عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
على امتداد 17 فداناً وعلى الهواء الطلق، يحوز سوق الملكة فيكتوريا، Queen Victoria Market، على لقب أكبر سوق مفتوحة في نصف الكرة الجنوبي بلا منازع. ويعتبر السوق، الذي تعود تسميته للملكة فيكتوريا التي حكمت الإمبراطورية البريطانية في الفترة بين 1837 إلى 1901، أحد أهم المعالم البارزة في مدينة ملبورن الأسترالية، حتى إنه تم إدراجه على قائمة التراث الفيكتوري كأحد رموز الثقافة والتراث في المدينة.
يضرب تاريخ السوق في أعماق القدم، حيث يعود تأسيسه للعام 1878 وهو الوحيد الذي وقف صامداً من أسواق القرن التاسع عشر بعد إغلاق السوق الشرقي والغربي. بدأ السوق صغيراً لبيع الفواكه والخضروات بالتجزئة وعرف كسوق للسلع المقرصنة، بيد أن صورته تحسنت بعد حملة أمنية شنتها السلطات عليه في 1997.
تغطي أسطح السوق، ألواح للطاقة الشمسية بمساحة قدرها 2 ألف متر لتولد كهرباء بسعة قدرها 252 ألف كيلو واط/ساعة سنوياً. وعلى امتداد 600 من المحال التجارية، يعرض السوق، الخضر والفاكهة والأسماك واللحوم، بالإضافة إلى الملابس والأدوات الكهربائية والتحف، والأحذية والمجوهرات والفنون والحرف اليدوية والزهور وأدوات الديكور الخاصة بالمنازل. واشتهر السوق بالدونات الساخنة وكعك المربى منذ نصف قرن، والتي أصبحت جزءاً من التقاليد المحلية.
كما يضم سوق الملكة أيضاً، سوقاً ليلياً يعج بالعازفين والمطربين وفقرات الترفيه، التي تقام على جنبات الشوارع، حيث يتوافد عليه كل يوم أربعاء، لمدة 5 ساعات فقط من الخامسة حتى العاشرة مساء، عشرات الآلاف من المقيمين والسائحين بمدينة ملبورن.
لقب سوق الملكة لم يأت من فراغ، حيث بات التجول في هذا السوق، يشكل تجربة سياحية فريدة ورحلة تسوق لا تنسى، حيث يشعر من يمر به بعبق التاريخ وحداثة الحاضر، فضلاً عن روعة السلع والمنتجات التي تقدم بأفضل الأسعار.
ويعتبر سوق فيكتوريا وجهة سياحية رئيسية في ملبورن، حيث يقدم مجموعة من الفواكه والخضروات واللحوم والدواجن والأطعمة البحرية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من الملابس والأحذية والمجوهرات والفنون والحرف اليدوية.
طالت السوق، عمليات التطوير المستمرة، التي بدأت بالمد الكهربائي من الطاقة الشمسية في 2003، ليعقبه في 2010، إعلان مخططي المدينة، عن تحويل السوق إلى مركز لتذوق الطعام، من خلال نصب العديد من أكشاك الطعام في أرجائه المختلفة. وفي مايو 2015، خصصت ميزانية مدينة ملبورن، 80.64 مليون دولار للاستثمار في سوق الملكة. وفي يونيو من نفس العام، أعلن وزير البيئة الأسترالي، وضع السوق في موقع اليونسكو للتراث العالمي.
