دمشق-وكالات الانباء: أعلن مجلس الوزراء السوري في بيان مقتضب أمس عن انتحار وزير الداخلية غازي كنعان المسؤول السابق عن الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان والذي ورد اسمه في التحقيق الدولي بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري· وقالت وكالة الأنباء السورية: 'ينعي مجلس الوزراء وفاة السيد اللواء غازي كنعان الذي توفي في مكتبه قبل الظهر منتحراً·· وتقوم السلطات المختصة بإجراء التحقيقات اللازمة في الحادث '·
ووصف وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله وفاة كنعان بـ 'الحادث الأليم' لكنه قال إنها لن تؤثر على الاستقرار السياسي والتماسك الداخلي في سوريا، وأضاف ان الوزير الراحل كان مستاءً وغاضباً جداً في الفترة الأخيرة إزاء الحملة الإعلامية اللبنانية ضد بلاده، وتابع قائلاً: 'بالطبع الوقت حساس··لكن انا أتحدث حول حقائق وليس حول شكوك وتكهنات·· النتائج التي توصلت لها لجنة التحقيق الدولية معروفة·· ليس هناك أي دليل يشير الى سوريا'·
وقال العميد وليد أباظة مدير مكتب كنعان إنه انتحر برصاصة بفمه في مكتبه في دمشق، وأضاف موضحاً ان الوزير غادر الوزارة لمدة ثلث ساعة الى منزله ثم عاد ودخل مكتبه عند الواحدة ظهراً وبعد عدة دقائق سمع صوت طلق ناري وكانت الطلقة من مسدس في فمه، وأضاف انه نقل الى مستشفى الشامي على جبل قاسيون حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، وقال إنه سيدفن اليوم الخميس في بلدته بحمرة القريبة من اللاذقية· فيما قال مصدر سياسي آخر:'كانت هناك دماء على وجهه (كنعان) والمؤشرات الأولية هي انه وضع فوهة السلاح في فمه وأطلق النار على نفسه'·
وبدا مفاجئاً عدم إعلان الوكالة او الحكومة عن أي إجراءات خاصة للجنازة، في وقت واصل التلفزيون والإذاعة السوريان بث برامجهما المعتادة بعد إعلان نبأ انتحار الوزير من دون اي تعليق· واتهم دخل الله من سماهم ' أعداء سوريا ' بمحاولة استغلال حادث الانتحار، وقال: 'هناك تحقيق وإجراءات سوف تشير الى النتائج الحقيقية وخاصة ان الرجل هو وزير داخلية في سوريا ولاشك ان الحكومة هي الأكثر اهتماماً لمعرفة أسباب هذا الحادث الأليم·· إن أعداء سوريا يحاولون استغلال الحادث الأليم لتوجيه اتهامات الى سوريا والربط بين أمور مختلفة من قبل الإعلام من أجل الوصول الى هدف معين'·
وأعلن انتحار كنعان قبل أيام من تسليم القاضي دتليف ميليس تقريره بشأن اغتيال الحريري في 21 اكتوبر الحالي الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان· وكان كنعان من الشخصيات التي استجوبها ميليس الشهر الماضي في دمشق· في وقت قال المحلل السياسي جورج جبور إنه ليس من السهل إثبات أو نفي أن يكون لتقرير ميليس علاقة بانتحار وزير الداخلية، وأضاف أن كنعان كان لديه حساسية واهتمام لوسائل الإعلام ويبدو أن التداول الذي عرفه اسمه في وسائل الإعلام مؤخراً بشكل غير مرض وتداول سيرته بشكل لا يستسيغه كان أحد الدوافع وراء ما أقدم عليه ·واتفق معه في الرأي المحلل السياسي نبيل السمان الذي حمل الإعلام اللبناني مسؤولية الضغط النفسي الذي تعرض له كنعان خلال الأشهر الماضية، قائلاً إن كنعان كان قد ألغى بعض زياراته الخاصة نتيجة ضغوط من الصحافة اللبنانية، وأضاف أن كنعان شعر ان اللبنانيين أساؤوا إليه خصوصاً الذين كانت تربطه بهم علاقات جيدة من وزراء وغيرهم الذين كانوا يخطبون وده وشعر أنهم طعنوه من الخلف وشعر ان مهمته في الحياة قد انتهت بعد إنهاء الحرب الأهلية في لبنان ومحاول إعادة بنائه'·