الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مهرجان الشيخ زايد التراثي.. الأجنحة الآسيوية حرف يدوية وأزياء مزركشة

مهرجان الشيخ زايد التراثي.. الأجنحة الآسيوية حرف يدوية وأزياء مزركشة
17 يناير 2019 03:22

نسرين درزي (أبوظبي)

يزخر مهرجان الشيخ زايد التراثي في منطقة الوثبة بمشاهد متنوعة من الإرث الآسيوي، الذي يفاجئ الجمهور بحجم ما يعرضه من فنون وحرف غارقة في التاريخ، وعلى خلاف ما يظنه البعض بأن دولاً مثل طاجيكستان وأذربيجان وباكستان وأوزبكستان لا تملك قصصاً متنوعة وصناعات يدوية آسرة، فإن المتجول هنا بين أجنحة وسط آسيا وشرقها تقع عيناه على حقائق مغايرة تفتح الشهية للتوغل في حضارات هذه الشعوب، وبين منصات العرض والفرق الراقصة والأزياء التقليدية، تتجلى الرسائل الثقافية بوضوح، مما يوثق لعراقة استطاعت أجيال أن تحافظ عليها بالفطرة والإرادة.

سجاد يدوي
البداية من الجناح الأوزبكي الذي يكشف أهمية المشغولات اليدوية المستوحاة من مفردات الطبيعة، والمرتكزة تحديداً، على القطع الخشب المنقوشة، وعند الساحة المفروشة بالمجالس الشعبية، تعرض فرقة كافويس رقصاتها التقليدية القائمة على الآلات الإيقاعية، مما يؤكد تنوع الحياة الفنية في الأقاليم، وصولاً إلى العاصمة طشقند المعروفة بطابعها الساحر المتصل بمدنها التاريخية بخارى وسمرقند وخوارزم، ومما يتميز به الشعب الأوزبكي، الرسومات الزيتية على الحرير أو جلد الغزال، والتي تظهر جماليات الشوارع القديمة على غرار أعمال الفنان «سنة الله بولانوف» من ساحة ريجستان إلى قصر دكشيا ومسجد فاشكان وقصر باغ، وكلها معالم رسمت المشهد المعماري للبلاد.

تحف وبهارات
المحطة الثانية عند الجناح الباكستاني الذي تغلب على تصميماته جماليات العمارة المستوحاة من مسجد «بادشاهي» وحصن «لاهور» وحدائق «شاليمار»، وفيما يتميز المكان بطبيعة صناعاته القائمة بالدرجة الأولى على السجاد اليدوي، يتشابه مع بقية الأجنحة الآسيوية بعرضه لتفاصيل المهن الحرفية التي لا تترك مجالاً للشك بقدرة اليد العاملة في هذه البقعة من الأرض على تحويل المواد الجامدة إلى قطع فنية ناطقة. وهنا يحضر الموروث الشعبي من خلال منتجات الصوف الكشميري والمشغولات الخشبية والتحف الدالة على الثقافة العامة، والتي تشكل مصدر دخل رئيس للبلاد. وتعتمد المعروضات على الملابس المصنوعة من فرو الثعلب وشالات الكشمير الأصلية وبشت «قاون» والقبعة التقليدية المعروفة باسم «السندية». وتحقق قطع سجاد الزينة المحاكة بألوان دافئة وخيوط من حرير أعلى نسبة مبيعات في الجناح الباكستاني، ولاسيما من الزوار الباحثين عن ديكورات الجدران المميزة، وكذلك الأمر بالنسبة للأواني الفخارية الخزفية من الفن التقليدي. وتباع أنواع البهارات الحارة بكثرة، ويستخدم بعضها في العلاجات الشعبية على غرار الهند وإندونيسيا، لما تحققه من فوائد تقي من الأمراض.

عسل طبيعي
بالوصول إلى جناح كازاخستان، يظهر التفرد من خلال اللوحات الفلكلورية وأزياء العارضين المزركشة ومنصات الحرف اليدوية، وأهمها صناعة السيوف والخناجر والمجسمات الخشبية واللوحات الزيتية المستوحاة من الطبيعة، وأكثر ما ينال إعجاب الزوار المتجولين الأزياء التقليدية المزركشة والأثواب الريفية وسترات الصيد. أما المميز هنا فهو انتشار بيع العسل الطبيعي الذي يتحضر في القرى النائية بحسب الطرق القديمة للحفاظ على خواصه. ومن المنتجات الكازاخستانية المطلوبة الملابس الجلدية والصوفية والمشغولات الفضية والنحاسية المتوارثة من جيل إلى جيل.

