5 طالبات ينفذن مشروعاً لتحسين زراعة التربة الملحية

بدأ فريق بحثي يضم 5 طالبات مواطنات، بقسم علوم الحياة، في كلية العلوم بجامعة الإمارات، تنفيذ مشروع علمي، الأول من نوعه في الدولة، لتحسين نمو النباتات في التربة الملحية، باستخدام البكتريا النافعة، بحسب الدكتور خالد عباس الطرابيلي، الأستاذ المشارك بقسم علم الكائنات الحية الدقيقة في الكلية. وقال الطرابيلي الذي يشرف على المشروع، إنه يهدف إلى تدريب الطلاب المواطنين على تطوير البحث العلمي في هذا المجال الحيوي، لتحسين الإنتاج الزراعي في ظل ظروف التربة الملحية، التي تعد من أكبر التحديات التي تواجهها الزراعة في الدولة. وتضم قائمة المشاركات في المشروع، الذي تموله مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، ويستمر لمدة عامين الطالبات لطيفة الشهياري، وعائشة المقبالي، وميثاء البدواوي، ومريم المقبالي، وزبيدة البلوشي. ولفت إلى أن فكرة المشروع تعتمد على استخدام أنواع من البكتريا النافعة التي تعيش في بيئة الدولة، والتي تتميز بالقدرة على إفراز هرمونات النمو النباتية النافعة، وبعض الإنزيمات الأخرى الهامة للإنبات، خاصة التي تقلل من هرمون الإيثلين الذي يعيق عملية نمو النباتات في التربة الملحية. وأوضح الطرابيلي، أن نمو النباتات يكون ضعيفًا للغاية في التربة الملحية، لإفرازها لكميات كبيرة من هرمون الإيثلين تحت ظروف الاجهاد الفسيولوجي التي تتعرض لها النباتات في هذا النوع من التربة. وأوضح أن استخدام البكتريا النافعة التي تفرز هذه الإنزيمات في التربة الملحية، يحفز النبات على إفراز كميات قليلة جداً من هرمون الإيثلين ما يؤدي بدوره إلى زيادة قدرة النبات على النمو في هذه الظروف البيئية غير الملائمة، ويؤدي إلى زيادة الإنتاج الزراعي للخضراوات والفواكه التي تتم زراعتها في البيوت الزجاجية أو في الحقول المفتوحة. كما يؤدي استخدام هذه الطرق الحديثة في الزراعة إلى الإقلال من استخدام الأسمدة الكيميائية، والتوجه نحو الزراعة العضوية التي تعتمد على استخدام البكتريا المنشطة لنمو النباتات صديقة للبيئة لزيادة الإنتاج الزراعي والمحافظة على البيئة سليمة وحمايتها من التلوث الناتج عن الاستخدام العشوائي للأسمدة الكيميائية. ولفت الطرابيلي إلى أن دولاً متقدمة، كأستراليا والولايات المتحدة، تستخدم البكتريا النافعة، كبديل للأسمدة الكيميائية في إنتاج محاصيل الخضر والفاكهة، الخالية من الملوثات الكيميائية ما يجعلها مستوفاة لشروط التصدير، لأنها تلقى اقبالاً كبيراً رغم ارتفاع أسعارها، كما تسهم في مضاعفة الإنتاج الزراعي، وتقليص دورة الإنتاج ما يؤدي بدوره لزيادة هامش الأرباح للمزارعين.