قطاع الطيران العالمي يعود إلى الربحية لأول مرة منذ 2007

يعود قطاع الطيران العالمي إلى الربحية العام الحالي لأول مرة منذ 2007، بحسب الرئيس التنفيذي لاتحاد النقل الجوي الدولي “الأياتا” جيوفاني بيسيغناني الذي توقع أن تبلغ الأرباح 2.5 مليار دولار. وقال بيسيغناني على هامش اجتماع الجمعية العمومية والقمة العالمية للنقل الجوي أمس الأول في برلين، إن القطاع يعود إلى الأرباح بعد 10 سنوات مني خلالها بخسائر تراكمية حجمها 47 مليار دولار. وخلال الاجتماع، أطلق اتحاد النقل الجوي الدولي (الأياتا) رؤية 2050 بعنوان “تشكيل مستقبل الطيران”، والمتمثلة في دعوة قادة الصناعة النظر إلى ما بعد الأزمات التي عصفت بصناعة النقل الجوي على مدى العقد الماضي، وتحديد استراتيجية لمستقبل مستدام. وأكد بيسيغناني أن رؤية 2050 هي مبادرة لوضع الأسس اللازمة لصناعة مستدامة ومربحة من خلال النظر إلى الأمام من الناحية الاستراتيجية، وعبر إطار زمني مدته أربع سنوات. وسيدعو بيسيغناني قادة من شركات الطيران والشركاء في الصناعة، وأصحاب المصلحة والحكومات والعملاء للاجتماع في سنغافورة خلال العام الحالي لهذا الهدف. وقال “هدفنا هو بناء هذه الصناعة التي هي أكثر نجاحاً في خدمة عملائها”. وأضاف بيسيغناني “ستكون الرؤية 2050 عملية مفتوحة وقوية وشاملة ليتم الإعلان عن نتائجها في اجتماع الجمعية العمومية عام 2011”. ويأتي إطلاق الرؤية 2050 في أعقاب أحداث سحابة الرماد البركاني التي أوقفت الحركة الجوية لمدة ستة أيام في أجزاء كبيرة من القارة الأوروبية. وقال بيسيغناني “أعطى أبريل لنا صورة حية للحياة من دون الطيران حيث تقطعت السبل بعشرة ملايين مسافر وكانت الفنادق ومراكز المؤتمرات فارغة”. وأضاف “نجم عن كارثة الرماد البركاني خسائر تقدر بـ 5 مليارات دولار للاقتصاد العالمي، حيث إن حادثة ثوران البركان هي دعوة للاستيقاظ، وذكرتنا أنه من دون الربط الجوي فإن الحياة العصرية غير ممكنة”. وقال “سنعمل معاً، حكومات وشركاء في قطاع الطيران على بناء صناعة مرنة تقوم على الأركان الأربعة التي سترتكز عليها الاستراتيجية”. وتابع “حان الوقت لكي نفكر بتعقل والتطلع إلى أبعد من الدورات والصدمات، حيث إن واجبنا هو العمل معاً لتحديد رؤية لبناء مستقبل مستدام “. وبين بيسيغناني رؤيته للطيران للعام 2050، وقال “سنكون قريبين جدا من تحقيق نسبة 0% في وقوع الحوادث وسنقلل من انبعاث 50% من الكربون وسيتم القضاء على قوائم الانتظار من خلال أنظمة متكاملة تضمن الأمن إضافة إلى تشغيل للرحلات من غير أي تأخير”. وبين “في فترة تزيد على عشر سنوات، أستطيع أن أرى 100 مليار دولار في الأرباح وإيرادات تبلغ تريليون دولار في القطاع”. وأضاف “مع التقدم إلى عام 2050 فإنه من المتوقع أن يكون هامش الربح البالغ 10% أكثر قوة”. وقال “إن الرؤية وتحقيق الربحية المستدامة هي أساس مستقبلنا”. وتعتمد رؤية “الأياتا 2050” على أربع ركائز للتغيير، تضم الركيزة الأولى الربحية، حيث يجب على الحكومات أن تتصرف بمسؤولية لضمان السلامة والأمن، وتكافؤ الفرص، إضافة إلى أن شركات الطيران بحاجة إلى الحرية لبناء الكفاءات عبر الحدود وتقديم خدمات أفضل لعملائها، وتحقيق أرباح مستدامة لتمويل النمو والابتكار، وفقا لبيسيغناني. أما الركيزة الثانية فتتمثل في البنية التحتية، وتركز الثالثة على توفير الطاقة للصناعة. وقال بيسيغناني “إن وقود الطائرات النفاثة اليوم غير قادر على دعم النقل الجوي على المدى الطويل ما يؤكد ضرورة إيجاد بديل مستدام”. وأكد أن “الفرص الواعدة تتمثل في الوقود الحيوي الذي لديه القدرة على تقليص بصمة الكربون بنسبة تصل إلى 80%”. أما الركيزة الرابعة فتتمثل في العميل، إذ أشار بيسيغناني إلى أن الشركات ستتعامل مع 16 مليار مسافر و400 مليون طن من البضائع بحلول 2050.