الشارقة (الاتحاد)
في إطار سعيه نحو الارتقاء بجودة ونوعية الإبداعات الأدبية الموجهة للطفل، سلّط المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومن خلال الدورة الثامنة من مشروع «كتب صنعت في الإمارات»، الضوء على أهمية تبني حقوق الطفل، وطرحها وتوظيفها في الإنتاجات الإبداعية التي يقدمها المؤلفون الإماراتيون بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها.
وشهدت الدورة الثامنة من المشروع، تنظيم ورشة عمل لمؤلفي كتب الأطفال قدمتها الكاتبة اللبنانية فاطمة شرف الدين، استضافها مقهى الراوي في واجهة المجاز المائية بالشارقة على امتداد خمسة أيام، جمعت نخبة من المؤلفات الإماراتيات اللواتي أبحرن في آفاق الإبداع وابتكرن قصصاً تتناول في كلّ واحدة منها بنداً خاصاً من بنود حقوق الطفل التي ينصّ عليها قانون وديمة – القانون الاتحادي الإماراتي رقم 3 لسنة 2016 الخاص بحقوق الطفل- وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالطفولة، بهدف الخروج بقصص خاصة للأطفال جاهزة للنشر.
وناقشت الورشة أساسيات الكتابة للأطفال والناشئة، حيث ركّزت على المعايير الخاصة للكتابة الموجهة لهذه الفئة وتضمينها بحزمة من القضايا المهمة والتقنيات الحديثة المتبعة في مجالات الكتابة الإبداعية، حيث أتاحت المجال للمؤلفات بالانطلاق من قصصهم من خلال تبني محاور رئيسية يسعى قانون حقوق الطفل لترسيخها لدى جميع فئات المجتمع للارتقاء بمعارف وثقافات الطفل وتهيئته ليكون عنصراً فاعلاً في المستقبل.
وحول هذه الورشة أشارت الكاتبة فاطمة شرف الدين إلى أن تنظيم هذه الورش يهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الطفل من خلال الطرح الإبداعي وتناول المضامين التي يحتويها قانون وديمة والقوانين الخاصة بالأمم المتحدة والمتعلقة بالطفولة، مشيرة إلى أن القصص التي تحتوي على بنود مهمة تعالج قضايا حقوق الطفل في ظل مختلف الظروف التي يعيشها الأطفال في الوطن العربي، سواء على صعيد صعوبات التعلم والعيش الآمن والرعاية الصحية وغيرها.
من جهتها قالت الكاتبة الإماراتية بدرية الشامسي، إحدى المشاركات في الورشة:» على الكتابة للطفل أن تكون جادّة ومشبعة بالرسائل الحقيقية، فأنا أكتب لكي يضحك الطفل، ولأوصل له قيمة مجتمعية معينة، ومن الجميل أيضاً أن أحقق حلمي الشخصي للطفولة، فكل كاتب يحلم بأن يكون العالم مكاناً أفضل للطفل، لكن هناك جزءاً من هذا الحلم يتعلق بضرورة توعية الطفل وتعزيز رغبته وتوجيهه نحو تبني مفاهيم الحلم وحرية الاختيار والتعليم الجيد، كما يجب أن يكون الكاتب على قدر كبير من المسؤولية لطرح الأفكار وتوظيفها لكتاباته ليقدم للقراء الصغار معارف وخبرات تسهم في تشكيل شخصياتهم ووعيهم الخاص».
وبدورها قالت الكاتبة نادية النجار: «الكتابة للطفل من أهم أنواع الأدب وأرى أن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً كبيراً على صعيد الاهتمام بأدب الطفل وبلا شك مشروع كتب - صنعت في الإمارات والجهود التي يقودها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين لها دور كبير في إثراء الساحة المحلية والعربية بإنتاجات أدبية مميزة موجهة للأطفال باللغة العربية تحترم الطفل وتناسب فكره ووعيه وعصره، وهذه الورشة ومضمونها مهم، ويخدم التعريف بشكل أكبر بحقوق الطفل الذي أكتب فيه لأول مرة وأتطلع لأن أترك بصمة فاعلة تلفت الانتباه لضرورة تبني كل ما يخدم توفير حياة مستقرة ومثالية للأطفال».