السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السيسي: بعض سلوكيات أهل الدين سبب «الإسلاموفوبيا»

السيسي: بعض سلوكيات أهل الدين سبب «الإسلاموفوبيا»
3 يونيو 2019 02:32

أحمد شعبان (القاهرة)

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن علماء الأزهر الشريف ورجال الأوقاف منارات العلم الوسطي القائمون على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدي للغلو والتطرف الفكري ونشر سماحة الدين والتعريف بجوهر الإسلام الذي يدعو إلى الرحمة وإعمال العقل لمواجهة التشدد بما يحمله من مخاطر.
وقال الرئيس المصري إن أهل الدين هم من يؤثرون على انطباع الآخرين عن دينهم، مضيفاً «يجب أن نراقب أنفسنا لنحرك عواقب أفعالنا تجاه انطباعات الآخرين عن الإسلام، مشيراً إلى أن بعض سلوكيات أهل الدين تتسبب في إثارة ظاهرة «الإسلاموفوبيا».
وأضاف: «إننا نسعى للحفاظ على الدين، وتوعية النشء والشباب لإدراك مخاطر الفكر المتطرف من جهة وحجب التحديات والمخاطر من جهة أخرى، ولاشك أن الخطاب الديني الواعي والمستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر الهدام، ونأمل في بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر، لنشر الفكر والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة، ولنتذكر دائماً أن أمتنا خير أمة أخرجت للناس واعتصمت بحبل الله وتحصنت بالوعي».
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الأزهر الشريف يُقدِّر ما يبذله الرئيس السيسي من جهودٍ كبيرةٍ من أجلِ تحقيقِ آمال الشَّعب وتطلُّعاته، وأن الأزهر بعلمائِه ورجالِه وطُلابه يدعم الرَّئيس ويُقدِّرُ جهوده ويَشدُّ على يديه في هذه المرحلة الدَّقيقة.
وقال الطيب إن الدين الإسلامي يجازَي أهلُه اليوم جزاء سنمار ولم يجدوا إلا هذا المصطلح الذي نجح في تصوير الإسلام بصورةِ الدِّين المتعطِّش لسَفْكِ الدِّماء، متحدثاً عن «الإسلاموفوبيا»، التي وصفها بالكلمة اللقيطة.
وأضاف الطيب «لدينا من الإمكانات الماديَّة والإعلاميَّة ومن هذا السيل العرم من محطاتنا وأقمارنا الفضائية ما يمكن أنّ ننصف به هذا الدِّين، ولكنَّا آثرنا اهتمامات أخرى زادتنا ضعفاً، وأطمعت فينا أمماً تداعت علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها».
وأعرب الطيب عن سعادة الأزهر بعلمائه وطلابه بحديث الرئيس السيسي الجريء، في مؤتمر القِمَّة الإسلاميَّة بمكة المكرَّمة، والذي لمس فيه جرح الأُمَّة النازف بسبب ما اُبتليت به من جماعات العُنف والإرهاب، في الشرق، وبسبب «الإسلاموفوبيا» وأكاذيبها في الغرب.
وطالب الطيب علماء المسلمين، وإخوتهم من رجالات الكنائس في الشرق والغرب بأن يبذلوا الجهود لمكافحة هذه الأكذوبة الماكرة الخدَّاعة، فما كان الإسلام يوماً إلا دعوة سلام وتراحم بين النَّاس.
وثمن علماء بالأزهر الشريف ما قاله السيسي، بأن أهل الدين هم من يؤثرون على انطباع الآخرين عن دينهم، وأكدوا في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تلك رسالة لكل مؤسسة دينية وتربوية ودعوية وإعلامية وخريطة طريق لتقويم وتوجيه أفكارها، والأخذ من الدين سماحته واستيعابه للآخر، ورسالة أيضاً إلى المؤسسات بأن تعمل على استيعاب عقول الشباب وتوجيههم نحو المفاهيم الدينية الصحيحة حتى نستطيع مواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في الغرب.
وأكد الدكتور عبد الصبور فاضل عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر الشريف، أن الرئيس أصاب الحقيقة خاصة فيما يتعلق بانطباعات الآخرين عن الإسلام وأن سلوكياتنا تتسبب في إثارة ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، مؤكداً أن تصرف أتباع أي دين، ينعكس عنهم لدى الآخر، لافتاً إلى أن ما قاله الرئيس رسالة لتقويم وتوجيه الأفكار، والأخذ بسماحة الدين واستيعابه للآخر.
وأشار إلى أن الإسلام يتعرض للهجوم وتلصق به ظاهرة «الإسلاموفوفيا» والتي أصبحت منتشرة في الغرب، وجعلت الكثيرين يتخوفون منه نتيجة التصرف الخاطئ لبعض أتباعه مما انعكس بآثاره السلبية على هذه المجتمعات.
ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق، إن ما أشار إليه السيسي من تسبب بعض المنتسبين للدين بما يظهر منهم من سوء تصرفات يفقد الثقة بالإسلام، كلام صحيح لأن الأسوة والنموذج أمران أساسيان في كل دين، وأن المتتبع للإعلام الغربي يجد أنه يسلط الضوء دائماً على الحوادث الإرهابية ويستغلها في التخويف من الإسلام وتصوير المسلمين على أنهم سفاكو دماء.
وأشار إلى أن الدراما الغربية أيضاً تظهر المسلمين على أنهم إرهابيون ينتهكون الأعراض، وهذا يشوه صورة الإسلام دين التسامح والسلام والمودة، مؤكداً أن الإرهابيين فرق ضالة مارقة وليس لها علاقة بالإسلام ولا بالأديان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©