تحرير الأمير، سامي عبدالرؤوف (دبي)
أعلنت شرطة دبي عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وفاة طفل آسيوي في السادسة من عمره، داخل حافلة تابعة لمركز تحفيظ القرآن بمنطقة القوز بدبي، بعد نزول جميع الأطفال وإغلاق الأبواب ونسيانه داخل الحافلة لساعات حتى فارق حياته.
وقال العقيد فيصل القاسم مدير إدارة الإعلام الأمني في شرطة دبي: إن شرطة دبي باشرت التحقيقات في الحادثة للوقوف على ملابسات القضية، موضحاً أن غرفة القيادة والسيطرة بشرطة دبي تلقت بلاغاً يفيد بوفاة طفل في حافلة صغيرة تابعة لأحد مراكز تحفيظ القرآن بدبي، وبعد انتقال مركز الشرطة المختص لموقع الحادث تبين أن الحافلة كانت تقل مجموعة من الطلاب الأطفال في الصباح وحين وصول الحافلة ترجل جميع الصغار باستثناء «الضحية» الذي من المتوقع أنه كان في المقاعد الخلفية، ونظراً لضآلة جسمه بحكم صغر سنه لم يتمكن السائق من رؤيته، كما أنه لم يقم بالتأكد من نزول جميع الأطفال أو عدهم حيث أغلق الأبواب والنوافذ وترك الحافلة في الموقف المخصص، وبقي الصغير لوحده يصارع الموت اختناقاً حيث وجد بعد نحو 7 ساعات جثة هامدة.
ودعت شرطة دبي سائقي الحافلات إلى ضرورة التأكد من عدم وجود أطفال في الحافلة خصوصاً صغار السن والذين يجهلون كيفية التصرف إزاء الموقف، كما حذرت الآباء والأمهات من ترك صغارهم في المركبة لوحدهم، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأوكسجين نتيجة توقف جهاز التكييف عن العمل تؤدي إلى خطر التعرض إلى الاختناق أو تحريك المركبة مما قد يتسبب بحادث مروع قد يودي بحياتهم أو بحياة الآخرين.
وأكدت شرطة دبي أن قضايا انحصار الأطفال تتصدر عمليات الإنقاذ اليومية، مناشدة الأهالي ضرورة التواصل مع الشرطة فور حصول أي حادثة، محذرة من ترك أطفالهم داخل المركبات بمفردهم، خشية التسبب في وفاتهم نتيجة نقص الأوكسجين تدريجياً مقروناً بارتفاع درجات الحرارة داخل حيز ضيق.
وأشار العقيد القاسم إلى أن ترك طفل داخل المركبة يؤدي إلى إصابته بصدمة حرارية، إذ سرعان ما ترتفع درجة حرارة الطفل مما يؤدي إلى جفاف وتقلصات فصدمة ثم الوفاة، مؤكداً أن درجات الحرارة المرتفعة خلال فترة الصيف داخل مركبة مغلقة تكفي للقضاء على الطفل خلال 40 دقيقة، كما أن درجة حرارة جسم الطفل ترتفع بسرعة بـ5 أضعاف مقارنة مع أجساد الكبار.
ولفت إلى أن فكرة وجود طفل داخل مركبة تمثل خطراً جسيماً على حياته، حيث إن درجة الحرارة خلال أيام الصيف وحتى لو تركت النافذة مفتوحة فإن درجة الحرارة ترتفع بمعدل سريع لتصل إلى 50- 60 درجة مئوية.
وقدم مدير إدارة الإعلام الأمني نصائح للأمهات والآباء بهذا الخصوص تتمثل في عدم ترك الصغار في المركبة وهي مغلقة حتى لو لفترة قصيرة جداً، خصوصاً في فصل الصيف حيث تصل الحرارة داخلها من 25- 35 درجة مئوية بغضون 3 دقائق وإلى 50 درجة خلال 6-8 دقائق، وضرورة التأكد من عدم وجود أحد في المركبة فضلاً عن إغلاقها جيداً.
وأفاد قريب الطفل المرحوم، في لقاء، بأن الطفل يدعى محمد فرحان وهو من كيرلا بالهند وأخ وحيد لثلاث بنات هو أصغر منهن.
«إسلامية دبي»: الدائرة تشرف «فنياً» فقط على مركز التحفيظ
أكدت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي أنها ستتابع اليوم الملابسات المتعلقة بوفاة الطفل الهندي محمد فيصل، من ولاية كيرالا، مع مركز التحفيظ المسؤول عن الواقعة، مشيرة إلى أنها أبدت استعدادها للتعاون مع شرطة دبي، في حالة طلبها بعض المعلومات المتعلقة بالإجراءات الخاصة بالإشراف على مراكز التحفيظ.
وأوضحت الدائرة، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أن الدائرة تشرف على نوعين من مراكز التحفيظ، الأول مراكز تحفيظ الجاليات والأشخاص المحسنين، ومن في حكم هذه المراكز، ويكون دور الدائرة الإشراف الفني والمتابعة، وهو ما يعني أن الإدارة تكون تابعة للمركز أو الشخص المحسن، أما النوع الثاني من مراكز التحفيظ، فهي مراكز تتبع الدائرة جملة وتفصيلاً، وهي منتشرة في العديد من مناطق الإمارة، وتكون الدائرة المسؤولة بشكل كامل عن هذه المراكز، ابتداء من نشأتها ومروراً باختيار المدرسين والطلاب المنتسبين لها، وانتهاء بالتقييم والمتابعة.
وذكرت الدائرة أن هناك إدارة تسمى «إدارة المؤسسات الإسلامية» تابعة لقطاع الشؤون الإسلامية، هي المسؤولة عن الإشراف والمتابعة على مراكز تحفيظ الجاليات، ويركز دورها على الإشراف والمتابعة، لافتة إلى أن التحقيقات من قبل الجهات المختصة ما زالت جارية مع سائق الحافلة، ولم تتضح كل الملابسات المتعلقة بواقعة وفاة الطفل. وأكدت أنه لا بد من الانتظار حتى انتهاء التحقيقات، حيث تم أمس استجواب كل من سائق الحافلة ومدير المركز من قبل شرطة دبي.
وتشير المصادر إلى أن الطفل، البالغ من العمر 6 أعوام، الذي توفي في حافلة مركز تحفيظ (المنار) بمنطقة القوز بدبي، فارق الحياة بعدما بقي محصوراً في الحافلة، من الصباح حتى الساعة الثالثة بعد الظهر.
ويتبع مركز تحفيظ المنار، أحد مراكز تحفيظ القرآن التابعة للجاليات، ولم يتضح حتى الآن، ماذا إذا كان هناك مشرف في الحافلة، أم فقط لم يكن هناك سوى السائق.