15 يونيو 2010 00:47
نظم “ مركز الإمارات للتوحد “ الحفل الختامي السنوي للعام الدراسي 2009 / 2010 بحضور كريمة سمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخة حصة بنت محمد بن زايد آل نهيان ترافقها الشيخة حصة بنت محمد بن حمد آل نهيان.
وأشادت الشيخة حصة بنت محمد بن زايد آل نهيان في تصريح لها خلال الحفل الذي أقيم تحت رعايتها مساء أمس الأول في نادي ضباط القوات المسلحة بالدور المهم الذي يلعبه “ مركز الإمارات للتوحد “ كمركز متخصص يخدم فئة مهمة من “ ذوي الإعاقة “ المصابة بأعراض التوحد من خلال تنمية مهاراتهم وإكسابهم القدرات اللازمة لبناء شخصية سليمة قادرة على العطاء والتواصل والتفاعل الاجتماعي.
وأثنت على جهود العاملين في المركز ممن حملوا على عاتقهم رعاية هذه الفئة وإيصال رسالة التوحد وتوعية المجتمع بأهمية التدخل المبكر لعلاج هذه الأعراض، داعية إلى بذل مزيد من الجهود من أجل التعريف بهذه الإعاقة التي لم يصل العلم بعد إلى تحديد أسبابها.
وأكدت أهمية دور الوالدين والأسرة في تنمية الطفل المتوحد ورفع قدراته التحصيلية والاجتماعية والسلوكية باعتبارها المدرسة الأولى التي يأتي دورها مكملاً للمراكز المتخصصة من أجل تمكين المتوحد من التفاعل والتواصل والاندماج في محيطه ومع أقرانه.
وقالت الشيخة حصة بهذه المناسبة “ إن رسالتي إلى كل طفل من ذوي الإعاقة هي أننا سوف نظل بجانبكم نمد يد العون ونرسم الابتسامة على وجوهكم فأنتم منا ونحن نسعد بقربكم “، مؤكدة أن الوقوف إلى جانب هذه المراكز المتخصصة ودعمها ومساندتها هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر كافة الجهود لتمكين هذه المراكز من أداء أدوارها العلاجية والتعليمية المهمة على أكمل وجه خدمة لمصلحة أطفال التوحد وأسرهم والمجتمع بأكمله.
دمج 26 من أطفال المركز في المدارس
من جانبها أكدت أمل جلال مديرة المركز “ أنهم تمكنوا خلال فترة وجيزة من تحقيق العديد من الإنجازات على مختلف الصعد وأهمها دمج 26 طفلاً من أطفال المركز في المدارس الحكومية والخاصة الذين يتلقون التعليم بجوار أقرانهم الأسوياء ضمن الإطار المدرسي الأمر الذي يرسخ مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص ويتبنى مفهوم الاحتواء وينبذ صور الإهمال والحرمان“.
ولفتت مديرة المركز إلى انضمام اثنين من أبنائه لسوق العمل بعد تأهيلهم من خلال ورش التأهيل المهني ووفقاً لبرنامج مفصل يعتمد على تقييم القدرات الحالية والكامنة . مؤكدة أن هذا الإنجاز يبرهن على احترام الاختلافات الفردية ومقدرة كل شخص على العطاء والمشاركة ليصبح عضواً فاعلاً في المجتمع بدلاً من تهميش دوره واعتباره عبئاً يحتاج دائماً إلى المساعدة.
وأضافت أن جهود المركز تكللت بالنجاح في تجهيز غرفة للتكامل الحسي هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات وتسهم في دعم البرامج التأهيلية والعلاجية في المركز.
قدم طفل من المركز رسالة للحضور قال فيها “ من هنا من فوق هذا الصرح الشامخ حيث الصبر والتحدي حيث الحب والعطف والحنان أقف وفقة إجلال وإكبار إلى كل من ساعدوني وإلى الطريق أرشدوني، أشكر كل من أضاء لي شمعة فأرشدني في طريق الحياة المفعم بالأشواك إلى مديرة المركز إلى أبي وأمي إلى معلمتي ومعلماتي شكراً لكم “.
وتضمن الحفل فيلماً تسجيلياً عن المركز وفقرة استعراضية “ الله عطانا “ وعروض “جيمانستيك” و” باليه روسيا” بعدها دخل الأطفال المدمجون في المدارس مع ذكر “ أسماء الله الحسنى “.
ووزعت الشيخة حصة بنت محمد بن زايد آل نهيان الهدايا على المكرمين وافتتحت معرض أعمال قسم التأهيل المهني في “ مركز الإمارات للتوحد “ الذي تضمن لوحات إسلامية وأعمال فنية متنوعة ومشغولات يدوية.
يذكر أن “ مركز الإمارات للتوحد “ تم إنشاؤه في مارس 2007 في مدينة أبوظبي ليكون مركزاً خاصاً لا يهدف إلى الربح، وتم تأسيسه بجهود أولياء أمور أطفال التوحد، نظراً لأن الطاقة الاستيعابية الحالية للمراكز المتخصصة المماثلة في الدولة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من الأطفال فقد أصبحت نسبة انتشار التوحد 1 من كل 150 حالة ولادة حيث قارب عدد أطفال المركز 50 طالباً مدمجاً منهم 25 طالباً بالمدارس الخاصة والحكومية وتمثل نسبة المواطنين منهم 50 بالمائة .
وتشكل إعاقة التوحد تحدياً للعاملين في مجال تأهيلهم نظراً لطبيعة الإعاقة والتي تتطلب تنفيذ برنامج تعليمي فردي لكل طالب بواسطة متخصصين مما يؤدي إلى تكلفة عالية تتجاوز الموارد المتاحة للمركز .إذ تبلغ تكلفة الطالب 70 ألف درهم سنوياً يقوم الأهل بسداد النصف، ويتحمل المركز النصف الآخر من خلال دعم الأفراد والهئيات والمؤسسات المختلفة في الدولة. ويقدم المركز خدمات تربوية وتأهيلية لأطفال التوحد.
المصدر: أبوظبي