شادي صلاح الدين (لندن)
أكد باحث أميركي أنه رغم مشاركة الدوحة في القمم الخليجية العربية والإسلامية في مدينة مكة المكرمة، إلا أن النظام القطري لا يزال حليفا وفيا للنظام الإيراني المخرب في طهران، وهو ما ظهر جليا في ردود فعل الدوحة على القرارات الصادرة عن هذه القمم ورفضه لأي إجراءات تتخذ ضد إيران. وأوضح الباحث الأميركي «بي تشينيتسكي» في مقاله عبر «معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط» في واشنطن أنه في الأيام الأخيرة من مايو 2019، عقدت ثلاث قمم إقليمية في مكة، لافتا إلى أن مشاركة رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في القمم الثلاث، أثارت تكهنات حول احتمال ذوبان الجليد في العلاقات المتوترة بين قطر والدول التي قاطعتها في العامين الأخيرين بسبب علاقاتها الوثيقة مع إيران والإخوان.
وأوضح الباحث أنه حتى مع بدء القمة، كانت هناك مؤشرات على استمرار التوتر بين قطر والمملكة العربية السعودية، لافتا إلى أنه في الوقت الذي كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يستقبل رئيس الوزراء القطري في حفل استقبال للمشاركين في القمم، كانت قطر تواصل طعناتها في ظهر أشقائها، حيث بثت قناة الجزيرة القطرية لقطات من هجمات صاروخية وطائرات من دون طيار على المملكة العربية السعودية، وبعد يومين من انتهاء القمم، أبدت قطر تحفظات على بياناتها الختامية.
وأدانت البيانات الختامية بشدة الهجمات على منشآت النفط وناقلات النفط السعودية، ودعت إيران إلى احترام سيادة الدول الأخرى، والامتناع عن التدخل في شؤونها، والتوقف عن دعم الميليشيات والمنظمات الإرهابية. وأكد البيان الختامي لدول مجلس التعاون الخليجي أيضا على وحدة الخليج في مواجهة التهديدات، وأعرب عن دعمه للسياسة الأميركية تجاه إيران.
وأضاف الكاتب: لكن رغم مشاركتها في القمم اعترضت قطر على بيانات مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية بسبب اللهجة القاسية تجاه إيران. وقال تشينيتسكي إن استعداد قطر للمشاركة في القمم على مستوى رفيع، إلى جانب تعبيرها المتأخر عن التحفظات فيما يتعلق ببياناتها الختامية، هو على ما يبدو محاولة للحفاظ على علاقاتها الجيدة مع كل من إيران والولايات المتحدة، والمناورة بين الطرفين في هذا التوتر. ومع ذلك، تشير تحفظاتها أيضا إلى دعمها المستمر لإيران ورفضها أن تكون جزءا من الجبهة الخليجية ضد إيران وحلفائها. وأعرب الكاتب عن دهشته من التحفظات التي أبدتها قطر على بيانين ختاميين يدينان التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، على الرغم من أن بيان الجامعة العربية أكد على أهمية القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الـ1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، مشددا على أن الجميع يعلم أن تشويه قطر للحقائق لا يشكل أي مفاجأة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه وسائل الإعلام الأميركية كشف الدور الذي يقوم به نظام الحمدين وأذرعه المختلفة، وخاصة قناة الجزيرة في الترويج للأجندات المتطرفة وخدمة السياسة الإيرانية ودعم الجماعات الإرهابية.
وقال النائب جاك بيرجمان في مقاله في صحيفة «واشنطن إكزاماينر» الأميركية إن لجنة الاتصالات الفيدرالية قامت في الآونة الأخيرة بإجبار القناة الإخبارية التلفزيونية التي تتخذ من قطر مقرا لها على تقديم تقرير يكشف عن علاقتها بمديرها الأجنبي، وذلك تمشيا مع تعديل قانون ترخيص الدفاع الوطني للعام الماضي. ويتضح أن المالك الوحيد والمساهم في الشركة الأم، «الجزيرة الدولية»، ليس سوى «أمير دولة قطر»، المدرج صراحة في الوثائق القانونية بصفته «رئيس الدولة». ووفقا للوائح التي أشارت إليها لجنة الاتصالات الفيدرالية، فإن هذا يعني أن الجزيرة تخضع لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب ويجب أن تخضع لجميع عمليات الكشف والقيود التي تتعلق بالوكلاء الأجانب المسجلين الذين يعملون في الولايات المتحدة.
وقال النائب إن هذا الخبر لا ينبغي أن يكون مفاجأة لأولئك المطلعين على البرامج التي تقدمها القناة، لافتا إلى أنه ولسنوات، واجهت الشبكة اتهامات الدعاية نيابة عن الجماعات الإرهابية.