الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هازارد.. آخر العظماء يهجر «الإمبراطورية الزرقاء»!

هازارد.. آخر العظماء يهجر «الإمبراطورية الزرقاء»!
10 يونيو 2019 00:13

محمد حامد (دبي)

لم يكن عشاق تشيلسي يتخيلون يوماً أن يقرر جون تيري أو فرانك لامبارد، أو ديديه دروجبا، الرحيل عن ستامفورد بريدج، لأن نجوميتهم أكبر من قميص البلوز، ولم يحدث أبداً أن سعى أحدهم وهو في قمة مستواه للرحيل صوب كيان كروي أكبر، لكن هذه المعادلة تغيرت في الوقت الراهن، حينما تمسك أيقونة الجيل الحالي في النادي اللندني إيدين هازارد بالانتقال إلى ريال مدريد، وبناء على القاعدة التي تقول إن الأندية الكبيرة لا تفرط في رموزها ونجومها، فقد بدأ جمهور تشيلسي يشعر بالخوف من المستقبل.
تشيلسي صنع الجزء الأعظم من تاريخه وشعبيته حول العالم في آخر 15 عاماً، حيث كانت البداية بالحصول على لقب البريميرليج موسم 2004 - 2005، بعد أقل من عامين من انتقال ملكية النادي إلى الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، ويشير حصاد هذه السنوات إلى تتويج البلوز بلقب الدوري 5 مرات في الفترة المشار إليها، ولم يكن النادي قد حصل على اللقب قبل ذلك سوى مرة واحدة عام 1955، كما حقق تشيلسي مجداً قارياً مع مالكه الروسي بالحصول على دوري أبطال أوروبا عام 2012، وثنائية يوروبا ليج عامي 2013 و2019، إلا أن مؤشرات الاستمرار في صنع التاريخ اهتزت بشدة في الفترات الأخيرة، في ظل تراجع اهتمام وحماس مالك النادي.
وجاء بيع النجم البلجيكي إيدين هازارد لريال مدريد في صفقة رابحة من الناحية المالية، ولكنها تحمل مؤشراً على أن تشيلسي لم يعد يفكر كثيراً في المنافسة على البطولات، لتؤكد أن القادم سيكون أكثر غموضاً، فالإمبراطورية الزرقاء التي صنعها الملياردير الروسي لم تكن تخضع لفكرة البيع، وترفض التفريط في النجوم، من المعروف أن هازارد هو اللاعب الأفضل والأكثر تأثيراً في انتصارات وبطولات النادي اللندني في السنوات الأخيرة، مما يجعل التفريط في النجم البلجيكي سبباً كافياً لغضب الجماهير، والشعور بالخوف على مستقبل الكيان الأزرق.
هازارد رحل مقابل 100 مليون جنيه إسترليني، وقد تصل قيمة الصفقة إلى 150 مليون وفقاً لبعض البنود الإضافية، وبالنظر إلى أن هداف ونجم البلوز يحق له الرحيل مجاناً نهاية الموسم المقبل، فإن الصفقة من هذه الناحية تعد رابحة للنادي اللندني، إلا أن الجماهير كانت تحلم بالإبقاء عليه وإقناعه بتجديد تعاقده من أجل بناء فريق قوي لتشيلسي، لكن رحيله، وصعوبة الحصول على بديل في مستواه، أو إبرام الصفقات المؤثرة في ظل منع النادي من التوقيع مع لاعبين جدد بقرار من الفيفا، يجعل أجواء التشاؤم تسيطر على قلعة ستامفورد بريدج.
هناك 5 مؤشرات تقول إن تشيلسي يتحول بصورة تدريجية إلى أرسنال جديد، أي إلى كيان كروي أصبح لديه قاعدة جماهيرية، ولكنه لا يملك القدرة على منافسة أندية أكثر قوة في الوقت الراهن، وعلى رأسها مان سيتي وليفربول، كما أن مان يونايتد لا زال يملك المال ويمكنه أن يعود في أي موسم.

