رضا سليم (دبي)
قرغيستان.. بلد الجمال الساحر والمناظر الرائعة والثلوج التي تغطي قمم الجبال، والمناطق الطبيعية الجميلة حول البحيرات والحدائق، تابلوه رائع في هذه الدولة التي تقع وسط آسيا، إلا أنها غائبة عن المشهد السياحي رغم كل ما تتمتع به من أماكن متميزة تخطف الأنظار، ويطلق عليها بلادُ ما وراء النهر إشارة إلى الأقاليم الواقعة وراء نهر جيحون، الذي شكَّل تاريخياً الحد الفاصل بين الأقوام الناطقة بالتركية والفارسية.
وتبرز العاصمة بشكيك في المقدمة بطبيعتها الحاضرة الغامرة، ومزاراتها السياحية غير التقليدية، وتعد مدينة تاريخية ومن أفضل المدن الموجودة في الدولة، ويقصد الزائرون بشكيك للاسترخاء والاستجمام، وقضاء عطلة هادئة بعيداً عن الصخب وضوضاء الحياة التقليدية.
ويأتي ميدان علاء تو على رأس قائمة أهم الأماكن السياحية في «بشكيك» لأنه يمثل تجمع عدد كبير من الأماكن السياحية، وليس هناك ما يميّز الميدان نفسه الذي لا يوجد به سوى عدد من المقاعد ونوافير الماء أشهرها النافورة التي يعلوها تمثال «ماناس» الذي شُيّد لإحياء الذكرى العشرين لاستقلال البلاد، أمّا الميدان نفسه فقد أنشئ عام 1984، وتقام أغلب الاحتفالات والمهرجانات الوطنية والترفيهية في ميدان «علاء تو» ويعتبر أحد الأماكن المفضلة للسكان المحليين.
وتحتل ساحة السنديان مكانة خاصة في نفوس سكان قرغيستان وتعتبر أحد المتنزهات الرئيسية، التي يقصدها الأهالي خاصة في فصل الصيف، للاستمتاع بالجلوس تحت الأشجار العملاقة ومطاردة السناجب الحمراء التي تنتشر في كل مكان.
تنقسم ساحة السنديان في بشكيك إلى قسمين رئيسيين هما.. الحديقة التي تضم أشجار البلوط العملاقة، والمركز الثقافيّ الذي يضمّ بعض الآثار والتماثيل والمباني التاريخية، ويوجد في الساحة أيضاً مسرح لعرض الدراما السوفييتية وبعض المعارض الفنية وكنيسة قديمة، ومن الأماكن المشهورة داخل حديقة السنديان نافورة «الطاسات الاثني عشرة» وهي نافورة مائية في منتصفها مسلّة يبلغ ارتفاعها 11 متراً.
أما الحديقة النباتية الوطنية، فقد تأسست عام 1938 وهي الآن جزء من أكاديمية العلوم الوطنية في البلاد، وتُصنَّف الحديقة النباتية في بشكيك كأفضل حديقة نباتية من حيث التنوع وثراء الطبيعية النباتية في وسط آسيا ودول الاتحاد السوفييتيّ سابقاً، وتضمّ الحديقة أكثر من 2.500 شجرة وشجيرة، و3.500 زهرة، وأكثر من 8000 من أشجار الفواكه، كما يوجد أيضاً 4 معامل لأغراض البحث العلمي، وتبلغ مساحة الحديقة 124 هكتاراً من الأرض يسمح بزيارة 36% منها فقط.
أما الأماكن السياحية الثقافية، فيتصدرها المتحف التاريخي الوطني ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1927، ويعتبر المتحف من أهم أماكن السياحة في بشكيك، نظراً لأنه يضم مجموعة فريدة من بقايا الحقبة السوفييتية، وأنواعاً مختلفة من السجّاد والمنسوجات، وبعض شواهد القبور والجداريات.
ويتجمع السائحون في ميدان النصر الذي شيدته الحكومة السوفييتية في ذلك الوقت وبه نصب تذكاري تخليداً لذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية، ويتخذ النصب التذكاريّ شكل الخيمة التي تحمي المنطقة الشمالية للبلاد.
ويعد سوق أوش من أشهر الأسواق المعروفة هناك، رغم أنه ليس السوق الأكبر في منطقة وسط آسيا، ومع ذلك فإن حركة البيع والشراء في السوق أكثر نشاطاً من أسواق كثيرة حول العالم، وتعتبر كرات الجبن المملح والتمر من أشهر معروضات في السوق.