عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (واشنطن)
تبحث 30 جهة حكومية وخاصة من دولة الإمارات، خلال مشاركتها في قمة «اختر أميركا للاستثمار 2019»، التي تنطلق فعالياتها اليوم في العاصمة واشنطن، الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق الأميركي، ضمن وفد الدولة المشارك في القمة برئاسة معالي المهندس، سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد.
ويضم وفد الدولة إلى القمة، التي يشارك فيها عدد كبير من الوزراء في الحكومة الأميركية، وعشرة من حكام الولايات، وممثلين عن 51 ولاية ومقاطعة أميركية، عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، إلى جانب مجموعة كبيرة من رؤساء وممثلي الصناديق والشركات الاستثمارية الإماراتية، ومشاركة مجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج.
علاقات متميزة
وقال عبد الله آل صالح: إن دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية يتمتعان بعلاقات ثنائية متميزة قائمة على احترام المصالح المشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة، مشيراً إلى أن الدولة تمثل الشريك التجاري الأول لأميركا في المنطقة، فيما تعد الولايات المتحدة الأميركية رابع أكبر شريك تجاري للإمارات على مستوى العالم، وكذلك ثالث أكبر مستثمر أجنبي بأسواق الدولة.
وأكد آل صالح الأهمية التي تكتسبها قمة «اختر أميركا للاستثمار»، حيث توفر لرجال الأعمال قنوات واسعة للتواصل مع المعنيين بالاستثمار في الأسواق الأميركية، وقد شهدت القمة دورتها السابقة حضور أكثر من 3 آلاف مشارك من 66 دولة و51 ولاية أميركية، وهو ما يجعلها المنصة الأكبر التي تجمع المعنيين بالاستثمار في السوق الأميركي، لمناقشة الشراكات وفرص الأعمال والمشاريع الاستثمارية الجاري تنفيذها والتسهيلات والحوافز أمام المستثمرين بالولايات الأميركية.
وأوضح أن القمة تتيح المجال أمام المستثمرين ورجال الأعمال، لتوسيع نطاق أعمالهم بمختلف الولايات الأميركية وبناء شراكات، والاطلاع على أحدث الإجراءات والأطر المنظمة لمناخ الاستثمار بالسوق الأميركي.
الدورة السابقة
وإلى جانب أعمال القمة، يشارك وفد الدولة، في اجتماعات مجلس الأعمال الإماراتي الأميركي، والذي يعقد في العاصمة الأميركية على هامش أعمال القمة، وبحضور واسع من قبل ممثلي مجتمعي الأعمال والشركات والمستثمرين من البلدين.
من جهته، قال جمال الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، إن مشاركة المجلس في قمة «اختر أميركا للاستثمار» للسنة الثانية على التوالي تأتي في أعقاب النتائج الإيجابية التي حققتها المشاركة في قمة العام الماضي، ضمن وفد وزارة الاقتصاد، والتي أثمرت عن بلورة رؤية أكثر واقعية لمناخ الاستثمار في الولايات المتحدة الأميركية، وفرص زيادة الاستثمارات الإماراتية في هذا السوق، الذي يأتي في صدارة الأسواق العالمية الأعلى استقطاباً للاستثمار الأجنبي المباشر، وفقاً لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد».
وأوضح الجروان أن الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة تتنوع بين استثمارات للصناديق السيادية الإماراتية، التي تتمتع بتاريخ طويلة وسمعة قوية ومميزة في السوق الأميركي، والشركات الاستثمارية الوطنية التي لديها حضور في أميركا، وكذلك الشركات العائلية التي المهتمة بالاستثمار في السوق الأميركي.
ولفت إلى أن المجتمع الاستثماري في الإمارات يعتبر الولايات المتحدة من الدول الجاذبة والحاضنة للاستثمار، بسبب قوة القوانين التي تحمي مصالح المستثمرين لديها وتنوع الفرص الاستثمارية.
وأضاف أن دورة العام الماضي من القمة شهدت تواجداً وحضوراً قوياً من مختلف الولايات الأميركية، الأمر الذي أتاح للمشاركين الفرصة للتعرف على المجالات الاستثمارية المتاحة في هذه الولايات، لافتاً إلى أن القمة تتميز بتواجد المسؤولين من الحكومة الأميركية، على مستوى وزراء التجارة والخزانة والزراعة والإسكان والطاقة والتنمية الحضرية وحكام الولايات المختلفة، الأمر الذي يعتبر فرصة جيدة لبناء شراكات وعلاقات استثمارية وتجارية مع هذه الولايات.
المقومات الاستثمارية
وأشار الجروان إلى أن المشاركة في القمة لا تقتصر على التعرف على الفرص الاستثمارية في الولايات المتحدة فحسب، بل تمتد أيضاً لتشمل التعريف بالمقومات الاستثمارية التي تتمتع بها دولة الإمارات التي تشكل بطبيعة الحال وجهة جاذبة للاستثمارات والشركات الأميركية، معتبراً القمة منصة أيضاً لتعريف المسؤولين والمشاركين بالفرص الاستثمارية في دولة الإمارات التي تعد مقراً إقليمياً لكبرى الشركات الأميركية وبوابة مهمة لدخول البضائع الأميركية إلى الأسواق في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
من جانبه، قال عبيد بن طوق، رجل أعمال وعضو الوفد المشارك في القمة، إن مشاركته في القمة تأتي في إطار البحث عن الفرص الاستثمارية المواتية في السوق الأميركي، وتوسيع العلاقات الاستثمارية القائمة، حيث تقوم شركته باستيراد المعدات المتخصصة بمكافحة الحريق والإندار المبكر من عدة ولايات أميركية، مثل شيكاغو وميامي وشارلوت ودالاس.
وأوضح أن القمة تعتبر منصة مهمة للاطلاع والتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات المختلفة، خاصةً قطاع السلامة ومكافحة الحرائق الذي تعمل فيه الشركة، مشيراً إلى أن تجمع الجهات الاستثمارية من مختلف الولايات الأميركية في مكان واحد يسهل على المستثمرين الوصول إليهم مباشرة، ومناقشة أي فرص استثمارية محتملة.
آفاق أوسع
وأشار ابن طوق إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية أسهمت في فتح آفاق أوسع للقطاع الخاص في البلدين للاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية المتوفرة في البلدين، منوهاً بالدور الذي تلعبه وزارة الاقتصاد في تشجيع وتعزيز تواجد الاستثمارات الإماراتية بالخارج.
يشار إلى أن الدورة السابقة من القمة أسهمت من خلال الاجتماعات واللقاءات التي عقدت ضمن فعالياتها في استقطاب مشاريع تقدر قيمتها بنحو 98 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة في الولايات المتحدة، كما تم عقد نحو 2700 لقاء ثنائي بين المنظمات والمؤسسات وصناديق الاستثمار ورجال أعمال والشركات، فضلاً عن أكثر من 100 عارض يتناول فرص الاستثمار في مختلف المجالات والأنشطة الاقتصادية والتجارية بأسواق الولايات المتحدة.
