القاهرة (الاتحاد)
حذر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من التداعيات السلبية لاستمرار التدخلات الخارجية، خاصة الإيرانية والتركية، في الأزمة السورية، مشدداً على أن التدخلات الخارجية كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء إطالة أمد الأزمة وتعقيدها، بحيث أصبحت أكبر وأوسع الأزمات الدولية نطاقاً خلال السنوات الأخيرة.
ونوه أبو الغيط، خلال استقباله جيمس جيفري، الممثل الخاص للولايات المتحدة المعني بالأزمة السورية أمس، بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، إلى خطورة التدخلات الإيرانية والتركية على وجه التحديد، بما في ذلك ما يتعلق بالمسعى التركي لإقامة ما يسمى بمنطقة آمنة في شمال سوريا ومنطقة إدلب، وهو ما يؤثر على وحدة الإقليم السوري ويمثل انتهاكاً في الوقت ذاته للسيادة السورية، مع التأكيد في ذات الوقت على رفض أية صورة من صور التدخل الإسرائيلي في أي ترتيبات تتعلق بمستقبل الأوضاع في سوريا، ومع الأخذ في الاعتبار استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الأرض السورية.
وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن اللقاء شهد تناول آخر تطورات الأزمة السورية والجهود والاتصالات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية لها، حيث عرض جيفري لنتائج الاتصالات التي يضطلع بها مع مختلف الأطراف، سواء فيما يتعلق بالجوانب السياسية للأزمة أو جوانبها الأمنية، مشيراً إلى حرص واشنطن في هذا الإطار على التعرف على رؤية الجامعة العربية تجاه تطورات الأزمة وسبل التعامل معها، خاصة في ظل التعقيدات المختلفة التي تشهدها، وتداخل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية في أبعادها المختلفة، وأيضاً وجود مصلحة مشتركة لكافة الأطراف التي ترغب في عودة الاستقرار إلى سوريا في تصفية وإنهاء كافة نشاطات الجماعات والتنظيمات الإرهابية على الأرض السورية. وأوضح المتحدث الرسمي أن
أبو الغيط حرص بدوره على تأكيد ترحيبه بالتواصل مع الجانب الأميركي في هذا الصدد، أخذاً في الاعتبار أن الأزمة السورية هي في الأساس أزمة عربية، وأنه حرص شخصياً منذ تولى مهام منصبه على إعادة تنشيط دور الجامعة العربية في التعامل معها. وجدد الأمين العام الإشارة إلى ثوابت الموقف العربي من الأزمة في سوريا وعلى رأسها ضرورة الحفاظ على الوحدة الإقليمية للأرض السورية، وأهمية احترام السيادة السورية، والعمل على تحقيق تسوية سياسية بين الأطراف السورية تتأسس على مقررات مؤتمر «جنيف 1»، ومخاطبة آمال وطموحات كافة أبناء الشعب السوري باعتبارهم أصحاب الحق الأصيل في تقرير مستقبل بلدهم، وذلك بما يكفل الوقف الكامل لنزيف الدماء الذي طال مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري على مدى السنوات الثماني الأخيرة.
وفي السياق ذاته، أكد سامح شكري وزير وزير الخارجية المصري، خلال لقائه جيمس جيفري، أهمية تنسيق الجهود الإقليمية والدولية، بهدف عدم السماح بنفاذ المقاتلين الفارين من المعارك في سوريا إلى دول المنطقة، وطالب في الإطار ذاته بالعمل على تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية والتصدي لأي دعم سياسي ولوجستي لها.
وقال أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن شُكري تطرق خلال اللقاء إلى مُحددات الموقف المصري تجاه الأزمة السورية، وعلى رأسها الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها. وأكد استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف المعنية، بهدف الدفع قدماً بالعملية السياسية والعمل على خلق أفق إيجابي لمستقبل البلاد، بالتوازي مع جهود التصدي للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة هناك، وبما يُلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق ويُعيد سيطرته على مقدراته.