محمد سلامة حسام عبدالنبي (دبي)
ينمو حجم التجارة غير النفطية لدولة الإمارات مع الصين من 53.3 مليار دولار أميركي في عام 2017، إلى 70 مليار دولار بحلول عام 2020، حسب توقعات محمد سلامة، رئيس الخدمات المصرفية العالمية في بنك ستاندرد تشارترد وأكد سلامة في حوار مع «الاتحاد» أن دولة الإمارات تحتل مكانة بارزة كعنصر رئيس في استراتيجية التجارة الصينية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تتم إعادة تصدير 60% من تجارة الإمارات والصين إلى أفريقيا أو أوروبا، مما يساهم بدعم مبادرة الحزام والطريق، مشيراً إلى أن الإمارات يمكن أن تصبح أيضاً مركزاً رئيساً للشحن في ممر الصين اللوجستي، إذ تخلق مبادرة الحزام والطريق فرصاً مهمة للبنية التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي وشركات الخدمات اللوجستية والتطوير العقاري ذات التنافسية الدولية.
وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه الإمارات في دعم التجارة والاستثمار عبر الحدود بين الصين وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، أفاد سلامة بأن الصين تعد شريك الاستيراد الأول للدولة وتتمركز في المرتبة الثانية بعد الاتحاد الأوروبي، وقد قام شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية في يونيو 2018 بزيارة تاريخية لدولة الإمارات، استمرت لمدة ثلاثة أيام، أعلن خلالها البَلَدان عن عدد من الشراكات الاستراتيجية.
وقال إن مبادرة الحزام والطريق، المشروع الأكثر طموحاً وانتشاراً من نوعه، بدأت مؤخراً بجلب إمكانات غير مسبوقة للتجارة والاستثمار عبر الحدود بين الصين وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن معاملات مبادرة الحزام والطريق في أفريقيا ترتبط بالمشاريع الكبرى في قطاع الطاقة والبنية التحتية والتمويل ذي الصلة، ويلعب شرق أفريقيا دوراً أساسياً في مبادرة الحزام والطريق فهو البوابة الرئيسة لتحقيق طموحات القارة الخاصة بشبكات السكك الحديدية والطرق والطاقة المتشابكة مع بعضها، متوقعاً أن يكون إنشاء الصين لمحطات الطاقة وخطوط النقل في شرق أفريقيا بمثابة تغيير ثوري في الصناعة المحلية، إذ تظهر إحصاءات الإدارة العامة للجمارك في الصين، أن إجمالي حجم الواردات والصادرات الصينية مع أفريقيا بلغ 134.15 مليار دولار أميركي في الفترة من يناير وحتى أغسطس 2018، ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 20.4 %، وكان معدل نمو التجارة الخارجية للصين مع أفريقيا خلال نفس الفترة هو الأعلى في العالم.
وقال سلامة، إن دولة الإمارات (كونها من الدول الأولى التي دعمت مبادرة الحزام والطريق) أثبتت وعيها بأهمية الأسواق الآسيوية في تعزيز التجارة، حيث أعلن في مارس 2019 عن استراتيجية «خط دبي للحرير» لتعزيز الاتصال الاستراتيجي والتشغيلي للخدمات اللوجستية والاستفادة من نجاح دبي كحلقة تجارية حيوية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.
وأوضح أن مبادرة الحزام والطريق تحتل مكاناً محورياً لدى بنك ستاندرد تشارترد، ففي عام 2017، التزم البنك بتقديم تمويل إضافي لمشاريع الحزام والطريق بما لا يقل عن 20 مليار دولار بحلول 2020، وقد شارك في المزيد من صفقات الحزام والطريق بقيمة تزيد على 10 مليارات دولار في طيف واسع من المنتجات والخدمات، منوهاً بأن «ستاندرد تشارترد» كأحد البنوك العالمية القليلة التي يمكنها تسهيل التجارة وتدفقات رأس المال والاستثمار عبر أسواق الحزام والطريق، فإن لدية قدرات لا تُضاهى في ربط الشركات الأفريقية والشرق أوسطية بالرنمينبي وحزام النمو الخاص به لتوفير فرص تجارية أفضل.
وذكر سلامة، أن البنك اختتم مؤخراً السباق التتابعي للجري على مسار مبادرة الحزام والطريق، والذي استهدف تسليط الضوء على التزام البنك المستمر بمبادرة الحزام والطريق والتأثير الإيجابي للمبادرة على المجتمعات والشركات على مستوى العالم في فعالية تغطي 44 سوقاً من أسواق الحزام والطريق خلال فترة تمتد لتسعين يوماً، لافتاً إلى أن «ستاندرد تشارترد» كبنك عالمي، يمكنه المساهمة بدعم طرق التجارة الجديدة بفضل تواجده في ثلثيّ أسواق مبادرة الحزام والطريق والخبرات الكبيرة والمعرفة المحلية العميقة والعلاقات الممتازة، وذلك من خلال مساعدة الشركاء والعملاء والمجتمعات على تحقيق أقصى استفادة من هذه المبادرة.