شريف عادل (واشنطن)
تسببت بيانات وزارة العمل الأميركية، الصادرة الجمعة، في مواصلة مؤشر داو جونز الصناعي للأسهم الأميركية ارتفاعاته، ليسجل أفضل أداء أسبوعي له منذ بداية العام الحالي، بعد أن زادت البيانات «الضعيفة» من التكهنات بتدخل البنك الفيدرالي بتخفيض معدلات الفائدة لمنع الاقتصاد الأميركي من الدخول في ركود.
وارتفع المؤشر الأشهر للأسهم الأميركية ما يقرب من 1170 نقطة، تمثل نسبة 4.7% من قيمته، خلال تعاملات الأيام الخمسة الأخيرة، لينهي سلسلة من الخسائر الأسبوعية، امتدت على مدار ستة أسابيع، وليسجل كل سهم من أسهم المؤشر الثلاثين ارتفاعاً بأكثر من 2%. وعلى نحوٍ متصل، ارتفع مؤشر اس آند بي خلال تعاملات الأسبوع بنسبة 4.4%، بعد أربعة أسابيع من الانخفاض، كما أضاف مؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا، نسبة 3.9% إلى قيمته، ليسجل أول ارتفاع أسبوعي أيضاً، بعد أربعة أسابيع من الخسائر.
وبخلاف البيانات، التي زادت من احتمالات استجابة البنك الفيدرالي لمناشدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة بتخفيض معدلات الفائدة، تسبب توقع المستثمرين توصل فريقا التفاوض الأميركي والمكسيكي إلى اتفاق يحول دون تطبيق تعريفات على المنتجات المكسيكية، وهو ما حدث بالفعل مساء يوم الجمعة، في ارتفاع مؤشرات أسعار الأسهم، واقترابها من أعلى مستوياتها التاريخية من جديد.
ومع اقتراب الاقتصاد الأميركي من إتمام عامه العاشر من الانتعاش، واقترابه من تسجيل رقم قياسي جديد لأطول فترة انتعاش في تاريخ الولايات المتحدة الاقتصادي، تتعلق أنظار المستثمرين الباحثين عن بوصلة لتحركات أسواق الأسهم خلال الفترة القادمة بعدة أمور، يأتي على رأسها اجتماعات البنك الفيدرالي على مدار يومي 18 – 19 يونيو الجاري، التي ربما تشهد أول تخفيض لمعدلات الفائدة منذ الأزمة المالية العالمية.
ورغم توقع بعض مراكز الأبحاث الشهيرة تروي البنك الفيدرالي قبل إقدامه على بدء دورة جديدة من تخفيض معدلات الفائدة، اعتبر الاقتصادي المصري الأميركي الشهير محمد العريان، أن «الأخبار السيئة هي أخبار جيدة»، أو كما نقول في العربية «رُب ضارةٍ نافعة»، حيث ساهمت بيانات وزارة العمل في تزايد احتمالات قيام البنك الفيدرالي بتخفيض الفائدة، أطلق عليه العريان اسم «تخفيض تأميني»، وارتفاع أسعار الأسهم.
وبخلاف ما سينتج عن البنك الفيدرالي من قرارات، أو تمهيدات، باتجاه تخفيض معدلات الفائدة، أو ربما التوجه مرة أخرى نحو سياسات «التيسير الكمي»، ينتظر المستثمرون تفاصيل أكثر عن الاتفاق الأميركي المكسيكي، الذي تم التوصل إليه مساء الجمعة، بعد تجربة مشابهة مع المفاوضات التجارية الأميركية الصينية، التي شهدت إعلان التوصل إلى اتفاق أكثر من مرة، قبل أن تصل إلى طريق مسدود، ويتم فرض التعريفات المتبادلة بين البلدين. أيضاً، مازالت الحرب التجارية الأميركية الصينية حاضرة في الأسواق، وخاصةً بعد تهديد ترامب بفرض تعريفات جديدة على ما قيمته أكثر من ثلاثمائة مليار دولار من المنتجات الصينية.