السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تقرير حقوقي دولي: "وفيات غامضة" تتزايد بين العمال في قطر

تقرير حقوقي دولي: "وفيات غامضة" تتزايد بين العمال في قطر
8 يونيو 2019 00:04

لندن ( الاتحاد)

كشف تقرير دولي سنوي يتناول محنة العمالة الوافدة في قطر، عن تزايدٍ يثير القلق في أعداد العمال المهاجرين الذين يلقون حتفهم هناك لأسبابٍ غامضةٍ على ما يبدو، ما يدق أجراس الإنذار في أوساط النقابات العمالية والمنظمات الحقوقية في مختلف أنحاء العالم.
وخصص التقرير - الذي يصدر للعام الرابع على التوالي - قسماً لا يُستهان به من صفحاته الـ 62 لحالات الوفاة هذه، خاصةً تلك التي وقعت بعيداً عن مواقع الإنشاءات الجارية لتشييد المشروعات المتعلقة باستضافة قطر النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم لكرة القدم، وهي المنشآت التي يقع العبء الأكبر في إقامتها على كاهل عشرات الآلاف من العمال الوافدين.
وحمل هذا القسم - حسبما قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية - اسم «وفيات لا علاقة لها بالعمل»، وشمل تفاصيل وفاة 10 عمال وافدين على الأقل، قضوا نحبهم في الفترة ما بين فبراير من عام 2018 ويناير من العام الجاري.
وأشارت البيانات الواردة في التقرير إلى أن تسعة من هؤلاء العمال فارقوا الحياة، وأن ستة منهم كانوا في عمرٍ يقل عن 36 عاماً عندما لقوا حتفهم، وهو ما يثير الانزعاج والقلق بالنظر إلى أنه يُفترض أن يكون الشبان في هذه المرحلة العمرية في ذروة القوة والنشاط.
وأوضحت تلك البيانات أن المتوفين كلهم من الرجال، وأن أعمارهم تتراوح ما بين 26 و49 عاماً، كاشفةً عن أنهم جميعاً جاؤوا من قارة آسيا. وأشارت إلى أن خمسة منهم قَدِموا من بنجلاديش، بينما جاء ثلاثة من الهند واثنان من نيبال؛ وهي الدول التي تنتمي إليها الغالبية الساحقة من العمال الذين قضوا نحبهم في قطر على مدار السنوات القليلة الماضية.
وقال الخبير في مجال حقوق العمال في منطقة الشرق الأوسط نيكولاس ميجيين إنه «من غير الآمن العمل في مثل هذه الظروف (التي تسود قطر) دون توفير ضماناتٍ ملموسةٍ للغاية»، داعياً السلطات الحاكمة في الدوحة إلى العمل على إجراء «تحقيقاتٍ مستقلة في المخاطر الصحية التي تواجه العمال المهاجرين».
وأكدت «الإندبندنت» في تقريرها - الذي أعده الصحفي المخضرم مات سليتر - أن ما ورد في التقرير الحقوقي، أجبر المسؤولين القطريين على الإقرار بـ «مأساوية» أوضاع العمالة المهاجرة في بلادهم، التي يصفها نشطاء حقوقيون بـ «إمارة السخرة» نظراً لممارسات العمل القسري التي تشيع في أرجائها.
وفيما قال التقرير الحقوقي إن هذا العدد من الوفيات «كبير»، وأن اللجنة القطرية المُنظمة لمونديال 2022 - المعروفة باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث - تدرك ذلك، نقلت الصحيفة البريطانية عن حسن الذوادي الأمين العام للجنة قوله إنه «لا شك في أن كل حالة وفاة تمثل مأساةً».
لكن الذوادي حاول تقليل الحرج الذي تعاني منه بلاده في هذا الصدد، عبر الزعم بأن لجنته «بدأت إجراء دراسةٍ طبيةٍ لكشف ملابسات هذه الوفيات، بالتعاون مع إحدى الجامعات القطرية»، غير أنه اعترف في الوقت نفسه بأن «الطريق لا يزال طويلاً» على هذا المضمار.
وأوضحت «الإندبندنت» أن صدور التقرير الحقوقي، الذي تحدث عن حالات الوفاة التي رُصِدَت مؤخراً بين أفراد العمالة الوافدة في قطر، يأتي في سياق التحركات التي تقوم بها النقابات والمؤسسات المعنية بالعمال وحقوق الإنسان في العالم، لمواجهة الانتهاكات الحقوقية الواسعة التي تشهدها «إمارة السخرة».
وقالت إن وتيرة هذه الجهود تسارعت بعدما أصبحت معاملة السلطات القطرية لـ «جيش العمال المهاجرين الموجودين على أراضيها، موضوعةً تحت المجهر، منذ إسناد تنظيم كأس العالم للدوحة في ظروفٍ مثيرةٍ للجدل عام 2010».
وشددت الصحيفة على أن ما يحدث من ممارساتٍ لا إنسانية في هذا السياق، دفع مختلف الأطراف الدولية المعنية للضغط على نظام تميم بن حمد لـ «تحسين ظروف معيشة هؤلاء العمال، وتعزيز إجراءات السلامة والأمن، وتقليص حجم الرقابة التي يتعرضون لها، فضلاً عن زيادة رواتبهم».
وأكدت أن هذه الضغوط أرغمت «نظام الحمدين» على الإعلان عن إجراء إصلاحاتٍ شكليةٍ لم تتجسد بعد على أرض الواقع، من أجل احتواء الغضب العارم الذي يواجهه على الساحة الدولية على خلفية ملف «العمالة الوافدة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©