الثلاثاء 15 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسول كيف كان يقيم صلاة الليل؟

19 أكتوبر 2005
القاهرة ـ أحمد محمود:
صلاة التراويح من العبادات والنوافل التي يحرص عليها المسلمون طوال تاريخهم لما كان لها من منزلة عظيمة مع قيام الليل أو التهجد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الدكتور محمد المسير -أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر- أخرج مسلم في صحيحه عن عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس يذكرون ذلك، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطفق رجال منهم يقولون الصلاة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضي الفجر، أقبل على الناس ثم تشهد فقال: 'أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة، ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها'
ويشير د المسير إلى أنه يؤخذ من هذا الحديث أن قيام رمضان هو صلاة الليل وهو التهجد وهو صلاة الوتر وهو صلاة التراويح، وكلها تعني أن يؤدي الإنسان ركعات عقب صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، وهذه الصلاة مثنى مثنى وتختم بركعة واحدة تسمى وترا وهذه كيفياتها، والوقت المفضل هو وقت السحر ولا يمنع جواز أداء صلاة التراويح أو قيام الليل أو التهجد بعد العشاء مباشرة
وقد جاء في حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أولا ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة'
وسئلت السيدة عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا، ولا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا وجاءت روايات أخرى بجعل عدد الركعات ثلاث عشرة ركعة وخمس عشرة ركعة وقد وجه العلماء اختلاف الروايات بأن ذلك يراعي ما كان يحصل على اتساع الوقت أو ضيقه أو تبعا للأحوال من عذر مرض أو غيره أو تبعاً للأوقات من كهولة أو كبر سن أو شيخوخة
وقد جمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس في عهده على عشرين ركعة والذي نختاره أن صلاة التراويح أو صلاة الليل أو التهجد ليس لها حد لا يزاد عليه ولا ينقص عنه، وكل إنسان يؤدي العدد الذي تنشط له همته ويتأمل قراءته ويستجمع فيه فكره نحو جلال الله وكماله
وأوضح د المسير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدى صلاة التراويح أو صلاة الليل أو التهجد بكيفيات متعددة، من حيث العدد والقراءة ومقدار الركوع والسجود، فكان صلى الله عليه وسلم يسجد السجدة قدر خمسين آية، وأحيانا يصلي صلاة فلا تسأل عن حسنها وطولها، وأحيانا يفتح الصلاة بسورة 'البقرة' ثم يمضي فيقرأ سورة 'آل عمران' وسورة 'النساء'، فإذا بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، وأحيانا كانت تفوته صلاة الليل من وجع أو غيره، فكان يصلي بالنهار اثنتي عشرة ركعة
فالأصل في النوافل أن تكون على انفراد وفي البيت ولم يجمع الرسول الكريم الناس في عهده على هذه الصلاة، وإنما صلوا خلفه ثلاث ليال، فلما كانت الليلة الرابعة لم يخرج إليهم رسول الله، فلما صلى الفجر أقبل على الناس، وقال: 'خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها'
وتوفي رسول الله والأمر على ذلك، واستمر في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر، إلى أن استحسن جمع المسلمين على إمام واحد في المسجد بعد أن كانوا متفرقين
ويقول د المسير: ومن الأمور التي كثر خلاف الناس فيها صلاة التراويح في شهر رمضان، والذي نريد أن يفقهه الناس أن من صلاة النوافل في الإسلام صلاة التهجد وهو قيام الليل بعد نوم، وأداء بعض الركعات، وفي ذلك يقول تعالى: 'وبالأسحار هم يستغفرون'، ويقول تعالى: 'تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون' وفي حديث مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال: 'صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى'
ويؤكد د المسير أنه يستفاد من مجموع الأحاديث النبوية، أن الأصل في صلاة النوافل أن تؤدى على انفراد وفي البيت، ولكن لما اجتمع المسلمون خلف الرسول الكريم ولم يكن قد أمرهم فيها بعزيمة، خشي أن تفرض عليهم الجماعة في صلاة الليل، لذلك ترك الخروج إلى المسجد، وظل الأمر كذلك حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء عمر رضي الله عنه وجمع الناس على قارئ واحد في صلاة التراويح أو قيام الليل، وفي ذلك يقول عمر رضي الله عنه: 'إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل'، ثم عزم فجمعهم على أُبي بن كعب، ثم خرج ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: 'نعم البدعة هذه'
وقد ساق الإمام ابن حجر تكميلا عن عدد الركعات التي جمع عمر الناس عليها في صلاة قيام رمضان، ومنها أنها إحدى عشرة ركعة، وكانوا يقرأون بالمائتي آية ويقومون على العصا من طول القيام، ومنها أنها عشرون ركعة وثلاث ركعات وتر وعن الزعفراني عن الشافعي، قال: 'رأيت الناس يقومون بالمدينة بتسع وثلاثين وبمكة بثلاث وعشرين'
ويختم د المسير حديثه قائلا: وكل مسلم يؤدي من قيام الليل ما تنشط له همته، ويتأمل قراءته ويستجمع له فكره نحو جلال الله وكماله، ويتهيأ به لتلقي نفحات الله التي أشار إليها الرسول الكريم في حديثه الصحيح 'ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر' فما أحرانا أن نحرص على صلاة قيام الليل وبخاصة في شهر رمضان الكريم، ولنقتدي في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض