السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المجلس العسكري يدعو قوى المعارضة السودانية لاستئناف الحوار

المجلس العسكري يدعو قوى المعارضة السودانية لاستئناف الحوار
11 يونيو 2019 00:51

أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)

أفرجت قوات الأمن السودانية أمس عن ثلاثة من قيادات الحركة الشعبية -قطاع الشمال بعد أيام من احتجازهم، وقامت على الفور بإبعادهم إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان بطائرة عسكرية، والقيادات الثلاثة هم ياسر عرمان نائب رئيس الحركة، وإسماعيل جلاب أمينها العام والناطق الرسمي باسمها مبارك أردول.
وقال ياسر عرمان في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، عقب إبعاده: لقد تم ترحيلنا قسراً وضد إرادتنا، وقد رحلنا معصوبي العينين ومقيدي الأيدي والأرجل على طائرة عسكرية إلى جوبا.
من جانبه، أوضح الكاتب الصحفي السوداني عبدالفتاح عرمان شقيق ياسر عرمان لـ«الاتحاد» أنه تم «إبعادهم إلى جوبا، والأصح أن نقول نفيهم، لأن إبعاد الشخص يكون لبلده، وبلدهم السودان». فيما ذكر مبارك أردول أنهم عارضوا هذا الإبعاد، وأوضح أنه تم نقلهم بطائرة تابعة للقوات المسلحة إلى جوبا.
وأضاف أن «ما حدث لا يقارن بالوضع الحرج الذي يمر به السودان الآن، وأن الأهم الآن هو السودان الذي يمر بأوضاع في غاية التعقيد».
وقال مالك عقار، رئيس الحركة الشعبية، إن سلوك المجلس العسكري باعتقال قيادات الحركة ثم ترحيلهم قسراً دليل على نواياه عدم تسليم السلطة للمدنيين وعدم الوصول لسلام!
وفي هذه الأثناء تواصل العصيان المدني المفتوح الذي دعت إليه قوى الحرية والتغيير أمس، وبينما أعلنت قوى الحرية والتغيير نجاحه، أعلنت قيادات المجلس العسكري السوداني أن الأوضاع طبيعية ولم تتأثر بالعصيان.
وقال اللواء إبراهيم جابر، رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس العسكري، إن هناك توافراً وانسياباً في الخدمات الأساسية والضرورية للسودانيين وفي مقدمتها الوقود والمواد التموينية والصحية.
وأضاف أن الخدمات الصحية تنساب بصورة جيدة، مشيراً إلى عودة عدد من المستشفيات والمراكز الصحية للعمل بعد التوقف الجزئي أثناء عطلة العيد.
في حين قال دكتور محمد يوسف المصطفى القيادي البارز بتجمع المهنيين لـ«الاتحاد» إن العصيان نجح في التعبير عن رغبة وإرادة الشعب السوداني في الضغط على المجلس العسكري من أجل الاستجابة لمطالبه بنقل السلطة إلى حكم مدني. وأضاف المصطفى: «سنواصل العصيان المدني والمظاهرات والمواكب من دون توقف في كل ولايات السودان ومدنه».
ودعا مصدر في المجلس العسكري قوى المعارضة إلى استئناف الحوار، وقال في تصريحات لـ«الاتحاد» إنه لا صحة لنجاح الاعتصام، وإن الشوارع في الخرطوم مفتوحة والطرق سالكة، والحياة طبيعية، وأضاف «لقد كانت عملية فض الاعتصام متفقاً عليها مع قوى الحرية والتغيير».
بدورها، قالت مواهب السيد، القيادية بقوى الشباب والتغيير، لـ«الاتحاد» إنه ليس هناك أي مجال لاستئناف المفاوضات مع المجلس العسكري.
وأضافت «لكن أخشى أن تجتمع الأحزاب الموالية للنظام البائد لتستلم ملف التفاوض بدلاً من القوى التي قادت الثورة، على غرار ما كان يفعل النظام السابق»، مؤكدة أن «الشعب السوداني سيواصل ثورته حتى يتحقق النصر».
وفى هذه الأثناء، عاود الوسيط الاثيوبي السفير محمود درير لقاءاته في الخرطوم مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق اول عبدالفتاح البرهان من ناحية، ومع قادة قوى الحرية والتغيير من ناحية ثانية.
وقال مصدر رفيع بقوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد» إن قضية فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم بالقوة أصبحت عقدة أساسية، وإن إجراء تحقيق برقابة دولية بشأنه ومعاقبة الضالعين فيه هو أحد أهم مطالب قوى الحراك الشعبي، وبدون ذلك لن يكون هناك بناء ثقة بين الطرفين أو أي تقدم على صعيد التفاوض.
وأضاف المصدر «لو حصل تحقيق عادل وشفاف سيمهد الباب لمعاودة التفاوض»، محذراً من أن الخيارات الأخرى مدمرة للطرفين وللسودان كله.
في حين تخوفت مصادر أخرى عليمة أن يؤدي التصعيد والعصيان من قبل الحراك الشعبي من ناحية، والإجراءات من المجلس العسكري والقوات الأمنية من ناحية أخرى إلى استقطاب في المؤسسة الأمنية. وأوضحت أن هناك معلومات عن خلاف كبير، وأن الوضع مفتوح على كل الخيارات الآن، وستتأزم الأمور بشكل أكبر ما لم يستجب المجلس العسكري لدعوة قوى الحرية والتغيير في إجراء تحقيق برقابة دولية، إن لم يكن بإشراف دولي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©