انضمّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء والملكة إليزابيث الثانية إلى ثلاثمئة من المحاربين القدامى، تجمّعوا على الشاطئ الجنوبي لإنجلترا لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين ليوم "إنزال النورماندي" في احتفال مؤثر.
وشارك في الاحتفال أيضاً أكثر من عشرة من قادة العالم بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الذين جاؤوا إلى بورتسموث في بريطانيا للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء على شواطئ النورماندي، والذي كان محطة حاسمة في الحرب العالمية الثانية.
ويعتبر هذا الإنزال البرمائي الأكبر من نوعه في العالم على الإطلاق، وسقط في يومه الأول 4400 جندي.
وشهد الحفل تلاوة مقاطع من آخر رسائل أرسلها الجنود إلى أهاليهم، وفقرات من الغناء والرقص، فيما تناوب قادة الدول على تكريم المحاربين.
وتلا ترامب مقتطفات من صلاة أداها الرئيس فرانكفلين روزفلت عبر الإذاعة في يوم الإنزال. وقال ترامب: "امنحهم (يا الهي) بركاتك لأن العدو قوي. وقد يدحر قواتنا، ولكننا سنعود مراراً وتكراراً".
بدورها أشادت الملكة إليزابيث الثانية بالتضحيات التي بُذلت. وقالت: "بتواضع وبسرور وباسم البلاد بأسرها وبالفعل باسم العالم الحر أجمع، أقول لكم جميعاً شكراً لكم".
ووصفت المستشارة الألمانية يوم الإنزال بأنه العملية التي "حرّرت أخيراً ألمانيا من القومية الاشتراكية (التسمية الرسمية للحزب النازي الألماني)".
وأضافت: "أن أتمكن من المشاركة اليوم بصفتي مستشارة ألمانياـ وأن ندافع معاً عن السلام والحرية اليوم، هو هدية من التاريخ علينا أن نحميها وأن نعتز بها".
وشكّلت بورتسموث محطة الانطلاق الاساسية لأكبر أسطول هجوم في التاريخ، ضمّ 156 ألف أميركياً وبريطانياً وكندياً وعسكريين آخرين من دول الحلفاء، أبحروا إلى الشواطئ الشمالية لفرنسا.
وأدت معركة النورماندي في 6 يونيو إلى تحرير أوروبا وساعدت في إنهاء الحرب العالمية الثانية.
اقرأ أيضاً: في اجتماع استمر لـ 10 دقائق.. ترامب يبحث مع ميركل الوضع في ليبيا وغرب أفريقيا
وتلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، رسالة كتبها النقيب نورمان سكينر لزوجته غلاديس في 3 يونيو 1944.
وكانت هذه الرسالة في جيب هذا الجندي البريطاني عندما حطّ على شاطئ النورماندي في 6 يونيو 1944. وقتل في اليوم التالي.
وكتب في الرسالة: "أنا متأكد أن أي شخص لديه ذرة من الخيال سيكره حتى التفكير في ما سيحدث... ولكن أخاف من أن أكون خائفاً، أكثر من خوفي مما يمكن أن يحدث لي".
أما الرئيس الفرنسي فقد تلا الرسالة الأخيرة لأحد عناصر المقاومة هنري فرتيت الذي أُعدم وعمره 16 عاماً، وقال: "الجنود آتون للقبض علي. يجب علي أن أسرع... أنا لست خائفاً من الموت، فضميري مرتاح تماماً".
وفي موقف خارج عن سياق الاحتفالات، أكدت وزارة الخارجية الروسية، أن يوم الإنزال في النورماندي لم يحدد مسار الحرب العالمية الثانية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن جهود الاتحاد السوفياتي الذي دخل الحرب في عام 1941 هي التي حققت الانتصار.
وتابعت "وفقاً للمؤرخين، لم يؤثر إنزال النورماندي بشكل أساسي على نتيجة الحرب العالمية الثانية".