محمد نجيم (الرباط)
بفوزها بجائزة أفضل رواية عربية عن روايتها «الحياة من دوني»، في معرض الشارقة الدولي للكتاب، تكون الكاتبة المغربية عائشة البصري، أول امرأة مغربية تتوج بتلك الجائزة المرموقة. وحول هذا الفوز وأعمالها الروائية، سألتها «الاتحاد»، فقالت: هذه مشاركتي الثانية في المعرض. وكما هو معلوم فمعرض الشارقة يُعد ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم بعد معرض فرانكفورت ولندن، نظراً لعدد دور النشر المشاركة والفعاليات والتنظيم، وهو كذلك بوابة الأدب العربي نحو العالمية، قياساً بالعدد الكبير لبيع حقوق الترجمة، ما يرضي طموح الكتَّاب العرب، وهو ما أغنى المشهد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة. بطبيعة الحال أسعدني أن أكون ضيفة مُتوجة بجائزة أفضل رواية عربية.
وعن روايتها الفائزة تقول: القارئ لتجربتي الشعرية والروائية سيلاحظ هيْمَنة موضوع واقع المرأة على كتاباتي، وهو الخيط الرابط بين «الحياة من دوني» وأعمالي السابقة، وتدور أحداث الرواية بين المغرب والصين والفيتنام وخلال مسافة زمنية طويلة بين 1937 و2014.. حكاية توأم عاشا شراسة الحرب، خاصة ما ألحقته هذه الحرب من أضرار نفسية وجسدية على المرأة. حكاية حرب خلفية موازية ساحتها جسد المرأة. إنها أحداث من الماضي لإدانة ما يمارس من عنف على المرأة في حروب الحاضر.
وعن اختيارها أمكنة خارج المجتمع المغربي أو العربي، تقول: موضوع الرواية، اغتصاب الحروب، هو الذي فرض عليّ خطاً سردياً يُركز على الصين والفيتنام في زمن الحرب العالمية الثانية وفضاءات بعيدة عن العالم العربي، فقد كان لا بد من الذهاب إلى أبعد نقطة في تاريخ الحروب وتاريخ النساء وهي «مذبحة نانجينغ» مدينة موجودة في الشمال الشرقي للصين لتناول هذا الموضوع. لكن أحداث الرواية لها ارتباط بالمغرب، تبدأ من المغرب وتنتهي في المغرب.
وعن التحول من الشعر إلى الرواية تقول: هذا السؤال طرح علي بإلحاح حين أصدرت روايتي الأولى «ليالي الحرير» منذ سنوات. كتابة الرواية لم يكن تكتيكاً مقصوداً، الكاتب لا يختار الشكل مسبقاً، بل هناك قضايا وانشغالات تختار شكلها الملائم، ومفهوم الكتابة اليوم أصبح أكبر وأوسع، لأن الأمر يتعلق بالحرية الإبداعية والحق في التخييل.