6 ابريل 2012
جودت صبرا (بيروت)- طغت محاولة اغتيال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع برصاصتين استهدفتاه في حديقة منزله في معراب امس الأول على ما عداها من أحداث داخلية في لبنان، خصوصاً بعدما اكد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل امس “ان المحاولة كانت جدية جداً وأنه نجا بأعجوبة”.
واكد نائب جعجع في القوات العميد وهبي قاطيشا ان السلاح الذي استعمله القناصة في محاولة اغتيال جعجع لا يشترى من قبل جيوش أو أجهزة أمنية نظامية، بل من قبل منظمات إرهابية ليست عادية بل وراءها مجموعات كبيرة ومسيسة وذات إمكانات مالية كبيرة كي تستطيع إدخال هذا السلاح.
وأعربت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، خلال لقاء جمعهما امس، عن قلق بلادها العميق حول وجود تقارير بوقوع “محاولة اغتيال لقيادي سياسي لبناني”.
وقال بيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت إن كونللي أعربت للرئيس سليمان عن “قلق الولايات المتحدة العميق حول تقارير عن وقوع محاولة اغتيال لقيادي سياسي لبناني”، مشيرة إلى أن “احتضان لبنان للمحكمة الخاصة بلبنان ودعمها يدل على رفضه القاطع لهذا النوع من الممارسات”.
وأشار بيان رئاسي إلى أن سليمان تناول مع السفيرة الأميركية “العلاقات الثنائية والمساعدات الأميركية للبنان، ولا سيما العسكرية منها، إضافة إلى الأوضاع في المنطقة”. وأضاف البيان أن كونللي أطلعت سليمان “على المحادثات التي أجرتها خلال الاجتماع الذي عقدته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع سفراء الولايات المتحدة في كافة أنحاء العالم”.
وكان الرئيس سليمان قد التقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، واكتفى المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري بالإشارة الى ان اللقاء خصص لعرض التطورات السياسية على الساحة الداخلية، اضافة الى بعض الملفات المطروحة امام مجلس الوزراء لدرسها وإحالتها إلى المجلس النيابي.
وأوضح شربل أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الجهة المسؤولة عن محاولة الاغتيال، داعياً الى الاستفادة من الذي حصل وأخذ عبرة للالتفاف حول طاولة حوار والتفاهم على كل الخلافات في ظل هذه الظروف الصعبة. متسائلاً: “ما سيكون مصير البلاد إذا اغتيلت شخصية سياسية بهذا الحجم”.
واشار وزير الداخلية الى انه “مهما حصل لن تنعكس النتائج سلباً اذا تم التفاهم على الخلافات بين الافرقاء السياسيين”. لافتاً الى ان “البلاد لم تكن يوماً بين يدينا كما هي الحال الآن، اذ اننا نستطيع ان نصنع السلام او الحرب وهذا الأمر يتوقف علينا”.
وشكك وزير السياحة فادي عبود بكلام زميله وزير الداخلية وقال “نحن ضد الاغتيالات بالمطلق، لكن لو كان هناك نية في اغتيال جعجع لما توقف القناص، وكان بإمكانه أن يصيبه وهو منحن لقطف الزهرة التي إشار إليها في مؤتمره الصحفي”. ودان وزير المال محمد الصفدي الحادث معلناً رفضه استخدام العنف.
وفيما اعتكف جعجع في منزله واستقبل وفوداً نيابية وحزبية وتلقى عشرات الاتصالات استنكاراً لمحاولة اغتياله، اكد عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا ان “ما جرى لجعجع يأتي في سياق الاغتيالات السابقة نفسه ومن قبل الجهات نفسها”. وقال النائب عاطف مجدلاني باسم وفد نواب كتلة “المستقبل” “كل شخص ضد 14 مارس يقف وراء اطلاق النار على منزل جعجع”.
واعتبر زميله في نفس الكتلة النائب محمد الحجار “ان خطاب جعجع الجامع ارعبهم فحاولوا اغتياله”. وذهب زميلهما النائب نبيل دوفريج الى ابعد من ذلك اذ اعتبر “ان من يرفض احالة محاولة اغتيال جعجع على المحكمة الدولية يكون مشاركاً في الجريمة”. واشار نائب كتلة “الكتائب” ايلي ماروني بدوره الى ان “اهمية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تكمن في ان تكون رادعاً لأهل الاجرام”. لافتاً الى ان محاولة اغتيال جعجع هي لتحجيمه سياسياً ولتخريب البلد.
وكانت الامانة العامة لقوى 14 مارس قد دانت محاولة اغتيال جعجع وطالبت الحكومة بإحالة الجريمة على المحكمة الدولية، لكشف ملابسات هذه الحادثة الخطيرة التي طاولت رمزاً وطنياً كبيراً وقائداً من قياداتها.
واكتفت قيادات في فريق 8 مارس بإدانة الحادث وتريثت في التعليق بانتظار انتهاء التحقيقات وكشف الملابسات الكاملة للحادث.