محمد عبدالسميع (الشارقة)
آيات من القرآن الكريم نُقشت بماء الذهب على واحد من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، حيث زينت كسوة الكعبة المشرفة التي برع في تنفيذها أكبر فناني العالم الإسلامي، وحصل متحف الشارقة للحضارة الإسلامية على جزء منها، وهي ستارة باب الكعبة، التي تسمى «السترة»، أو «البرقع»، فتبدو في بهائها وكأنها تبوح بصمت بما احتضنته قلوب ملايين المسلمين والحجاج الذين رنت أبصارهم إلى عليائها.
تقول انتصار العبيدلي، أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، إن ستارة باب الكعبة المشرفة المعروضة في المتحف تعود للعام 1405 هجرية، 1985 ميلادية، بطول 650 سم، وعرض 350 سم، مشيرة إلى أنها تُشكّل الجزء الأكثر زخرفة في الكسوة، ويتم تبديلها كل عام في التاسع من ذي الحجة بموسم الحج.
أوضحت العبيدلي، أن الكسوة كانت تُصنع طوال قرون في القاهرة، إلى أن نقل الملك عبد العزيز آل سعود إنتاج الكسوة والستارة إلى مكّة المكرّمة في العام 1344 هجري/ 1926 ميلادي.
ويستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو 670 كيلوجراماً من الحرير الطبيعي و150 كيلوجراماً من سلك الذهب والفضة، ويبلغ مسطحه الإجمالي 658 متراً مربعاً، ويتكون من 47 لفة، طول الواحدة 14 متراً بعرض 95 سنتيمتراً، بتكلفة إجمالية 20 مليون ريال سعودي تقريباً.
وتعتبر أقدم ستارة معروفة لباب الكعبة الشريفة في حالة كاملة، هي التي أعدها المماليك في مصر عام 1516م، وأُحضرت تلك الكسوة من مكة بعد استبدالها بأخرى جديدة، وأُعطيت للسلطان سليم الأول عام 1517 فأودعها بأول جامع ببورصة، عاصمة العثمانيين حينها، وظلت معروضة بالجامع ما يقرب من 600 عام مُعلقة على الحائط حتى تم ترميمها عام 2009، ويبلغ طول تلك الستارة 6.5 متر وعرضها 3.45 متر وبها خيوط من حرير.
وتقول انتصار العبيدلي، أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، إن النموذج الموجود بالمتحف صُنع برعاية من الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، الذي تبوّأ عرش المملكة العربية السعودية في العام 1402 هجرياً/ 1982 ميلادياً، مشيرة إلى أن شكل الستارة لم يتغير كثيراً على مرّ الزمن، وهي مصنوعة من الساتان الحريري الأسود، ومطرّزة بخيوط من الذهب والفضّة كُتبت بها آيات قرآنية ضمن أطر تقليدية قوامها لوحات مستطيلة، وزخارف ودوائر.