تحمل فترة الحمل بالنسبة للكثير من النساء، خاصة في الحمل الأول، مخاوف متعددة بعضها طبيعي ناتج عن القلق والتوتر النفسي الذي تشعر به كل حامل إزاء مرحلة الولادة حيث يصعب التنبؤ بمصيرها أهي سهلة أم صعبة· وبعضها الآخر لا يقوم على أسس علمية، يحدث نتيجة الجهل أو عدم الحصول على المعلومات الصحيحة عن ''الوضع''، بالإضافة إلى ما تسمعه الحامل من تجارب لنساء أخريات عن ظروف الولادة·
والحقيقة أن عملية الولادة، بالتحديد، وما يسبقها من آلام المخاض أو ''الطلق''، هي حالة خاصة تختلف من سيدة لأخرى، وهي عملية آنية قد تحددها ظروف الأم والجنين ساعة الولادة بالضبط· لذلك فمن المفيد جداً أن تهتم المرأة الحامل بقراءة المزيد من المعلومات العلمية عن الحمل والولادة، وكذلك حول الآلام التي تسبق مرحلة المخاض، والتي تحدد بدورها موعد الذهاب إلى المستشفى·
وتروي سيدات وضعن أحمالهن، أنهن، في الحمل الأول، قد ذهبن إلى المستشفى مراراً وتكراراً ثم اضطررن للعودة إلى البيت نتيجة عدم معرفتهن بالعلامات التي تسبق الوضع أو الموعد المناسب للذهاب إلى المستشفى· حيث تقول آمال ناصر، وهي سيدة وضعت مولودها الأول حديثاً، إنها ارتادت مستشفى الولادة ثلاث مرات بعد دخولها الشهر التاسع، ثم عادت إلى البيت بعد أن تبين أن الآلام التي تشعر بها مجرد تقلصات وتهيئة لمرحلة الولادة، وأن ألم الوضع مختلف تماماً عما شعرت به في السابق·
وتقول علياء السويدي، إنها قبل وضعها المولود الأول، اعترتها هواجس كثيرة تتعلق بالولادة، فكانت تخشى الوصول إلى المستشفى متأخرة الأمر الذي يؤثر سلباً على الولادة بصورة طبيعية أو على صحة وسلامة الجنين· تتابع مبتسمة: ''كنت أخشى أن أضع في المنزل، أو في السيارة وأنا في الطريق إلى المستشفى، ولذلك كنت كلما شعرت بألم ذهبت مسرعة إلى مشفى الولادة، وفي كل مرة كانوا يخبرونني أن الوقت لم يحن بعد فأعود إلى البيت، حتى أخبرتني الطبيبة في المرة الأخيرة عن العلامات الحقيقة للوضع والموعد المناسب للذهاب إلى المستشفى''·
من جانبها تشير الدكتورة نهلة مجيد، أخصائية الأمراض النسائية والتوليد في أحد مستشفيات أبوظبي الخاصة بالولادة، إن هنالك حالات كثيرة لنساء حوامل يترددن المستشفى مبكراً دون وجود علامات حقيقية للوضع، وذلك يحدث نتيجة الخوف والقلق النفسي، وكذلك بسبب عدم معرفتهن بعلامات الوضع· ولهؤلاء النساء، تقول نهلة، نردد دائماً أنه إذا لم يكن موعد الولادة الذي حدده الطبيب أو الطبيبة قد انقضى، فإن على الحامل انتظار حدوث إحدى العلامات التالية والتي تشير إلى اقتراب الولادة وهي: الألم الحاد والذي يبدأ من أسفل الظهر مروراً بأسفل البطن، وهذا الألم يكون في البداية متقطعاً ثم يصبح منتظماً، ويمكن للحامل أن تحسب المسافة الزمنية بين كل ألم وآخر، أي بين ''طلقة'' وأخرى، فإذا أصبح الألم كل خمس دقائق فعليها المجيء للمستشفى، وكذلك في حالة نزول ماء الرأس، الذي يتدفق بشكل مفاجئ، أو في حالة النزيف، أو انخفاض حركة الجنين، وهي مؤشرات تدل على اقتراب موعد الوضع·
وتضيف الدكتورة نهلة إنه في بعض الأحيان تظهر لدى الحامل آلام مخاض وهمية، ومن المهم معرفة الفرق بينها وبين الآلام الحقيقية، فالآلام الوهمية ليست منتظمة ولا تزداد حدتها مع الوقت وقد تتلاشى في بعض الأحيان، أما الآلام الحقيقية فهي آلام منتظمة مؤلمة تزداد حدتها ووتيرتها مع الوقت· كما أنه غالباً ما تكون آلام المخاض الوهمية في الجزء السفلي من البطن والفرج، خلافاً لآلام المخاض الحقيقية التي تظهر على شكل حزام يمتد من منطقة الظهر إلى منطقة البطن السفلية·
