سعيد ياسين (القاهرة)
أثارت استعانة عدد من الأفلام السينمائية التي تعرض حالياً، أو يجرى تصويرها، حالة من الجدل بسبب استعانة أصحابها بعدد من النجوم كضيوف شرف لتقديم مشهد أو اثنين فيها، وفي الوقت الذي رأى فيه البعض أن هذا الوجود يمثل إضافة لهذه الأفلام وخديعة للجمهور في الوقت نفسه، رأى آخرون أن هذا يأتي على حساب إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة التي هي في أمسّ الحاجة لهذه الأدوار، بدلاً من النجوم الذين يقدمون ويشاركون في أفلام بالفعل كأبطال مطلقين أو نجوم للأدوار الثانية.
وقال الناقد أحمد شوقي، إن أغلب الأفلام الكبيرة حالياً والتي تضم نجوماً، تتعمد الاستعانة في الأدوار الصغيرة لأداء «مشهد ومشهدين» بنجوم كضيوف شرف، ولا شك أن وجود النجوم في هذه الأدوار يزيد من ثقل التريلر، وليس «الأفيش» بمعايير السوق، لكن في الوقت نفسه هذه الأدوار تحديداً وعلى مدار تاريخ السينما المصرية، كانت متنفساً إما لمواهب شابة تمسك في فرصة دور صغير، أو لممثلين جيدين يمثلون ملح صناعة السينما، لأنهم ممثلون كبار، ولكنهم ليسوا نجوماً وأبطال أفيشات، وأشار إلى أنه رغم حق المنتج في أن يمتلئ فيلمه بالنجوم، وبالتالي تزيد فرصه في الشباك، ومن ثم تنتعش الصناعة، فإنه يميل لدعم المواهب من الشباب والكبار الذين يستحقون الظهور من خلال هذه الأدوار البسيطة.
وضرب الناقد محمود المهدي مثالاً بفيلم «122» لطارق لطفي، وقال: الفيلم لم يكن في حاجة إلى كل هذا العدد من النجوم الذين ظهروا كضيوف شرف، ومن حق المشاهد أن يعرف أن الفيلم من بطولة طارق لطفي وأحمد داوود وأمينة خليل فقط، والباقي ضيوف شرف، ومنهم أحمد الفيشاوي ومحمد ممدوح ومحمد لطفي، والمشكلة أن الفنانين والقائمين على الصناعة يغضبون حين نتحدث عن الشللية، لأنهم لا يريدون أن يتركوا هذه الأدوار لممثلين صغار يريدون إثبات أنفسهم، وتساءل: لو أن الموضوع من أجل بيع التذاكر، فكيف ستكون النهاية، لقد اقتربنا من الوصول إلى عشرة أو خمسة عشر اسماً فقط في الصناعة، ومن لا يظهر منهم في دور البطولة يظهر في دور مساند كضيف شرف، فهل يختفي الباقون؟.
أما الفنان طارق عبدالعزيز، فأكد أن الشباب أحق بأدوار الشرف التي يقوم بها النجوم الكبار، وقال: كلنا كانت بدايتنا من خلال مشهد أو اثنين، ولكنني أرى أن النجوم يقبلون الظهور كضيوف شرف تحت ضغط الإحراج، والنتيجة غالباً لا تأتي في صالح الممثل.
وأوضح الفنان بيومي فؤاد الذي يشارك بمشهد صغير في فيلم «محمد حسين» أمام محمد سعد، أن أغلب الأعمال التي يشترك فيها كضيف شرف تكون مجاملة لأصدقائه الفنانين، وحتى لا يغضب منه أحد، وأن هناك منتجين لا يلتزمون معه بالاتفاق الشفوي الذي يتفق عليه معهم، بعدم وضع اسمه على الأفيش أو البرومو الخاص بالفيلم، لأنه يشارك كضيف شرف مجاناً، وكان الفنان ماجد الكدواني قد جسد مشهدا واحدا في فيلم «الضيف» أمام خالد الصاوي وأحمد مالك وجميلة عوض وإخراج هادي الباجوري، ومعروف أن الفنان الراحل خالد صالح ظهر بمشهد في فيلم «محامي خلع» مع هاني رمزي وداليا البحيري، وكان الدور سبباً في نجوميته لاحقاً، كما ظهر عدد من كبار النجوم حالياً في مشاهد قليلة مع الفنان عادل إمام، ومنهم محمد هنيدي، وأشرف عبدالباقي، ومحمد سعد وأحمد مكي، ومن قبلهم علاء ولي الدين.