1 بيع النادي
أشارت تقارير إنجليزية قبل أقل من عام إلى أن أبراموفيتش يفكر جدياً في بيع النادي، وقد تلقى عروضاً جادة، بل إنه بدأ في التفاوض فعلياً إلا أنه تراجع عن هذه الخطوة بعد أن تلقى عروضاً بلغت قيمة أعلاها ما يقرب من مليوني جنيه إسترليني، ولا زالت التقارير تؤكد أن مشروع البيع يظل حبيس الأدراج، وقد يتم اللجوء إليه في أي وقت، خاصة أن أبراموفيتش لم يعد متحمساً للسير بالنادي إلى الأمام، لأسباب مادية، وأخرى سياسية، على رأسها المشكلات التي تتعلق بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

2 رحيل ساري والنجوم
تسببت سياسة بيع النجوم، أو بالأحرى عدم الإبقاء عليهم، في جعله أحد الأندية الكبيرة التي تعيش بلا أمل، ومن بينها أرسنال، فلا أمل حقيقياً في الحصول على لقب الدوري، أو المنافسة الجادة على دوري الأبطال، وهناك مخاوف من أن يصبح تشيلسي أرسنال جديداً، فقد بدأ البلوز في سياسة بيع النجوم، وعلى رأسهم كوستا وكورتوا وهازارد، واقترب المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري من المغادرة بناء على رغبته، حيث يتجه صوب يوفنتوس، وهي سياسة لم يعرفها النادي في عهد أبراموفيتش، فقد استمر تيري ولامبارد ودروجبا وغيرهم حتى ما قبل نهاية مسيرتهم بقليل.

3 أين مشروع الملعب ؟
تم الإعلان قبل 4 سنوات عن مشروع توسعة ستامفورد بريدج ليسع 60 ألفاً، على طريقة الأندية الكبيرة التي تقوم بتوسعة ملاعبها، وعلى رأسها توتنهام، وسبقه مان سيتي، وغيرهما من الأندية، إلا أن المشروع تأرجح بين التفكير في بناء ملعب جديد، وبين التجميد دون أن تحدث تطورات حقيقية، وهو مؤشر على أن مالك النادي لم يعد يثق في أنه سوف يستمر في ملكية النادي مستقبلاً، وكان المبرر الجاهز للتأخير في بدء المشروع هو أن أجواء العمل و الاستثمار في إنجلترا ليست مشجعة بما يكفي، وهي مبررات ليست مقنعة.

4 مالك بلا فيزا !
رفضت السلطات البريطانية قبل عام تجديد فيزا المستثمر التي تتيح لمالك تشيلسي دخول البلاد والإقامة بها، وعلى الرغم من أنه لم يتم الإعلان بصورة مباشرة عن أسباب ذلك، فإن الصحافة البريطانية قالت إن التوتر في العلاقات بين روسيا وبريطانيا هو سبب حجب التأشيرة عن أبراموفيتش، خاصة أنه من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم يتمكن مالك البلوز من حضور أي مباراة للفريق الموسم المنتهي، مكتفياً بالظهور في المباراة النهائية ليوروبا ليج التي أقيمت باكو بأذرييجان، ومن المؤكد أن هذه المشكلات تجعله أقل حماساً لدعم النادي.

5 زمن السيتي والليفر
لن يتمكن تشيلسي على الأرجح من الوقوف في وجه مان سيتي أو ليفربول خلال السنوات المقبلة، خاصة إذا استمر رومان أبراموفيتش في السير بسياسة بيع النجوم، أو فشل في رفع الحظر المفروض على إبرام الصفقات، حيث يسير مان سيتي والليفر بوتيرة متسارعة في الطريق الممهد لصنع فجوة كبيرة مع بقية الأندية الإنجليزية، وهو الأمر الذي تؤكده أرقام الموسم المنتهي، كما تؤكده ترسانة النجوم التي يملكها كل فريق منهما، فضلاً عن أن توتنهام يسعى للبقاء مع الكبار.
ولا تتوقف محاولات يونايتد للعودة بقوة، مما يجعل مستقبل الإمبراطورية الزرقاء غامضاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©