الثلاثاء 15 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المصريون يحافظون على طقوس المائدة الرمضانية رغم أنف الأسعار

14 أكتوبر 2005

القاهرة- (د ب أ): رغم الارتفاع المتزايد في أسعار السلع الغذائية بمصر مع ثبات دخول السواد الأعظم من المصريين إلا أنهم يستقبلون رمضان بنفس المنطق ألا وهو حشد المؤن الغذائية والأطعمة استعدادا لهذا الشهر الذي يفترض أنه شهر الصوم والتقشف والزهد·
وحتى قبل استطلاع هلال رمضان تبدأ الأسر المصرية وضع ميزانية خاصة بمائدة الإفطار والسحور كل يوم· وقد يكون الاهتمام الزائد بالطعام في رمضان مقبولا بعض الشيء، إذ تسيطر على بعض الصائمين حالة نفسية توحي بضرورة تعويض هذا الحرمان بمجرد انطلاق 'مدفع الإفطار'·
ولمائدة الإفطار في مصر طقوس خاصة وأصناف لا تكتمل الوجبة إلا بها· وبشكل عام يميل المصريون بمختلف طبقاتهم الاقتصادية إلى اللحوم الحمراء والطيور التي دونها يشعر البعض بأن مائدة الإفطار ليست على المستوى الذي ينشده· وحتى لو اشتملت مائدة الإفطار على الأسماك فإن غالبية المصريين لا يشعرون بالرضا الكامل رغم ارتفاع قيمتها الغذائية·
ومن أساسيات مائدة الإفطار الرمضانية في مصر مشروبات بعينها مثل 'الخشاف' و'قمر الدين' والعصائر· ولا يمكن إغفال أهمية طبق الطرشي (المخلل) المصري الشهير الذي يفترض أنه يفتح شهية الصائمين التي عادة ما تكون مفتوحة أساسا بعد حوالي 13 ساعة من الصيام·
وتقول ناهد جلال وهي أم لأسرة مصرية مكونة من أربعة أفراد: 'لا يمكن أن تخلو مائدة الإفطار لدي من اللحوم أو الطيور إلى جانب طبق السلطة الذي اعتبره من أساسيات الوجبة· أما السحور فعلى عكس كثير من الناس لا أهتم بالفول بالقدر الذي اهتم فيه بالزبادي مثلا'·
وتتفق سوسن حسن، ربة منزل، مع ناهد في ضرورة وجود نوع من أنواع اللحوم والطيور على مائدة الإفطار· وتقول: 'تنفق أسرتي المكونة من خمسة أفراد على الطعام فقط في شهر رمضان حوالي ألف جنيه مصري فنستهلك حوالي ستة كيلوجرامات من الزبد و20 كيلوجراما من اللحم و15 كيلوجرام أرز و15 فرخة (دجاجة) وخمسة كيلوجرامات من المكرونة تقريبا'·
ولا تقل وجبة السحور أهمية عن الإفطار فهي بمثابة إعداد للصائمين ليتحملوا الجوع والعطش في اليوم التالي· وكالعادة يكون للسحور في مصر مذاق مميز سواء داخل البيوت أو خارجها في المطاعم والخيام الرمضانية المنتشرة·
ورغم اختلاف مائدة السحور وفقا للمستوى الاقتصادي لكن طبق الفول المدمس يظل محتفظا بعرشه مع إضافات مختلفة تصل في بعض الأحيان إلى اللحم المفروم وعيش الغراب· ويشمل السحور أيضا طبق الزبادي والطعمية (الفلافل) المصرية الشهيرة· أما الحلويات فلها مكانة خاصة ومميزة على مائدة الإفطار وربما السحور أيضا·
ورغم توافر الكنافة مثلا طوال العام إلا أن وجودها على مائدة رمضان لا غنى عنه بالنسبة لكثير من المصريين بجانب أنواع أخرى من الحلوى مثل القطايف و'لقمة القاضي' وغيرها· وربما لا تبدي البيوت المصرية اهتماما بالغا بالحلوى في الأيام العادية لكنها تتمسك بها في رمضان باعتبارها جزءا من التراث الذي يحرص عليه المصريون منذ أيام الفاطميين مثل فانوس رمضان والمسحراتي·
ومن الظواهر المميزة لرمضان في مصر ما يعرف بالياميش والمكسرات والذي يشمل التمر (البلح المجفف) وعين الجمل والبندق واللوز و'القراصيا' وغيرها، ويتم استيراد معظم هذه السلع من دول مثل تركيا وسوريا ورغم ارتفاع أسعارها إلا أن المصريين يحرصون على شرائها حتى ولو تباينت كميتها ودرجة جودتها·
وفي سياق مهرجان الاطعمة المصرية في رمضان ربما يكون من الانصاف الاشارة إلى طبق مصري عريق وشهير شاءت الاقدار لسبب أو لآخر أن يكون هو كبش الفداء للاطعمة الرمضانية·
هذا الطبق هو 'الكشري' الذي يحتل في غير رمضان عرش الاطعمة الشعبية المصرية·
فلاسباب عديدة تغلق محال الكشري في مصر أبوابها طوال الشهر·
ومن أهم هذه الاسباب أنها لا تجد إقبالا يحقق لها الربح المنشود نظرا لصوم المصريين طوال النهار وتناولهم الكثير من الطعام على الافطار·
فبعد وجبة متكاملة من اللحوم والطيور والنشويات لا يجد المصريون مكانا للكشري حتى ميعاد السحور·
وكشف تقرير أعدته وزارة التموين المصرية حول معدلات الاستهلاك في رمضان أن إجمالي إنفاق المصريين على شراء المواد الغذائية والياميش خلال شهر رمضان بلغ 9,3 مليار جنيه مصري عام 2004 وأضاف التقرير أن حجم استهلاك الأسماك يشهد تراجعا بحيث لا يتجاوز 50 ألف طن نتيجة تفضيل المصريين اللحوم الحمراء ولحوم الطيور في هذا الشهر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض