عندما نتحدث عن خطورة القيادة بسرعات رهيبة على الطرق وما تسببه من موت وهلاك ومآسٍ وفقدان للأحبة والأبناء والآباء والأمهات، فلا بد من الإشارة إلى العناد والصلف والغرور لدى بعض الشباب الذين لا يؤمنون بأي توجيه أو تحذير أو نصيحة أو إرشاد، ولا يلتفتون لأي تحذير أو تنبيه من أي جهة، بل يصرون إصراراً عجيباً على القيادة بسرعات مخيفة تدل على جهل وغباء المخالفين والمستهترين منهم بكل قواعد وقوانين المرور· والنتيجة أن أغلب هؤلاء يرقدون في أقسام العناية المركزة في المستشفيات من دون حراك، أو أنهم حكموا على أنفسهم بالموت·· وفي أفضل الأحوال فإنهم ينتظرون الموت أو التوقف عن ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية·
لقد فقدت عائلات وأسر كثيرة معيلها الوحيد، وفقد الكثير جداً من الآباء والأمهات فلذات أكبادهم بسبب جنون السرعة والاستهتار في القيادة واللامبالاة وضرب كل قواعد وأسس ومبادئ التربية واحترام قوانين المرور عرض الحائط·· وتسبب المئات من الشباب الذين فقدوا أرواحهم بين كتل الحديد والخردة والإسفلت، في زرع الإحساس بالقهر والحرمان والحسرة والندم في نفوسهم بسبب لحظة طيش وغباء من شاب مراهق، قرر في لحظة جهل أن يطلق العنان للمركبة التي بين يديه من دون تحديد سقف للسرعة·
أنا أحمل القوانين مسؤولية إهدار أرواح المئات من الشباب من أبناء الوطن·· ولكي أكون دقيقاً في اتهامي بصورة أكثر وضوحاً وشمولية، أطرح على الحكومة السؤال التالي: لماذا يتم السماح باستيراد سيارات قادرة على الانطلاق بسرعات خيالية تصل إلى أكثر من 300 كم/س، بينما لا تسمح القوانين عندنا بالانطلاقة بأكثر من 160 ك/م في الساعة كأقصى سرعة مسموح بها على جميع الطرق والشوارع في الإمارات؟
لماذا يسمح لوكلاء السيارات باستيراد مركبات تستطيع تجاوز القانون واختراق حاجز الحد الأعلى للسرعة المسموح بها على جميع شوارع وطرق الدولة؟
المنطق يقول إيضاً أن من الطبيعي أن تمنع القوانين توصيل السيارات القادرة على الانطلاقة بسرعات رهيبة تزيد عن الحد الذي يسمح به القانون لأيدي الشباب والمراهقين، حفاظا على أرواحهم·
أنا أقترح أن يضع مجلس الوزراء قانوناً اتحادياً بمنع استيراد سيارات صاروخية، ونحن على يقين بأن نسبة الحوادث المخيفة سوف تقل، وسوف تقل معها أعداد الوفيات والإصابات الخطيرة بين المواطنين والمقيمين، خاصة الشباب والمراهــقيــن الذين بلغوا حـــد الجنون الفعلي·
عدد اليوم