وتنصح غايل إدوارد، ممرضة في مستشفى للتوليد، النساء الحوامل بالصبر على آلام المخاض وعدم استعجال حدوث الولادة، طالما أن الأمور تسير بشكل طبيعي وطالما كانت الأم والجنين بوضع جيد· فإذا كان عنق الرحم مغلقاً ولم تظهر آلام مخاض منتظمة، يمكن الانتظار مدة أسبوع قبل إجراء الفحص مرة أخرى· هذا وتستمر المتابعة حتى الأسبوع الـ42 من الحمل وتتضمن عدّ حركات الجنين، وإجراء فحص مراقبة كل 3 أيام وقياس كمية ''ماء المشيمة'' التي تميل إلى النقصان مع تقدم عمر الحمل·
أما بالنسبة للولادة نفسها، فتؤكد يويت تيه ينغ، وهي ''قابلة'' أي أخصائية توليد قانونية، إن موعد وظروف الولادة تختلف من سيدة لأخرى، كما أنها عرضة للتغير وحدوث أمر طارئ حتى أثناء غرفة الولادة نفسها· لكن على الطبيب أو الفريق الطبي الذي يقوم بعملية التوليد أن يكون صبوراً مع الحامل، وفي الوقت نفسه، على الحامل أن تتجاوب مع التعليمات التي تعطى لها من حيث التنفس ودفع الجنين لتتم عملية الولادة بصورة سهلة ويسيرة·
وتشير ينغ إلى أن العديد من السيدات يفضلن الولادة القيصرية لأسباب متعددة، غير أنها شخصياً تفضل الولادة الطبيعية، فهي الفطرة الربانية التي جبلت عليها الأنثى، وعلى الرغم من الآلام التي تصاحب الولادة إلا أنها آلام مرحلية تنتهي بانتهاء عملية الوضع مباشرة·
التنفس التلقائي
تستخدم طريقة التنفس التلقائي في مساعدة الحامل على الوضع، وتتطلب هذه الطريقة الكثير من التركيز والجهد من جانب الحامل، كما أنها تتطلب دعماً مستمراً من الأشخاص المساعدين على الولادة· وطريقة التنفس التلقائي، أي الاسترخاء الذاتي، تساعد في تنظيم جميع آليات الاسترخاء العصبي العضلي، أما الهدف من التمرين على التنفس التلقائي فهو العمل على جعل حركات التنفس تسير بصورة تلقائية عفوية، تستطيع الحامل بفضلها أن تصل إلى مرحلة عالية من الاسترخاء العضلي والنفسي، والأنفاس المفعمة بالأوكسجين· وينبغي أن يتم تعليم الاسترخاء وممارسته ضمن مجموعات لأنه يكون أسهل على المرأة أن تجريه مع نساء أخريات يشتركن معها في المشكلة نفسها، وعندما تصل المرأة إلى مرحلة جيدة من التحكم فإنها ستتمكن من التغلب على الآلم الذي يحدث خلال المخاض والولادة·
العمليات القيصرية
تقسم العمليات القيصرية إلى أنواع فهنالك عمليات حسب طلب المرأة الحامل التي تخشى مواجهة آلام الولادة الطبيعية· وتشير تنبؤات علمية إلى أن نصف الحوامل سوف يرفضن الخضوع لعمليات الولادة الطبيعية ويفضلن القيصرية مع حلول عام ·2010 وهنالك حالات طارئة تستلزم إجراء العملية بشكل عاجل وهي التي يخشى فيها على صحة الأم أو الجنين أو صحتهما معاً، بالإضافة إلى حالات أخرى يحدد الطبيب مسبقاً حاجتها لعملية قيصرية، وذلك مثل وضع الجنين في الرحم أو كبر حجمه· هذا ويعزو الأطباء أسباب لجوء بعض السيدات إلى القيصرية للخوف من آلام الولادة الطبيعية، والخوف على صحة الجنين، وكذلك الخوف من التأثيرات الجانبية للولادة المهبلية، مثل سلس البول· فضلاً عن أن بعض السيدات يعتبرنها من خطوط الموضة·
وثمة نصائح توجه للمرأة بعد إجرائها العملية القيصرية من بينها أنه يسمح لها بالتحرك بحرية بعد 8 ساعات من إجراء العملية، كما يسمح لها بتناول السوائل الدافئة بعد 8 ساعات أيضاً من إجراء العملية، أما الألم الناتج عن الجرح فيتم السيطرة عليه باستخدام العقاقير المخففة للألم· هذا ولا يجب أن تكون العملية القيصرية مانعاً للرضاعة·
الرضاعة الطبيعية··
فوائد تفوق الأضرار
وكالات (الاتحاد)- قال باحثون أميركيون في واشنطن إن العثور على مواد سامة في حليب بعض الأمهات الأميركيات يجب ألاّ يشكل مبرراً للامتناع عن إرضاع أطفالهن من الثدي، مؤكدين أن ''فوائده أكثر من أضراره''، وقد أظهرت تجارب أجريت مؤخرا على عينات من حليب الأمهات في الولايات المتحدة وجود مواد كيميائية سامة مثل ''الدايوكسين'' فيها وكذلك في دمائهن·
