السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بالشباب.. الأقوياء يجددون حلم الكبرياء

بالشباب.. الأقوياء يجددون حلم الكبرياء
10 يونيو 2019 00:13

عمرو عبيد (القاهرة)

يتحدثون دائماً في عالم كرة القدم عن ضرورة المرور بفترة تجديد الدماء على مستوى الفرق والمنتخبات، ومن ثم التخطيط الصحيح من أجل المستقبل، ولا يذكر التاريخ هيمنة فريق أو منتخب على حقبة زمنية، فاز خلالها بالكثير من البطولات والألقاب، إلا تلاها فترات هبوط وتراجع، بعد رحيل أو اعتزال أو كبر سن مجموعة النجوم التي منحته هذا المجد، ولم تكشف أحداث سابقة، قديمة أو«حديثة، عن قصص ناجحة لمنتخب عالمي جاء بجيل شاب جديد، حل مكان العناصر القديمة، واستطاع أن يحصد بطولات كبرى خلال وقت قصير!
وخلال الفترة الأخيرة، تبرز أسماء كبيرة في عالم الكرة، أندية ومنتخبات، عانت من فشل ذريع، بسبب الإصرار على الاحتفاظ بأسلحتها القديمة، التي وجب تغييرها منذ سنوات سابقة، ودفعت الثمن غالياً، ولعل المثال الأبرز هو المنتخب الألماني، بطل مونديال 2014، وتوقع الجميع أن يقوم لوف بتجديد دماء الماكينات، للاحتفاظ باللقب في النسخة الروسية، خاصة أن الألماني دفع بمجموعة رائعة من شباب المانشافت في بطولة كأس القارات، التي فاز بها في عام 2017، لكنه قرر التراجع في سياسة التجديد، والاستعانة بأسلحته القديمة في مونديال روسيا، بل إنه رفض استدعاء ليروى ساني المتألق، وأصر على إشراك نوير بدلاً من المتوهج تير شتيجن، ولهذا جاء الرد صاعقاً، بخروج بطل العالم من الدور الأول في النسخة الروسية، ولم يختلف الوضع كثيراً في المسابقة القارية الحديثة، دوري الأمم الأوروبية، التي غادرها المانشافت مبكراً بعد أن حل ثالثاً في المجموعة الأولى، التي ضمت معه هولندا وفرنسا، وسيلعب الألمان في درجة أدنى خلال منافسات الموسم القادم، وعقب تلك الإخفاقات، لم ينتظر منتخب الماكينات كثيراً لخوض تجربة تجديد الدماء الفورية، وانطلق المانشافت بقوة بعد الهبوط بمعدل الأعمار إلى متوسط 25.7 عاماً لقوام المنتخب الحالي، وتألق شباب الألمان الذين لم يتجاوزا سن الـ23، وأحرزوا أغلب وأهم أهداف بلادهم في المباريات الأخيرة، مثل ساني وجنابري وفيرنر وسولي، ويسير المانشافت بثبات في تصفيات يورو 2020 بفضل النجوم الواعدة.
المونديال وتصفياته كانت العلامة الفارقة أيضاً في مسيرة الكرة الهولندية، لأن وصيف نسخة 2010 وصاحب المركز الثالث في المونديال البرازيلي، فشل في بلوغ نهائيات كأس العالم في روسيا، للمرة الأولى منذ 16 عاماً، وكان عدم التأهل إلى بطولة يورو 2016 أيضاً مؤشراً مخيفاً يوضح حالة الطواحين المترنحة، بسبب كبر سن نجم الجيل السابق، الذين فعلوا المستحيل من أجل تحقيق إنجاز عالمي كبير، لكن الحظ عاندهم كثيراً، وبات واضحاً أن حقبة الثنائي روبن وشنايدر وأغلب أفراد البرتقالي، انتهت بالفعل وبات تجديد الدماء أمراً لا مفر منه، وبالفعل بدأ الأسطورة رونالد كومان مسيرة الإصلاح والتجديد، وقلل معدل الأعمار ليبلغ 26 عاماً، ودفع بوجوه شابة رائعة، مثل ثنائي أياكس الباهر، دي يونج ودي ليخت، ومعهما المتألق فان دي بيك، وكذلك الموهوب ممفيس ديباي، وجنت الكرة الهولندية الثمار، خلال 13 مباراة، فازت في 6 منها، ولم تخسر سوى 3 مرات فقط، وفي مسيرة الشهور الماضية، أسقط البرتقالي منافسيه الألمان والفرنسيين والإنجليز، في الطريق نحو نهائي دور الأمم الأوروبية، ومن المتوقع أن تعود الطواحين إلى الدوران في يورو 2020، حتى لو ضمت المجموعة معهم كلاً من المانشافت ومقاتلي إيرلندا الشمالية.
صدمة الإخفاق المونديالي الأخير حركت المياه الراكدة في الكرة الإيطالية، وأخرجت إعلام وصحافة الآزوري عن قواعد اللياقة، ودفعت كل عشاق الأزرق إلى الثورة الهائلة بعد التراجع والانهيار الذي أصاب منتخب بلادهم، وأبعدهم عن المونديال الروسي لأول مرة منذ 60 عاماً، وقبلها كان الخروج المرير من الدور الأول في نسختي 2010 و 2014 على الترتيب، ثم اكتفى الآزوري ببلوغ ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية في فرنسا، ولم يقف الاتحاد الإيطالي مكتوف الأيدي أمام تلك الضربات المتتالية، حيث أنهى حقبة الأسطورة بوفون وبارزالي ودي روسي وغيرهم من الأسماء التي لم تعد قادرة على تقديم الجديد مع الآزوري، وظهر مؤخراً شباب إيطاليا القوي، مثل المهاجم المميز مويس كين، وباريلا وإنسيني وبيرنارديسكي وفيراتي، وغيرهم من النجوم الذين عاد بهم المدرب روبرتو مانشيني إلى القمة، وها هو المنتخب الإيطالي يتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة إلى يورو 2020 بثلاثة انتصارات متتالية.
المنتخب الإنجليزي أدرك ضرورة إحداث الثورة الشاملة من أجل استعادة الكبرياء والسمعة العالمية، التي فقدها مرات كثيرة في العقود الأخيرة، وهو ما حدث بالفعل عقب تولي جاريث ساوثجيت القيادة الفنية في عام 2016، وصرح صاحب الـ48 عاماً في أكثر من مناسبة، أن الاعتماد على الشباب هو الأساس الذي سيبني عليه قوام الأسود الثلاثة، وبالفعل أدرك الإنجليز نجاح تلك السياسة بعد الوصول إلى المربع الذهبي في مونديال روسيا، وكرر الأمر في دوري الأمم، ومن المنتظر أن يكون الأسود الثلاثة أحد كبار المرشحين لنيل لقب يورو 2020 القادم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©