10 يونيو 2010 23:38
أكد خالد إسماعيل قائد هجوم منتخبنا الوطني لكرة القدم الأسبق في مونديال 90 بإيطاليا أن أي لاعب كرة لن يشعر بقيمته وأهميته كلاعب بالفعل إلا عندما يشارك في المونديال، حيث أنظار العالم تتجه إليه ويتابعه الجميع، كما يرى اهتمام الصحافية العالمية وتدافعها نحوه لتغطية كافة التفاصيل عنه وعن فريقه بصورة لم يكن ليتوقعها.
ولفت خالد إسماعيل صاحب أول هدف لمنتخبنا في المونديال عندما سجل في مرمى منتخب ألمانيا حامل لقب هذه البطولة في ذلك الوقت وأحد أقوى الفرق على مستوى العالم إلى أن الأبيض الإماراتي كان يحظى باهتمام كبير من كافة وسائل الإعلام، خاصة أن صعوده كان مفاجأة في ذلك التوقيت، مشيراً إلى أن الإعلام العالمي وقتها لم يكن بمثل هذا التقدم الحالي قبل 20 عاماً، ورغم ذلك كان يعرف الإعلام معظم التفاصيل عن الأبيض وكان هناك من يتابعه ويتابع لاعبيه خلال مشوار التصفيات وبخاصة التصفيات النهائية بسنغافورة، والتي تمكن فيها من تسجيل هدفين والمساهمة في صعود الأبيض لأغلى بطولة عالمية على ظهر المعمورة.
ومع انطلاقة مونديال 2010 وما تثيره هذه المناسبة من ذكريات في نفس صاحب أول هدف إماراتي بكأس العالم وأحد رموز جيل 90 الذي حقق الإنجاز التاريخي لكرة الإمارات في هذا المحفل العالمي وصعد إلى بطولة كأس العالم بإيطاليا، خاصة في ظل عدم قدرة بقية الأجيال التي أتت عقب جيله في التأهل وتكرار هذا الإنجاز، قال قائد هجوم النصر والمنتخب الأسبق: لا تزال أحاسيس هذه البطولة تمر في ذهني مع كل مونديال، لقد عشنا أجمل أيام كرة القدم ورأينا كيف يكون اللاعب مقدراً من الجميع ما يشعره بقيمته كلاعب سواء من قبل الجماهير أو الإعلام أو المسؤولين، لقد كانت أيام جميلة وبقت ذكرياتها رائعة حتى لو مرت فيها لحظات سلبية تنقصها بعض الشيء مثل عدم قدرتنا على تحقيق الفوز في المجموعة وخسارتنا من فرق كان من السهل جداً تحقيق الفوز عليها لو ترك اللاعبين يخرجون ما لديهم من إمكانيات وحصلوا على الثقة التي فقدت برحيل زاجالو عقب التأهل للمونديال.
وأشاد خالد إسماعيل بقدرات المدرب البرازيلي زاجالوا وعدد الفوارق بينه وبين مواطنه كارلوس ألبرتو باريرا خلال الفترة التي تولى فيها كلاهما قيادة الأبيض، وقال: كان زاجالو يمنحنا الحرية داخل الملعب وكان يثق في قدراتنا ويمنحنا الثقة، وبالتالي كنا لا نخشى مواجهة أي فريق وكانت لدينا طموحات كبيرة على المستوى الشخصي كلاعبين بضرورة المنافسة والتأهل للمونديال، وهو ما تحقق خلال مشوار التصفيات، خاصة في المرحلة النهائية التي أقيمت بسنغافورة، أما باريرا فهو مدرب متميز من الناحية التكتيكية ولديه قدرات عالية، ولكنه كان يخاف دائماً وكان يجربنا على اللعب بخوف أمام الفرق التي واجهناها في المونديال، بالطبع كانت ألمانيا أفضل فرق العالم في ذلك الوقت ويكفي أنها حسمت لقب البطولة وقتها غير أن بقية المباريات كان من الممكن أن نحقق خلالها مفاجأة وأن نفوز أو على أقل تقدير لانهزم بنتائج كبيرة، كما حدث خاصة أن لاعبينا كانت لديهم مهارات عالية.
وأكد خالد إسماعيل أنه لا يمكن أن ينسى أحداث مباراة يوغسلافيا عندما خسر فيها الأبيض برباعية، مشيراً إلى أن المدرب طلب من اللاعبين ضرورة إغلاق الملعب وعدم القيام بأي مجازفة وحينها شعر الجميع بالخوف والرهبة فأحرز المنتخب اليوغسلافي أربعة أهداف في نصف ساعة وأنهى المباراة وقال: عقب تأخرنا قبل نهاية الشوط الأول اتفق اللاعبون في أرض الملعب على أن يقدم كل لاعب ما لديه من تلقاء نفسه وألا ننظر إلى تعليمات المدرب وبالفعل قدم الأبيض مباراة رائعة وسيطر على اللعب وتمكنا من الوصول إلى مرمى يوغسلافيا وتهديده لأكثر من مرة، ولو كنا بدأنا المباراة بالثقة في النفس والرغبة في الفوز وعدم الخوف من المنافس لكان من السهل تحقيق الفوز على هذا الفريق.
وأوضح خالد إسماعيل أن مباراة كولومبيا أيضاً كانت تشهد نفس الموقف، حيث دخلها اللاعبون بحالة من الخوف، وهو ما أثر على التركيز والأداء وقال: أكثر ما نندم عليه كلاعبين، أننا لعبنا مباراتينا أمام يوغسلافيا وكولومبيا تحت تأثير الخوف، رغم أن مستوى كلا المنتخبين كان عادياً وكان من الممكن أن نحقق نتائج إيجابية أمام أي منهما.