الشاي الأخضر
وعن عوامل الجذب التي يمثلها الجناح الصيني من داخل مهرجان الشيخ زايد التراثي، فهي تكشف حجم التفاعل الواضح مع الشعب الإماراتي المقبل على الثقافة الصينية بمختلف أبعادها، ولا تقتصر المعروضات هنا على السلع التجارية التي يغرق السوق بها، وإنما الصناعات التقليدية التي تؤكد الدقة المتناهية التي يتمتع بها الصينيون الحريصون كل الحرص على التمسك بحرفهم اليدوية وتوريثها. ومن بين هذه الصور ارتداء ثوب «هان فو» عند طقوس تقديم الشاي الأخضر وشاي الياسمين المجفف، والذي يحضر بأوانٍ تقليدية حرصاً على مذاقه الأصلي. ومما تعرضه المنصات أمام الزوار، الأدوات الشعبية التي تتناقلها العائلات الصينية، وتعتمد على الطب البديل أو علاجات الأعشاب والوخز بالإبر.

خبز سمرقند
وتحدثت ليلى الظاهري عن إعجابها ببساطة المنتجات المعروضة في جناح أوزبكستان، وبينها خبز سمرقند الذي مازال يحضر يدوياً من القمح الصافي، ويمتاز بمذاقه اللذيذ. وقالت إنها تابعت الرقصات الفلكلورية النسائية التي تؤدى على وقع العزف الموسيقي المباشر، وتتسم بسلاسة الحركة المسرحية وبالثوب التقليدي المطرز والمعروف باسم «بروس أدراس».
وذكر أحمد سيف المحيربي أنه لم يكن يعرف من قبل أن شعوب آسيا الوسطى ما زالت حتى اليوم تمارس الكثير من العادات والتقاليد المتقاربة، وبينها طريقة الطعام باليد ومن طبق واحد كبير تتجمع حوله العائلة على مفارش أرضية مصنوعة من الصوف أو الجلد الناعم، وهذا ما يدور حول طبق «كورداك» اللحم المشوي والحلويات المنزلية المعدة من الفواكه المجففة والعسل الطبيعي.

نقوش وألوان
وأوضحت علياء الشيخ أنها معجبة بملابس شرقي آسيا، والتي على بساطتها مصنوعة من تفاصيل متناهية الدقة ما بين المطرزات والنقوشات والألوان المتداخلة، وأكثرها رونقاً زي «الهانفو» الصيني، والذي كانت ترتديه قبائل الهان وثوب «تشيونج سام» الواسع والمصنوع من الحرير اللامع.
وروت أنها تعرفت خلال المهرجان إلى الكثير من نكهات الشاي الصيني الأحمر والأخضر والأسود، وقالت: «إنها أحبت مذاق شاي التنين الأكثر جودة والمميز بعطره».
وذكر عبدالله العسم أن الأجنحة الآسيوية هي الأكثر تنوعاً في المهرجان لما تضمه من مشغولات تراثية، تعتمد بالدرجة الأولى على الحس الفني للشعوب، وذكر أنه بالرغم من خصوصية كل بلد إلا أن التشابه الثقافي واضح سواء من خلال طريقة تناول الطعام على الحصير أو السجاد، أو العناية بحياكة الملابس المحتشمة، والتي تظهر أنوثة المرأة.

أكلات صينية وتايلاندية
تظهر ملامح قارة آسيا بوضوح في المهرجان، حيث يعرض الجناح التايلاندي ملخصاً محبباً للزوار وأبناء الجالية المقيمين داخل الدولة. وأكثرها لفتاً للأنظار المنتجات التراثية والعروض الفلكلورية وأكلات المطبخ التايلاندي المتاثر بالمطبخ الصيني. ويستقطب الجناح عشاق الصناعات الجلدية، ولاسيما الحقائب على أنواعها والتي يسافر كثيرون إلى بانكوك لشرائها بأسعار رخيصة، وكذلك الملابس القطن والمفارش المزركشة التي تباع منها الأشكال والأنواع في سوق الأحد، وسوق باتونام، والسوق الليلي عل امتداد الجزر التايلندية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©