2 نوفمبر 2009 02:55
برزت حكمة الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله وأصالته العربية ومواقفه التاريخية المشهودة، فناصر القضايا العربية، وبادر إلى لم الشمل، وسعى إلى مد جسور التعاون، وتطلع إلى أن تلعب أمتنا دورها التاريخي في بناء الحضارة الإنسانية، ومواجهة تحديات العالم المعاصر.
ولأن فلسطين تقع في سويداء قلبه، فقد نذر نفسه لخدمتها، فدعم صمود الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة وتحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع ثقله الشخصي والسياسي في ميدان السياسة العربية والدولية، لإيضاح الحق العربي ونصرة القضايا العربية.
ومثلت القضية الفلسطينية بالنسبة للدولة حجر الزاوية في العمل العربي المشترك، ووضعها المغفور له على رأس أولوياته في علاقات الإمارات بمختلف دول العالم، وقد دعم نضال الشعب الفلسطيني في جميع مراحله بمواجهة ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى يتمكن من استعادة حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأعرب رحمه الله في أكثر من مناسبة عن إيمانه بأهمية دعم نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة واعتبار قضية فلسطين بمثابة جوهر وأساس مشكلة الشرق الأوسط وأنه لا يمكن تسوية الصراع العربي الإسرائيلي دون أن يسبق ذلك أو يرافقه تسوية شاملة لقضية فلسطين، وعمد إلى تكريس هذه المبادئ عبر التجمعات الإقليمية والدولية. وبنى رحمه الله سياسته باعتبار قضية الشعب الفلسطيني هي قضية الامارات معلناً وبلا تردد استمرار دعمه لنضال الشعب الفلسطيني بلا حدود تكريما لوحدة الهدف ووحدة المصير. ورفض دائماً الإعلان عن أشكال هذا الدعم مؤكدا بالقول "قناعتنا هي أن ما نقوم به هو ما يفرضه علينا الواجب والنخوة العربية الأصيلة، وتعاليم الدين الحنيف، والمصلحة العليا لأمتنا من أجل استرداد وتحرير الأرض واستعادة الحقوق المشروعة".
واعتبر المغفور له أن العدالة تتحقق عندما يسترجع الفلسطينيون حقوقهم المشروعة في بلادهم.
لذلك أقامت دولة الإمارات مشاريعها الداخلية بناء على أن عدو العرب هو عدو لها. وبناء على ذلك رأى سموه أن هناك ضرورة لبناء قوة دفاعية لتدعيم السلام، معتبراً أن "الأمة العربية في صراعها ضد إسرائيل تخوض معركة شرسة ضد عدو غادر ينتهج ضدنا كافة الممارسات البربرية والأساليب اللاأخلاقية".
لقد أكدت دولة الإمارات دائما منذ عهده رحمه الله ومازالت، أنها لن تدخر جهداً في سبيل استرجاع الحقوق العربية المغتصبة، انطلاقا من واقع إن الدولة جزء لا يتجزأ من الأمة العربية وبالتالي فإنها لن تبخل بالمال أو النفيس في سبيل أية خطوة من شأنها تعزيز الصمود العربي واستكمال عوامل النصر وتحرير الأراضي المحتلة. وشددت على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالسلام وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
وفي إطار الدعم المتواصل الذي قدمته الإمارات للشعب الفلسطيني منذ عهد الشيخ زايد، دعت إلى استمرار تضافر الجهود العربية والعمل المستمر وحشد الطاقات في كافة المجالات، وعبرت عن هذا الدعم من خلال العديد من المساعدات المالية التي قدمتها خلال الأعوام الماضية، فضلا عن المساعدات الانسانية الأخرى.
ومن ذلك الدعم للقضية الفلسطينية، إعمار الأرض الفلسطينية وبناء المجمعات السكنية بدءاً من مدينة الشيخ زايد في غزة، والذي بلغت تكاليفه 62 مليون دولار ويتكون من 736 وحدة سكنية استوعبت حوالي ثمانية آلاف نسمة، وقد استمرت الامارات بتعزيز هذا التوجه عبر إقامة أربع مدن سكنية فيما بعد، ناهيك عن مشاريع أخرى لا تقل أهمية عن الجهد السياسي والدعم الذي توج مسيرة الامارات في إطار الحق الفلسطيني المشروع.
وفي المحفل الدولي، عبرت الإمارات دائماً عن قلقها الشديد جراء استمرار عجز المجتمع الدولي عن حل قضية فلسطين وإحلال السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي شجع إسرائيل على التمادي في احتلالها للأراضي العربية، وكذلك تكرار أعمالها العدائية على أكثر من صعيد، استناداً إلى فكر المغفور له الذي أكد دائماً على "أن إرساء الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتم من خلال استخدام القوة العسكرية والتدمير المتعمد والمتواصل للبنية التحتية في كل من الأراضي الفلسطينية ولبنان وإنما من خلال امتثال إسرائيل للقرارات الدولية.
المصدر: أبوظبي