الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تسريبات النفط التي لا نسمع عنها..!

7 يونيو 2010 00:20
تعد حادثة تسرب نفط "ديب ووتر هورايزن" في خليج المكسيك أسوأ كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة، وهي بالقطع أسوأ من كارثة البقعة الزيتية التي خلفتها حادثة ناقلة البترول العملاقة "إكسون فالديز" في ألاسكا عام 1989 والتي تثير ذكريات أليمة. من يستطيع أن ينسى صور الطيور الملطخة بالنفط؟ ولكن ماذا يكون الحال لو تصورنا حدوث مثل تلك الكارثة كل يوم لفترة 50عاما؟ إنه بالطبع شيء يفوق التصور. ومع ذلك، فهذا هو ما يشهده فعلاً سكان منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط في نيجيريا طوال السنين الخمسين الفائتة. ويقدر خبراء أنه حتى الآن تسرب نحو 13 مليون برميل نفط في تلك المنطقة منذ بدء اكتشاف النفط فيها عام 1958. ورغم خضوع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لكثير من الانتقادات لعدم مواجهتها تسرب نفط "بي بي" بالسرعة المطلوبة ولا بالإمكانيات الكافية، إلا أنه لاشك في أن كبار مسؤولي الحكومة الأميركية بمن فيهم أوباما نفسه مجبرون على التحدث عن التسرب والتأكيد على خضوع "بي بي" للمساءلة. غير أن ما يجري في نيجيريا يختلف كل الاختلاف عما يحدث في الولايات المتحدة. والأمر لا يقتصر على عدم اهتمام الحكومة النيجيرية بإصدار تصريحات، بل إنها لا تعتقد إطلاقاً أن من واجبها شجب مثل تلك الحوادث. والأدهى من ذلك ربما يكون في الطرق المختلفة تماماً التي يعالج بها الإعلام الدولي تلك الكارثة الجارية في دلتا النيجر. فقد دأب الإعلام الأميركي على تغطية كارثة تسرب نفط خليج المكسيك بحرفية وشفافية بل إن وسائل الإعلام في سائر أنحاء العالم تغطيها، فيما لا يغطي الإعلام النيجيري تسريبات النفط في نيجيريا. من المؤكد أنه حتى سكان أصغر القرى النيجيرية سمعت عن تسرب نفط خليج المكسيك. في حين على العكس لم يسمع سوى القليل جداً من الأميركيين عن تسريبات دلتا النيجر، رغم أن نيجيريا تعد من أكبر خمسة مصدري نفط إلى الولايات المتحدة. يذكر أن منطقة دلتا النيجر التي يقطنها أكثر من 30 مليون نسمة وتعد من أهم نظم التوازن البيئي في العالم، تنتج تقريباً كل إيرادات نيجيريا من العملة الأجنبية. وللأسف يعد السمك الميت والمياه الملوثة بالنفط جزءاً من الحياة اليومية لسكان دلتا النيجر مثلها مثل شعلات إحراق الغاز. بل إن بعض سكان المنطقة متوسطي الأعمار لم يسبق لهم أبداً أن شهدوا ليلة كاملة الظلمة. وفي نيجيريا قانون يحظر شعلات الغاز ولكنه كثيراً ما يُنتهك. وتعمل شركات النفط في نيجيريا تحت قليل من الإشراف الحكومي أو بدونه كلياً. وتشارك الحكومة النيجيرية في ملكية أفرع جميع شركات النفط الأجنبية العاملة في البلاد. ومنذ عام مضى نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً عنوانه: "النفط والتلوث والفقر في دلتا النيجر". وركز التقرير على "رويال داتش شل" نظراً لأنها أكبر شركة عاملة في دلتا النيجر. وحسب دراسة رسمية استغرقت 10 سنوات أنه رغم أن "شل" تعمل في أكثر من 100 دولة إلا أن 40 في المئة من جميع تسريبات نفطها تحدث في نيجيريا وهي تعتبر نسبة خطيرة جداً. وحسب تقرير منظمة العفو الدولية "تعتبر تسريبات النفط والتخلص العشوائي من النفايات وشعلات إحراق الغاز أموراً غير مقبولة ولكنها شائعة في دلتا النيجر". ويضطر سكان دلتا النيجر إلى استخدام مياه ملوثة سواء مشرب أو للطهي أو للاستحمام ويأكلون أسماكاً ملوثة بالنفط وغيره من المواد السامة. والسمك غير الملوث يقتله النفط والسموم الأمر الذي يضيق المعيشة على كثير من السكان الذين كانوا يعتمدون فيما مضى على صيد الأسماك. وترد شل على ما يوجه إليها من اتهامات بأن معظم التسريبات النفطية تحدث نتيجة أعمال التخريب. ورغم أن منظمة العفو الدولية تدرك أن السرقة والتخريب لهما دور كبير في تسريبات النفط، إلا أنها مصرة على أن شركات النفط هي المتسببة في الغالبية العظمى من التسريبات. ويتوقع خبراء أنه نظراً لتوجه شركات النفط بإطراد إلى المياه العميقة وإلى غيرها من البيئات الصعبة لاستخراج النفط فإنه يرجح أن تزيد تسريبات النفط. وما يحدث في نيجيريا يشير أيضاً إلى تزايد التسريبات، ففي عام 2008 أبلغت شل عن ضعف تسريبات 2007 وفي عام 2009 تضاعفت أيضاً التسريبات. عن «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©