أسماء الحسيني (الخرطوم، القاهرة)
كشفت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» عن أن التيار الذي يسمى بـ«الحركة الإسلامية» التي أسسها «الإخوان» وكتائب وأمن النظام البائد، تقف وراء الأحداث الدامية التي واكبت فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الثالث من يونيو في الخرطوم (29 من رمضان) عبر حبكة أدارتها لـ«توريط» محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري. وبينما انتشر تسريب حول تأكيد حميدتي خلال لقائه بالسفير الأميركي في الخرطوم أن قواته غير مسؤولة عن الجرائم التي ارتكبت خلال مجزرة فض الاعتصام، قال مصدر مقرب من حميدتي لـ«الاتحاد» إن قرار فض الاعتصام كان قرار المجلس العسكري وإن قوات الدعم السريع كانت تحمل السياط فقط، وإن جنودها لم تقتل المعتصمين، وإنْ حدث يكون تجاوزاً، وإن حميدتى يطالب بلجنة لتحديد وكشف من نفذوا المذبحة.
ورجح شهود عيان وشخصيات سودانية في تصريحات لـ«الاتحاد» أن يكون ارتكاب مذبحة الاعتصام من فعل كتائب وأمن النظام البائد. وقال القيادي الشاب بالحراك الشعبي عروة الصادق لـ«الاتحاد»: «أرجح أنهم من ارتكبوا أو شاركوا في فظائع فض الاعتصام، للانتقام من قوات الدعم السريع التي انقلبت على رئيسهم وعزلته». وأضاف: «قامت بفض الاعتصام قوة كبيرة ومشتركة من الأمن والدعم السريع والدفاع الشعبي وكتائب ظل النظام البائد». وقال خبير أمنى سوداني لـ«الاتحاد» إنه تم إقناع حميدتي من خلال بقايا النظام البائد بفض الاعتصام بالعصي والسياط، وعندما بدأ فعلياً فض الاعتصام تدخلت كتائب الظل التي ترتدى زي قوات الدعم السريع، وأطلقوا الذخيرة الحية على المعتصمين، وقد بلع حميدتي الطعم، ونال سخط الثوار والمجتمع الدولي، بعد أن تم الترحيب بانحيازه للثورة في بدايتها.
وتساءل الخبير: «من رمى الطعم لحميدتي بإثارة منطقة كولومبيا (البؤرة المنفلتة)؟، ومن حرك كولومبيا نفسها لتروع وتضرب وتكسر سيارات المارة وترهبهم من دون أي سبب، ومن ضخم قضيتها؟، مع العلم أنها كانت موجودة منذ فترة من دون كل هذا الضجيج». ويجيب الخبير: «من فعل كل ذلك هو من نصب الفخ لحميدتي واستدرجه لفض الاعتصام ليتخلص منه ومن المعتصمين، وأعني بذلك فلول النظام السابق وكتائب الظل والميليشيات التابعة له».
ومن جانبه، يقول القيادي الاتحادي محمد عثمان الفاضلابي لـ«الاتحاد»: «كل الدلائل تشير إلى أن من قام بالانتقام الوحشي من الثوار هم كتائب (الإخوان) المجرمين». ويوضح الفاضلابى: «نعم تنظيم ما يسمى بالحركة الإسلامية والكتائب التابعة لها هي من أشعل الفتنة بين حميدتي والثوار، وهو الذي قتل وسفك الدماء».