قصة تحدي علي حميد وعدنان حمد
لم أصدق التسجيل في مرمى «الماكينات»
دبي (الاتحاد) - عن ذكرياته مع الهدف الذي سجله في مرمى ألمانيا قال خالد إسماعيل: كان منتخب ألمانيا بالفعل هو الأفضل في العالم، ويكفي أنه أحرز لقب البطولة وقتها، وقد لا يعرف أحد أن المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو قد دفع بي لحرقي؛ لأن كافة وسائل الإعلام هاجمته لعدم الدفع بي في المباراة الأولى التي خسرها المنتخب أمام كولومبيا، والتي كان من الممكن أن نحقق فيها نتيجة إيجابية لولا تخوف المدرب، وأذكر وقتها أن وسائل الإعلام العالمية استفسرت عن عدم الدفع بي خلال مؤتمر صحفي، خاصة بعد تألقي في التصفيات النهائية ورد المدرب بأني مصاب، رغم أنني كنت قادرا على اللعب وتقديم مباراة قوية.
وكشف خالد إسماعيل بعضاً مما دار في الكواليس في تلك الأيام قائلاً: لقد توجهت للمدرب وأبديت اعتراضي على عدم الدفع بي، خاصة أن أي لاعب يتمنى المشاركة ولو لدقائق في بطولة بحجم كأس العالم في ظل ما شهدنا من اهتمام عالمي وإعلامي وجماهيري وشعرنا كلاعبين بأهميتنا وأهمية الحدث الذي تحقق، وكان اعتراضي وقتها على المدرب شديد اللهجة خلال اجتماع خاص بيني وبينه في الفندق وفوجئت به في المباراة الثانية يدفع بي أساسياً أمام ألمانيا، وكأنه يرغب في حرقي وقتها أو أن يقول للجميع هذا هو خالد إسماعيل الذي طلبتم مشاركته.
وعن تسجيله للهدف في المباراة التي خسرها الأبيض، قال: لم أكن أتوقع تسجيل هدف لقوة المنتخب الألمانـــي في ذلك الوقت، فضلاً عن غيابي عن تشكيلـــة المنتخب في المباراة الأولــــى، وهو ما أصابني ببعض الإحباط، كما لم يتوقع أحد أن أفعل ذلك حتى الإعلاميين المرافقين للمنتخب، وأتذكر وقتها أنني أبلغت كلا المعلقين علي حميد وعدنان حمد وكان كلاهما معنا بإيطاليا أنني سأسجل هدفا في ألمانيا لو لعبت المباراة، وكلاهما لم يتوقع ذلك وكان معهما حق، خاصة على ضوء نتيجة المباراة الأولى وخسارة المنتخب، فضلاً عن قوة منتخب ألمانيا.
وأشار خالد إسماعيل إلى أنه كان يقول ذلك وقتها على سبيل المداعبة، ولم يكن مقتنعاً في داخله بقدرته على التسجيل في مباراة صعبة كهذه المباراة وقال: دخلت المباراة وفي ذهني ضرورة تحقيق شيء وترك بصمة أمام المنتخب الأقوى في العالم وبالفعل تمكن من التسجيل كما أضعت فرصة تسجيل هدف ثان محقق من فرصة سهلة قريبة من المرمى، وعقب المباراة توجهت إلى عدنان حمد وعلي حميد فقابلاني بكلمة “وعدت وأوفيت” رغم أن كليهما في البداية لم يكن يصدق ما حدث، كما أنني أيضاً لم أصدق نجاحي في التسجيل بمرمى الماكينات الألمانية.
زهير بخيت تضامن معي ولم أحصل على «الرولز رويس»
لن أنسى مشاركتي «القيصر» منصة مؤتمر صحفي عالمي
دبي (الاتحاد) - أكد خالد إسماعيل أنه لا يمكن أن ينسى مشهدا أثر فيه كثيراً عقب مباراة المنتخب مع ألمانيا، وهو جلوسه على منصة واحدة في مؤتمر صحفي عالمي إلى جوار بيكنباور مدرب منتخب الماكينات الألمانية على المنصة وكان أسطورة وقتها، وكان هناك بالمؤتمر ما لا يقل عن 200 صحفي وإعلامي.
وقال: من الذكريات الجميلة التي لا يمكن أيضاً أن أنساها عن هذه المباراة تحديداً هو تآلف قلوب اللاعبين، حيث كان الجميع على قلب رجل واحد ولم يكن هناك فارق بين لاعب وآخر، ويكفي أن زهير بخيت الذي لعبت على حسابه في لقاء ألمانيا هو من شجعني وتوجه إلى باريرا عقب المباراة وقال له هذا هو خالد إسماعيل الذي لم تكن مقتنعاً بالدفع به قد أحرز هدفاً في مرمى ألمانيا.
وذكر خالد إسماعيل واقعة طريفة، وهو الوعد الذي حصل عليه من أحد رجال الأعمال بمنحه سيارة رولز رويس، وقال: علمت من الصحافة العالمية أن هناك رجل أعمال إماراتي سيتبرع بسيارة رولز رويس لصاحب أول هدف إماراتي بالمونديال، وعندما أحرزت أول هدف كتب وقتها أنه هدف يساوى سيارة رولز رويس في مختلف وسائل الإعلام المحلية أو العالمية، والغريب أنني حتى هذه اللحظة لم أرَ ولو إطارا من تلك السيارة التي وعدت بها.
المصدر: دبي