وقالت الباحثة الأميركية ''جودي لاكيند'' من ''كاتونزفيل'' التي قادت فريق البحث وزملاؤها الدكتور ''تشتون برلين'' من مركز ''ذا ملتون هيرشي الطبي'' في ''بنسيلفينيا'' و''دونالد ماتيسون'' من المؤسسات الوطنية الصحية: إن فوائد حليب الأمهات تفوق أية ''أضرار'' محتملة فيه، ولذا يجب الاستمرار في الإرضاع من الثدي·
ولم تقلل الدراسة التي وضعها هؤلاء ونشرت في مجلة ''طب الإرضاع من الثدي'' من أهمية الخطر الذي يمكن أن يسببه وجود مواد كيميائية سامة في حليب الأم ولكنها قالت إنه بالاستناد إلى قاعدة البيانات والإحصاءات التي حصل عليها الباحثون، فإن فوائد الإرضاع من الثدي يظل أفضل بكثير من استخدام الحليب الصناعي للأطفال·
وفى هذا السياق، قالت الدكتورة ''روث لورانس'' من المدرسة الطبية ومركز طبي الأسنان في جامعة ''روسشتر'': ''إنه لا داع للقلق من الإرضاع من الثدي، لأن البعض يعتقد أنه ملوث''، مشيرة إلى أن الباحثين والمسؤولين الصحيين الأميركيين نجحوا في ''تهدئة هذه المخاوف''·
زيت الزيتون والصداع يكافحان سرطان الثدي
وكالات (الاتحاد)- قال باحثون في إسبانيا أن مادة الفينول ''حامض الكربوليك'' الموجودة في زيت الزيتون الصافي تكبح ظهور جين ''إيتش إي أر ''2 المسبب لسرطان الثدي، حيث خلص الباحثان ''خافيير مينيننديز'' من معهد ''كاتالونيا'' للأورام الخبيثة و''أنطونيو سيغورا كاريتيرو'' من جامعة غرناطة الإسبانية اللذان يرأسان فريقا من الباحثين، إلى أن زيت الزيتون الصافي الذي يعصر على البارد ولا يعالج بمواد كيميائية، يحتوي على مواد كيميائية نباتية غالبا ما تفقد خلال عملية التكرير·
والإصابة بسرطان الثدي من نوع ''إيتش إي أر ''2 يعنى أن الثدي يحتوى على بروتين ''إيتش إي أر ''2 الذي يؤدى إلى نمو الخلايا السرطانية· وأجرى ''كاريتيرو ومينيننديز'' تجارب على عينات من زيت الزيتون الصافي في المختبر، فتبين لهم أن الفينولات النباتية المركبة الموجودة في هذا الزيت تكبح بروتين الـ''إيتش إي أر ·''2
وعلى الرغم من أن الأبحاث التي نشرت نتائجها في مجلة ''بي إم سي'' الطبية للسرطان تلقى الضوء على منافع زيت الزيتون الصافي في مكافحة سرطان الثدي، فقد حض العلماء على تطبيق النتائج المخبرية على الإنسان بحذر، وجاء في بيان الباحثين أن: ''للمواد الكيميائية النباتية أثرا في كبح ظهور الخلايا السرطانية المزروعة في المختبر بكميات مركزة، يتعذر الحصول عليها في الحياة الواقعية من خلال استهلاك زيت الزيتون الصافي''·
للصداع فوائد نسائية
من جهة أخرى أكد باحثون أميركيون في دراسة هي الأولى من نوعها، الصلة بين سرطان الثدي والصداع النصفي، فقد وجد أن النساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي بصورة متكررة، يقل لديهن بشدة احتمال الاصابة بسرطان الثدي، حيث ذكر الدكتور ''كريستوفر لي'' من ''مركز فريد هوتشينسون'' لأبحاث السرطان في سياتل: ''وجدنا بصفة عامة أن النساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي تقل لديهن احتمالات الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30 في المئة''، وأضاف لي: ''إن الانخفاض في مخاطر الإصابة حدث في أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعا الذي تسببه الهرمونات مثل ذلك النوع الذي يسببه هرمون الاستروجين وهرمون بروجسترون''·
وتلعب الهرمونات كذلك دورا في الصداع النصفي، وهو نوع حاد من الصداع عادة ما يكون مصحوبا بغثيان وقيء وحساسية مرتفعة للضوء والصوت، ويزداد معدل إصابة النساء بالصداع النصفي عن الرجال مرتين أو ثلاث مرات، فقد تبين أن النساء اللائي يصبن بالصداع النصفي، ربما لديهن انخفاض مزمن في الاستروجين، وربما هذا ما يحميهن من سرطان الثدي
المصدر: أبوظبي