السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشيخوخة تؤثر على الاقتصاد العالمي ولا يوجد حل سريع للمشكلة

الشيخوخة تؤثر على الاقتصاد العالمي ولا يوجد حل سريع للمشكلة
10 يونيو 2019 01:48

فوكوكا (أ ف ب)

ناقش وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين أمس، للمرة الأولى، إشكاليات مرتبطة بشيخوخة السكان وانخفاض الولادات، مثل زيادة تكاليف الرعاية الصحية ونقص الأيدي العاملة والخدمات المالية الخاصة بالمسنين.
ولم يأت اختيار اليابان التي تترأس قمة فوكوكا لهذا الموضوع عشوائيا، إذ قد تصبح قريباً أكبر بلد «فائق الشيخوخة» في العالم، ما يعني أن 28% من سكانها ستفوق أعمارهم 65 عاماً، على أن تصل نسبتهم إلى نحو 40% في 2050. وحرصت اليابان التي تعيق هذه المشكلة نموها الاقتصادي، على نقل خبرتها إلى الدول الأخرى.
ودعت اليابان، وبصورة خاصة الأسواق الأقل تطوراً، إلى التحرك قبل فوات الأوان، وأكد وزير ماليتها، تارو آسو «ما نقوله هو التالي، إذا بدأت آثار الشيخوخة الديموغرافية بالظهور قبل أن تصبحوا أغنياء، فلن يعود بوسعكم حينها اتخاذ أية إجراءات فعالة».
من جهته قال أمين عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أنخيل غوريا، على هامش الاجتماع، إنه إذ كان هذا التوجه يطال «العالم أجمع، فإن مجموعة العشرين تشيخ بوتيرة أسرع». وأضاف أن «هذا الاتجاه سيستمر، وأنا أخشى ذلك. ليس أمراً نستطيع وقفه فجأة».
وفي البيان الختامي، قالت المجموعة إن «التغيرات الديموغرافية توجد تحديات وفرصاً لكل دول مجموعة العشرين»، والمشكلة تتطلب «سياسات ضريبية ومالية ونقدية وهيكلية».

الدول الناشئة
تضمّ مجموعة العشرين دولاً ذات مواصفات مختلفة، من اليابان المتقدمة في السن إلى السعودية والهند وإفريقيا الجنوبية ذات المجتمع الشاب.
ويسهم طول متوسط العمر المتوقع وتراجع معدل الولادات في زيادة أعداد المسنين بشكل كبير في الدول الغنية مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي قامت بسلسلة دراسات حول المسألة.
وأشارت المنظمة إلى أن هذه المشكلة باتت تطال أيضاً الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل والصين.
وبحلول عام 2050، سيتضاعف عدد السكان الذين تفوق أعمارهم الستين عاماً في العالم، وسيتخطى المليارين. وفي مذكرة نشرت أمس، بمناسبة قمة مجموعة العشرين، أوضح صندوق النقد الدولي أن «الشيخوخة تزيد الضغط على الميزانيات العامة لأنها تتطلب زيادة في نفاقات التقاعد والصحة». ولليابان خبرة في هذا الإطار، إذ تبلغ نسبة دينها 230% من ناتجها المحلي الإجمالي. لذلك، يقوم المتقاعدون بادخار أموالهم خشية تخفيض معاشاتهم التقاعدية، فيما يتردد الأصغر سناً في الإنفاق خوفاً من المستقبل. ويؤكد صندوق النقد أيضاً أن «ثروة هذه الدول ستتأثر حتما بالنهاية، بينما ينخفض عدد الأشخاص المنخرطين في سوق العمل أكثر وأكثر».

أجور منخفضة
في حالة اليابان، تجد العديد من القطاعات (الرعاية الصحية، الزراعة، البناء،...) صعوبةً في التوظيف، إلى درجة أن عدد عروض العمل فيها وصل إلى 163 عرضاً مقابل 100 طلب، مع معدل بطالة شديد الانخفاض بنسبة 2.4%. وإضافة إلى الإصلاح الضروري لأنظمة التقاعد والصحة، تدعو المنظمات الدولية أيضاً إلى حث النساء والعاملين الأكبر سناً على الانخراط في سوق العمل للتصدي لانخفاض اليد العاملة. وفي تقرير جديد، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن «في اليابان أصلاً واحداً من أعلى معدلات انخراط كبار السنّ في سوق العمل داخل المنظمة». لكن مع بلوغهم سن التقاعد «تجري إعادة تعيينهم في وظائف متدنية النوعية وبأجور منخفضة».
ورأت المنظمة أنهم «يستحقون أفضل من ذلك»، داعيةً إلى الاستفادة من «كفاءاتهم وخبراتهم».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©