"العصيدة" و"الكسكسي بالحوت".. على مائدة الليبيين في العيد

بنغازي (الاتحاد)

يحتفل الشعب الليبي بعيد الفطر المبارك وسط أمنيات وآمال بأن تنعم البلاد بالأمن والسلم والاستقرار، وتتميز ليبيا بتنوعها الثقافي والحضاري، فهي تجمع كافة أطياف التراث، لذا يحرص أبناء الشعب الليبي على التمسك بالعادات والتقاليد لليبيين في هذه المناسبة.
يحرص أبناء الشعب الليبي بعد انقضاء شهر رمضان على الاحتفال بعيد الفطر المبارك وارتداء المواطنين والأطفال الملابس الجديدة، وتناول وجبة الإفطار، وتحديداً«العصيدة» قبيل أداء صلاة العيد في المساجد والساحات المخصصة للصلاة، ومن ثم تبادل التهاني بين الأسر، ويحرص الآباء والأجداد على إعطاء النقود للأطفال، وتسمى «العيدية»، وهي عادة قديمة للغاية في ليبيا توارثتها الأجيال المتعاقبة.

أخبار ذات صلة

خطة سلام أميركية لتسوية الأزمة الليبية

اليونان: لن نصبح بوابة بلا حماية إلى أوروبا

مائدة العائلة
ويقول المحامي الليبي والخبير في القانون الدولي محمد صالح اللافي، إن الشعب الليبي يحرص على ممارسة العادات والتقاليد التي دأب عليها خلال أيام عيد الفطر المبارك، لافتاً إلى أن الإخوة يجتمعون في منزل العائلة بأطفالهم، ومن ثم تناول وجبة الإفطار الصباحي على مائدة العائلة وتناول الحليب.
وأشار المحامي الليبي والخبير في القانون الدولي إلى أن الرجال يحرصون على زيارة الأسر التي توفي أحد أفراد عائلاتها خلال العام الجاري لمواساتهم، وهي عادة قديمة يحرص الليبيون على القيام بها وفاء منهم لأمواتهم ليبقوا حاضرين في الأذهان رغم مفارقتهم للحياة.
وأوضح اللافي أن الأسر الليبية تحرص على تناول وجبة الغداء مجتمعة في أحد منازل أفرادها، وتختلف العادات والتقاليد من مدينة لأخرى، فالمواطنون الليبيون في شرق ليبيا يتناولون وجبة غداء متكاملة منها «أرز باللحم» أو «طبيخة قرعة بالحمص واللحمة الضاني»، فيما تحرص الأسر في مدن الجنوب والغرب الليبي على تناول «كسكسي بالحوت». وأشار اللافي إلى حرص الشباب الليبي على القيام برحلات في الصحراء أو الجبال، أو في البحار تستمر لأسبوع كامل بعيداً عن مقومات الحياة.

معايدة كبار السن
وفي أقصى الجنوب الليبي، يقول الصحفي الليبي أسامة الوافي، إنه خلال الاحتفالات بعيد الفطر المبارك في الجنوب الليبي، وهي عبارة عن مناطق مترامية وغالبية سكانها يقطنون مدينة سبها التي تجمع جميع أبناء المناطق، يحرص الليبيون على الاستيقاظ في الصباح الباكر، ويتناول بعض العائلات وجبة «العصيدة» قبل الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة عيد الفطر المبارك.
ويقول الوافي إن الشعب الليبي يحرص على ممارسة العادات والتقاليد في هذه المناسبات والتي تتشابه في عدد من المدن، لافتاً إلى أن مدن الجنوب الليبي بها العديد من المكونات الاجتماعية والأطياف المختلفة، مؤكداً أن الليبيين يحرصون على تناول وجبة الغداء في منزل شيخ القبيلة وهو تقليد تحرص عليها الأسر الليبية كافة.
ويضيف الوافي «يعود القاطنون في مدينة سبها والمنحدرون من مدن أخرى إلى مدنهم للاحتفال بالعيد مع أسرهم، وفي الأرياف تجتمع العائلات بشكل مستمر ويحرص الشعب الليبي على زيارة كبار السن للمعايدة ولقاء الأصدقاء، لافتاً إلى أن التحديات الاقتصادية ونقص الوقود تقيد تحركات الليبيين بعض الشيء في جنوب ليبيا.