الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السفير الألماني في حوار مع «الاتحاد»: زيارة محمد بن زايد تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين

السفير الألماني في حوار مع «الاتحاد»: زيارة محمد بن زايد تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين
13 يونيو 2019 02:43

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

أكد السفير بيتر فيشير، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة، أن بلاده تتطلع لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيراً إلى أن الزيارة ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، ومزيداً من فرص التعاون في مجالات عدة.
وقال في حوار مع «الاتحاد»: «نحن نتطلع منذ فترة، لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لما بين البلدين من علاقات وارتباط وثيق منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالفعل كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صديقاً لألمانيا وزارها مرات عدة».
وأضاف: «إن المستشارة الاتحادية أنجيلا ميركل وصاحب السمو ولي عهد أبوظبي يخططان لتحديد كيفية تعميق الشراكة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية»، مشيراً إلى أن بلاده ترى إمكانات كبيرة لتحقيق المنفعة المتبادلة».
وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية، أوضح السفير فيشير، أن ألمانيا أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة في مايو عام 1972، ومنذ ذلك الوقت نمت علاقاتنا بشكل مطرد، وفي عام 2004، قمنا بإنشاء شراكة استراتيجية وهذه علاقة خاصة ليست لدينا مع دول أخرى، والآن، سنرفع العلاقات إلى المستوى التالي، مشيراً إلى الدور المهم الذي يلعبه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، كما أن البلدين عينا مبعوثاً خاصاً لهما، ونرحب ترحيباً حاراً بتعيين معالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة، مبعوث الإمارات الخاص إلى ألمانيا.
وقال: «إن التعاون بين البلدين شامل، ولكن أود أن أركز على رغبتنا في العمل على مختلف الاتجاهات مستقبلاً، حيث إننا نتشارك أفكاراً عدة، ولهذا فنحن نخطط للتعاون بشكل خاص في التصنيع الذكي، والذكاء الاصطناعي، ومجال الإنترنت، إضافة إلى كفاءة استخدام الموارد من الطاقة والمياه والغذاء وكذلك الاقتصاد الأخضر».

«إكسبو 2020»
ولفت السفير الألماني إلى أن بلاده تستعد للمعرض المنتظر «إكسبو 2020»، داعياً الجميع إلى زيارة جناحهم، مضيفاً أن مشاركة ألمانيا والدول الأخرى، تؤكد كيفية بناء مستقبل مزدهر ومستدام معاً.
وعن اللجنة الاقتصادية المشتركة، أكد أن الاجتماع الحادي عشر جاء تحت الرئاسة المشتركة بين الوزير الاتحادي الألماني للشؤون الاقتصادية والطاقة، ومعالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، وقال: «لدينا تبادل منتظم للآراء حول كيفية تعزيز التجارة، وزيادة الاستثمار الذي يعد أحد الركائز الأساسية للشراكة بين البلدين»، موضحاً أنه «جرى التركيز خلال الاجتماع على بعض المجالات، مثل الطاقة والبنية التحتية والعلوم والتعليم والتدريب».
وحول التبادل التجاري بين البلدين، قال السفير فيشير: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة، هي أهم شريك تجاري واستثماري لألمانيا في العالم العربي، ونحن لدينا متوسط التبادل التجاري يبلغ 10 مليارات دولار أميركي سنوياً، وهناك مجال للمزيد من التبادل بين البلدين».
وأضاف: «أكثر من 800 شركة ألمانية نشطة ومقرها الرئيس في دولة الإمارات العربية المتحدة وغالباً ما تعمل كمراكز إقليمية لمنطقة الخليج بأكملها، ولدينا أيضاً مجلس الأعمال والصناعة الألماني - الإماراتي الذي يعد من الكيانات القوية التي تبعث برسالة لشراكتنا تفيد بأن هذا المكان سوق ممتاز، وكذلك البيئة الإقليمية أفضل وأكثر تعاوناً، وفرص كل من الشركات الألمانية والإماراتية ممتازة».

التقارب بين الشعبين
وأشار السفير فيشر إلى أن نحو 14 ألف ألماني يعيشون في دولة الإمارات، وتعد الجالية الألمانية هي الأكبر بين الدول الأوروبية في الإمارات، وأغلب المقيمين الألمان يعيشون في دبي وأبوظبي، وهناك العديد يستمتعون بالإقامة في الإمارات الأخرى، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 500 ألف سائح ألماني يزورون الإمارات سنوياً، والأرقام آخذة في الزيادة.
ولفت إلى أن أهم ما يميز الإمارات، التسامح، حيث تحرص القيادة الإماراتية على تعزيز التنوع الثقافي وتشجيع الانفتاح على الثقافات الأخرى، وهذه ميزة قوية جداً للدولة، مشيراً إلى أن إنشاء وزارة التسامح في عام 2016، وإعلان 2019 عاماً للتسامح، رسالة قوية للعالم بأن الإمارات دولة عربية رائدة في تعزيز قيم التعايش والحوار مع الآخر.

التعليم والثقافة
وتحدث السفير فيشير عن التقارب الثقافي بين البلدين، قائلاً: «إن معهد (جوته) بأبوظبي وله فرع في دبي من أوجه التمثيل الثقافي للتعريف بالثقافة الألمانية وتعلم الثقافة الإماراتية، داعياً الجميع لزيارة المعهد، حيث إن هناك اهتماماً كبيراً بتعلم الإماراتيين اللغة الألمانية».
وأضاف: «توجد في دولة الإمارات ثلاث مدارس ألمانية، ويعد الطلاب فيها هم العمود الفقري للصداقة بين البلدين»، لافتاً إلى أن العلاقات مع الإمارات أكثر من التجارة والاستثمار، حيث إن التبادل الثقافي وسياسة التعليم من أولويات التعاون بين البلدين.
وأوضح أن هناك أمثلة عدة على التقارب الثقافي بين ألمانيا والإمارات، حيث النجاح الكبير لمهرجان «بايريوث فيجنر» الذي انطلقت فعالياته في أبوظبي مطلع العام الجاري، علاوة على تلقي ألمانيا الدعوة لتكون ضيف الشرف لمعرض أبوظبي للكتاب 2021.
وأكد أهمية الأسابيع الثقافية التي تعد وسائل ممتازة لدعم التنوع الثقافي، وعن التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والتدريب، قال السفير الألماني: «إن مستوى التعليم والاستثمار في البحث والتطوير كان لهما تأثير كبير وطويل الأجل على كل اقتصاد وطني، ومثل ألمانيا، فإن الإمارات نلاحظ جهودها في تنويع الاقتصاد القائم على المعرفة. لذا فالتعاون وثيق في جميع مستويات التعليم، وهو أمر منطقي للبلدين».
وأضاف: «في حين أن العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والإمارات قائمة على أساس قوي، وكذلك التعاون الأكاديمي يشهد تطورات جديدة، واليوم يمكن ملاحظة الاهتمام بالتعاون بين الجامعات الإمارات والألمانية»، مشيراً إلى أن التعاون لا يشمل فقط المجالات المتعارف عليها، مثل الهندسة والعلوم، ولكن أيضاً الدراسات الإسلامية واللوجيستية والسياحة والضيافة والتعليم المهني، لذلك فإن كلتا الحكومتين تدعم تطوير أنظمة التعليم العالي ذات القدرة التنافسية العالية لإعداد الأجيال القادمة للفرص والتحديات المستقبلية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©