السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روسيا والصين تنددان بهيمنة أميركا الاقتصادية

روسيا والصين تنددان بهيمنة أميركا الاقتصادية
7 يونيو 2019 18:22

ندّد الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتن بالهيمنة الاقتصادية الأميركية على العالم، خلال مشاركتهما الجمعة في منتدى سان بطرسبرج للأعمال الذي تنظمه روسيا.

وبينما تخوض الصين حرباً تجارية مع واشنطن، وتواجه روسيا عقوبات غربية، ندّد شي وبوتن بـ"عدم المساواة" في المنظومة الاقتصادية العالمية، وتعهدا العمل على تعميق التقارب بين بلديهما.

واتهم بوتن، الذي كان يتحدث أمام قادة من عالمي السياسة والمال خلال المنتدى الاقتصادي الدولي السنوي في سان بطرسبوج، واشنطن بالسعي إلى "بسط نفوذها على العالم بأسره".

وبينما ندّد بـ"خطاب الحروب التجارية والعقوبات"، دعا بوتن لإعادة النظر في دور الدولار في التجارة العالمية، وانتقد الضغوط الأميركية على مجموعة "هواوي" الصينية العملاقة للتكنولوجيا. وقال بوتن: "لا يحاولون خنقها فحسب، بل كذلك إخراجها (هواوي) من الأسواق العالمية بشكل غير رسمي".

من جهته، دعا شي لاتخاذ خطوات "لتجاوز عدم المساواة" في النظام الاقتصادي العالمي، مشدداً على أنه "لا يمكن وقف تطلعات الدول لحياة أفضل".

وفي إشارة إلى روسيا كشريك أساسي، قال إن الصين تسعى لبناء "تعاون مثمر مبني على المساواة والاحترام المتبادل" مع الدول الصديقة.

وأكد أن "الصين مستعدة لتقاسم الاختراعات التكنولوجيا مع جميع الشركاء، وخصوصاً تكنولوجيا 5 جي" (شبكات الإنترنت من الجيل الخامس).

 

ووصل شي إلى موسكو، يوم الأربعاء الماضي، في زيارة تستمر لثلاثة أيام، حيث وصف بوتن بـ"أعز أصدقائه" خلال اجتماع في الكرملين.

وتحدث الزعيمان في المنتدى اليوم، عن العلاقة الشخصية الوثيقة، التي تجمعهما، إذ أشار شي إلى الجولة التي أجرياها بالقارب في نهر نيفا في سان بطرسبورج الخميس.

وتأتي الزيارة بعد خمس سنوات من تسبب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية بخلافات كبيرة مع الغرب. في هذه الأثناء، تخوض الصين حرباً تجارية مع الولايات المتحدة فرضت خلالها واشنطن رسوماً جمركية واسعة، وتحركت لإدراج شركات على غرار "هواوي" على قائمتها السوداء.

وتحسّنت العلاقات الاقتصادية بين موسكو وبكين خلال السنوات الأخيرة، رغم أنها بقيت تصب بمعظمها في صالح الصين، التي تتفوق على روسيا اقتصادياً وديموجرافياً.

وشهدت زيارة شي التوقيع على عشرات العقود في مجالات التجارة الإلكترونية والاتصالات والغاز وغيرها.

وتم التوقيع على اتفاقيات أخرى خلال المنتدى، بينها واحدة أبرمت الجمعة، بين شركات شحن بحري روسية وصينية للعمل معاً لتطوير طرق بحرية في منطقة القطب الشمالي.

وبينما يعدّ هذا أول ظهور للرئيس الصيني في منتدى اقتصادي، إذ يترأس وفداً من ألف عضو، إلّا أنه عقد اجتماعات متكررة مع بوتن خلال السنوات الأخيرة.

وقبيل زيارة شي، وصف مستشار الكرملين يوري أوشاكوف الصين بـ"أهم شريك اقتصادي لروسيا".

وأثمرت هذه الشراكة زيادة في مستوى التجارة بين الطرفين التي نمت بنسبة 25 بالمئة في 2018 لتسجل قيمة قياسية تبلغ 108 مليارات دولار.

لكن رغم التوترات السياسية والعقوبات المتكررة على خلفية تحركات موسكو في أوكرانيا، إلّا أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعد أكبر جهة أجنبية مستثمرة في روسيا، متقدماً بأشواط على الصين والولايات المتحدة من هذه الناحية.

اقرأ أيضاً... روسيا وأميركا تتبادلان التهم بالقيام بمناورات خطيرة في بحر الصين

قلق المستثمرين

وفي اليوم الأول من المنتدى، دعا بوتن لزيادة الاستثمار الأجنبي، في وقت تسعى روسيا لإنعاش اقتصادها، الذي يرزح تحت وطأة العقوبات الغربية المرتبطة بأزمة أوكرانيا وتراجع أسعار النفط.

وبعد خروجه من ركود في 2017، تحسّن الاقتصاد الروسي بنسبة 0.5 بالمئة فقط في الربع الأول من هذا العام.

وكان بوتن تعهد دعم النمو عبر سلسلة "مشاريع وطنية" تشمل الرعاية الصحية والبنى التحتية تقدر كلفتها بنحو 388 مليار دولار.

لكن ازدادت مخاوف المستثمرين الأجانب، الذين يشعرون بالقلق من المناخ التجاري في روسيا، جرّاء توقيف رجل الأعمال الأميركي مايكل كالفي، الذي يترأس "بارينغ فوستوك" (أحد أبرز صناديق الاستثمار في روسيا) في فبراير وعدد من زملائه لشبهات تتعلق بالاختلاس.

ونفى كالفي الاتهامات بحقه، مشيراً إلى أن توقيفه جاء نتيجة خلاف بين المساهمين.

وفي بيان نشره محاموه الجمعة، أعرب كالفي عن أسفه لعدم تمكنه من حضور المنتدى هذا العام.

أما بوتن، فأكد اليوم أن المستثمرين الغربيين الموقوفين في روسيا على غرار كالفي، بريئون حتى تثبت إدانتهم، وانتقد أجهزة الأمن لـ"تدخلها غير المنطقي والمخالف للقانون بكل بساطة في الأعمال التجارية".

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©