حسن الورفلي (بنغازي)
قال قائد عسكري ليبي إن قوات الجيش الوطني تمكنت من استنزاف أكثر من 70% من إمكانيات وقدرات قوات حكومة الوفاق الوطني في معركة «طوفان الكرامة» لتحرير طرابلس. وأكد قائد المنطقة العسكرية الغربية التابعة للجيش الليبي اللواء إدريس مادي لـ«الاتحاد»، أمس، أن العمليات العسكرية للجيش الوطني استنزفت المليشيات الداعمة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، مشيراً إلى تحول تلك التشكيلات المسلحة إلى الدفاع بعد اهتزاز قدراتهم وهو ما يرجح انهيارهم في أي لحظة، وذلك بعد فشلهم في التحشيد لمهاجمة قوات الجيش في محاور طرابلس.
ويقول الجيش الوطني الليبي إنه يتبع استراتيجية استنزاف قدرات القوات الداعمة لحكومة الوفاق في محاور طرابلس، رافضاً دخول قلب العاصمة إلا بعد استنزاف الإمكانيات العسكرية للتشكيلات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق في طرابلس. وأشار اللواء إدريس مادي إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتفتيش أي قطعة بحرية متوجهة إلى الموانئ الليبية سيصعب دور تركيا في إيجاد شركة ملاحية تغامر بقطعة بحرية تملكها لشحن معدات عسكرية إلى ليبيا، وذلك لأنها ستعرض نفسها لعقوبات دولية بعد القرار الأممي الأخير. وتورطت تركيا في تهريب طائرات من دون طيار إلى قوات حكومة الوفاق الوطني، فضلاًَ عن توريدها عشرات المدرعات التركية من طراز «كيربي» إلى تشكيلات مسلحة في مدينتي مصراتة وطرابلس.
ميدانياً، تصدت قوات الجيش الليبي لتقدم قوات حكومة الوفاق الوطني في محور طريق المحاور، ونفذ سلاح الجو الليبي غارات على قوات الوفاق التي حاولت التقدم نحو مطار طرابلس الدولي. وقال الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي إن قوات حكومة الوفاق حاولت التقدم باتجاه كوبري المطار من كوبري الفروسية، إضافة لمحاولة قوات أخرى الالتفات على قوات الجيش الليبي من مفترق الطويشة باتجاه المطار.
وكان مصدر عسكري ليبي قد أكد لـ«الاتحاد» أول أمس الاثنين، أن قوات حكومة الوفاق تحشد قواتها لشن هجمات على تمركزات قوات الجيش الليبي في محاور القتال بطرابلس. وتعهد الجيش الليبي بعدم التراجع عن القضاء بشكل نهائي على الإرهابيين والإخوان في البلاد، مشدداً على جرائمهم في حرق مطار طرابلس الدولي عام 2014. وقالت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي، في بيان صحفي، إن الإرهابي صلاح بادي حرق مطار طرابلس الدولي وحرق طائرات أدت إلى غلق وتعطيل المطار نهائياً في 2014.
وتكبدت خزينة ليبيا ما يقرب من 15 مليار دولار جراء حرق الإرهابي صلاح بادي قائد مليشيا الصمود للعديد من الطائرات الليبية في 10 يونيو 2014، وذلك خلال صراع المليشيات المسلحة فيما يعرف بـ«عملية فجر ليبيا» التي امتدت لعدة أشهر. وأضافت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي: «نستذكر اليوم هذه الجرائم التي اقترفتها هذه النماذج، وهي من تقاتل قواتنا المسلحة بحجة حماية طرابلس ومؤسساتها، ولن تتراجع قواتنا المسلحة حتى يتم القضاء على هذه الزمرة من الإرهابيين والإخوان ويلقون جزاءهم ويحاسبون على جرائمهم نتاج ما اقترفوه».
وفي سياق منفصل، أفادت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط أن أحد المولدات الكهربائية بمحطة التجميع رقم 1 بحقل السرير قد توقف عن العمل نتيجة حريق نجم عن ارتفاع درجات الحرارة في ساعة مبكرة من يوم 9 يونيو الجاري، تسبب في انخفاض في الإنتاج يقدر بحوالي 30 ألف برميل يوميا. ويعتبر هذا الحقل، الواقع في حوض سرت والذي تُشرف على تشغيله شركة الخليج العربي للنفط التابعة للمؤسسة الوطنية الليبية للنفط، احد أكبر الحقول النفطية في ليبيا، باحتياطيات مؤكّدة تبلغ 4.8 مليار برميل. تجدر الإشارة إلى أنّ الحريق قد نشب في محطة توليد الكهرباء التابعة للحقل، مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن المجمع الأول. وتجري المؤسسة الليبية للنفط تحقيقا داخليا لتحديد أسباب ارتفاع حرارة المولد، وتقدير أعمال الإصلاح الضرورية لعملية إعادة التشغيل. ويبلغ الإنتاج الحالي لحقل السرير النفطي حوالي 155 ألف برميل يوميا.