11 يونيو 2010 21:58
حين يلتقي فريق كرة القدم بكوريا الجنوبية نظيره اليوناني اليوم في أولى مبارياته بكأس العالم في بورت اليزابيث بجنوب أفريقيا، لن تتوقف مجريات الحياة العادية في سيؤول، فالعديد من المشجعين سيتابعون بثاً حياً للمباراة على هواتفهم المحمولة، وفي كوريا الجنوبية يعتبر البث التلفزيوني المباشر على المحمول واقعاً منذ نحو خمس سنوات، وحسب شركات البث الكورية هناك نحو 27 مليون نسمة أي ما يشكل 56 في المئة من الشعب يشاهد هذا البث بانتظام.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه الكوريون الجنوبيون السباقين في البث التلفزيوني على الهواتف المحمولة إلا أن هذه التقنية بدأت تنتشر أيضاً في الصين وجنوب شرق آسيا والهند وأفريقيا وأميركا اللاتينية حيث لدى نحو 80 مليون نسمة حالياً هواتف محمولة في مقدورها استقبال بث تلفزيوني مباشر مجاني.
وتقول أنا ماكسيوار المحللة في اي ام اس للبحوث في اوستن تكساس إن تقنية الاستقبال التلفزيوني على الأجهزة المحمولة مرت بمراحل متفاوتة ولكن مع تزايد عمر البطاريات وإقبال المستهلكين فإن هناك إمكانية حقيقية لانتشارها.
وتضيف أن 40 مليون نسمة على الأقل يشاهدون بثاً تلفزيونياً حياً هذا العام على هواتف محمولة معظمهم يقيم في الأسواق الناشئة والتي لا تتحكم فيها شركات الاتصالات المشغلة في بيع الهواتف المحمولة وتلجأ بدلاً من ذلك إلى بيع برامج تلفزيونية مقابل رسوم عبر شبكاتها اللاسلكية.
أضحت مشاهدة التلفزيون مجاناً وأثناء التنقل شائعاً تقريباً في كل مكان باستثناء الولايات المتحدة وأوروبا اللتين فيهما عملت مقاومة المشغل (شركات الاتصالات) ومجموعة من القواعد الفنية المتضاربة وعراقيل ترخيص البرامج على منع هذه التكنولوجيا من الانتشار في مثل باقي أنحاء العالم.
غير أن ذلك يوشك على التغيير بحسب إحدى شركات تصنيع الهواتف المحمولة، إذ قال هانكيل يون نائب رئيس قسم استراتيجيات المنتجات في سامسونج الشركة الكورية الجنوبية التي تصنع الالكترونيات والرائدة في سوق الهواتف المحمولة الأميركية: “إن تجربتنا تثبت أن الناس تحب مشاهدة التلفزيون على الهواتف المحمولة حتى على شاشات صغيرة ويحبون مشاهدته مجاناً، وسوف يحدث ذلك عالمياً في نهاية المطاف”.
في مجال الاتصالات اللاسلكية المعقد تعتبر تقنية البث التلفزيون المباشر المجاني سهلة نسبياً، وعن طريق رقيقة استقبال دقيقة الصغر وهوائي تلسكوبي في مقدور أي هاتف محمول استقبال نظام برنامج رقمي أو تماثلي مثله مثل أي جهاز تلفزيوني آخر.
وفي كوريا الجنوبية يشاهد 25 مليون نسمة بث قنوات أرضية رقمية مجانية على هواتف محمولة وهناك مليونان من الناس يدفعون رسوماً للاشتراك في برامج الأقمار الاصطناعية بحسب شركات البث الكورية.
والشاشة النمطية التي تصنعها سامسونج مقاسها ثلاث بوصات أو 7.6 سنتيمتر، والبطاريات تسمح بالمشاهدة لفترة ثلاث إلى ست ساعات. وفي كوريا يدعم البث التلفزيون المحمول بالإعلانات.
وقالت ديانا جوفين نائب رئيس قسم التسويق وتطوير الأعمال في تيليجنت سيستمز إحدى كبرى الشركات التي تصنع رقائق التلفزيون المحمول والمتمركزة في سانيفال كاليفورنيا: “اتضح أن الأسواق التي يستخدم فيها هذا النظام يزيد فيها الإقبال زيادة ملموسة”.
يذكر أن تيليجنت تصدر نحو 750 ألف رقيقة كل شهر إلى مصنعي الهواتف المحمولة معظمها مصمم لمشاهدة البث التلفزيوني التماثلي analog في أسواق مثل البرازيل وبيرو والأرجنتين وروسيا ونيجيريا وتايلند ومصر والصين، وتعتبر البرازيل من أكبر أسواق تيليجنت.
وقد يستغرق البث عبر الهواتف المحمولة وقتاً أطول قبل وصوله إلى الأسواق الغربية التي تأخرت فيها شركات البث التلفزيوني وشركات التشغيل اللاسلكي في تفعيل هذه التكنولوجيا، ففي الولايات المتحدة وأوروبا التي درج فيها المشغلون على التحكم في التكنولوجيا المدخلة في الأجهزة المحمولة تكمن العقبة الكبرى التي تواجه البث المباشر في مجانيتها نظراً لأن ذلك لا يشجع المشغلين المعنيين بزيادة الإيرادات.
وقال جيم اوهليركينج مدير تطوير أعمال التلفزيون المحمول في موتورولا: “اسأل أي شخص عما إن كان يريد بثاً تلفزيونياً مجانياً على هاتفه، بالتأكيد سيوافق، ولكن الصعوبة تكمن في أن يتوصل أصحاب المحتويات وشركات الاتصالات ومؤسسات البث إلى الاتفاق على أسلوب التنفيذ”.
غير أنه مع تزايد حجم مرور البيانات في الشبكات اللاسلكية عالمياً بدأت بعض شركات التشغيل تقتنع بأن التلفزيون المحمول المباشر المجاني الذي يعمل مستقلاً ولا يضيف أي أحمال زائدة على مرور البيانات في شبكة المشغل، إنما هي طريقة للاحتفاظ بالعملاء.
وفي شهر ابريل الماضي قامت 12 من شركات البث التلفزيوني وشركات محتويات البرامج في الولايات المتحدة منها فوكس وان بي سي وجانيت برود كاستينج وهيرست وكوكس ميديا بتشكيل شركة تآلف لتجميع أطياف ترددات البث بغرض إطلاق إرسال تلفزيوني للهواتف المحمولة لمئة وخمسين مليون نسمة.
وقال جاك ابرنيتي رئيس تنفيذي فوكس تليفيجين ستيشنز: “نحن نتطلع باهتمام كبير إلى بناء منصة تتيح البث التلفزيوني المحمول عالمياً وتكون مجزية اقتصادياً في ذات الوقت، وهذا المشروع هو الخطوة الأولى في تشكيل شراكة تضم تخصصات مختلفة وشركات متعددة لتقديم محتويات للمستهلكين”.
يذكر أن جهود الولايات المتحدة في هذا الشأن لاتزال في مراحلها الأولى ولم يتم بعد تحديد تاريخ بعينه للتنفيذ.
عن «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي