عدد اليوم
محمد حامد (الشارقة)
لم تكن هناك إجابة واضحة للملايين من عشاق كرة القدم حول العالم الذين كانوا ذات يوم يطرحون سؤالاً حائراً عن سر عدم وجود لاعب إنجليزي في ملاعب إسبانيا وإيطاليا وألمانيا، فقد كانت هناك فترات طويلة لا تشهد وجود لاعب إنجليزي محترف خارجياً، صحيح أن البريميرليج هو الدوري الأقوى والأغنى والأكثر جماهيرية عالمياً، إلا أن ذلك لم يكن مبرراً لعجز الإنجليز عن الاحتراف الخارجي، فالليجا على سبيل المثال يتمتع بالقوة والجماهيرية، ولكنه لم يمنع غزو العشرات من الإسبان لملاعب العالم.
الصحافة الإنجليزية وخبراء الكرة في إنجلترا وأوروبا، لم يجدوا تفسيراً لظاهرة عزوف أو فشل الإنجليز في الاحتراف الخارجي سوى قولهم، إن هؤلاء النجوم يعانون من مرض يطلق عليه «الحنين للوطن» أو الشعور القاتل بالغربة إلى الحد الذي يمنع اللاعب من الاستمرار في تجربته الاحترافية الخارجية، ومع تألق سانشو في بروسيا دورتموند، وكذلك وجود سمولينج في صفوف روما، وتريبيير مع أتلتيكو مدريد، وغيرهم من اللاعبين، فإن الحديث عن «الحنين للوطن» بدأ في التراجع، مقابل الاعتراف بقدرة اللاعب الإنجليزي مثل غيره على إثبات الذات خارج دائرة الأهل والأصدقاء.
وجاءت صفقة رحيل آشلي يونج لاعب مان يونايتد إلى إنتر ميلان لتعزز من فرص تعافي الإنجليز بصورة تامة من الشعور بالغربة الذي يعرقل مسيرتهم الكروية الخارجية، وسط احتفال كبير من الصحافة اللندنية بالظاهرة الجديدة والتي لا تمنح اللاعب بعداً فنياً وتكتيكياً في دوري مختلف فحسب، بل إنها أيضاً مهمة في جعل اللاعب أكثر ثقة، وهي تعزز من قوة الشخصية، خاصة أن فرص النجاح خارج الوطن ليست سهلة، وتشهد تنافساً كبيراً من النجوم الذين أتوا من كافة أنحاء العالم لإثبات الذات، وفي الوقت الذي يجد فيه اللاعب الإنجليزي دعماً إعلامياً في بلاده، فإنه لن يجد مثيلاً له في دوريات أوروبا الأخرى إلا إذا تألق بصورة لافتة.
يذكر أن نجوم إنجلترا لم يحققوا نجاحاً لافتاً في تجاربهم الاحترافية الخارجية على مدار التاريخ، وعلى رأسهم جاري لينيكر مع البارسا، ومايكل أوين، ودافيد بيكهام في صفوف الريال، وكذلك جو هارت، وآشلي كول وبيكهام ومن قبلهم بول جاسكوين وبول إينس، وغيرهم في الدوري الإيطالي.
