مسقط ـ مصطفى المعمري:
يقع مسجد المهلب بن أبي صفرة في مرتفعات العاصمة مسقط، وبالتحديد في منطقة تسمى القرم، وعلى ارتفاع ( 40 مترا) عن مستوى سطح البحر·
بني المسجد على مساحة قدرها (12575 مترا) مربعا وروعي في بنائه الجمع بين النمط الهندسي الإسلامي العريق والامتيازات المعمارية الحديثة مما جعل منه صرحا مميزا·· يحتوي على قبة رئيسية يصل ارتفاعها إلى (23 مترا) من صحن صالة الصلاة وهي غنية بالزخارف الفنية البديعة المستوحاة من فنون الخط العربي والآيات القرآنية الكريمة· وبالإضافة إلى القبة الرئيسية هناك (17 قبة) صغيرة مطعمة بحبيبات الفسيفساء الجميلة، كما أن للجامع مآذن كبيرة يبلغ ارتفاعها (43 مترا)·
يتسع المسجد لحوالى ألف مصل ويشتمل على مرافق عدة من ضمنها مكتبة مزودة بمجوعة كبيرة من المراجع والكتب الإسلامية، وصممت لتتسع لأكثر من (4000 كتاب)، بالإضافة إلى ذلك يضم الجامع قاعة للمناسبات وفصلا لتحفيظ القرآن الكريم ومقرا لاقامة الإمام·
أما الساحة المتبقية فقد خصصت لمواقف السيارات ويمكن أن تستوعب (165سيارة)، كما أن هناك حديقة جميلة تم تصميمها بحيث تنسجم والطبيعة البيئية للمنطقة، وهو عامر بالصلوات الخمس إضافة إلى صلاة الجمعة المباركة والندوات في مختلف المناسبات الإسلامية·
ينسب المسجد الى آل مهلب الذين ارتبطوا في تاريخهم الطويل بموطنهم الأصلي عمان كما ارتبط اسم عمان بمعظم الإنجازات المهمة والأحداث الجليلة التي مر بها آل مهلب خلال فترة كفاحهم السياسي والحربي·
فمنذ تحرك أبو صفرة وأولاد المهلب للمشاركة في الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان أهل عمان يمثلون فرقة من الجيش الإسلامي يقودها أبو صفرة واصبح لأهل عمان حي خاص في البصرة بعد تمصيرها وبعد ذلك أصبحت (بصرة المهلب) وأطلق على أهل البصرة (موالي المهلب) لشدة ارتباطهم بآل المهلب وأهل عمان·
وخلال الحروب الطويلة التي خاضها آل المهلب في الجبهة الشرقية من العالم الإسلامي وخاصة هذا الصراع المرير ضد الازارقة فإن المصادر التاريخية لا تذكر هذه الأحداث إلا باقترانها بفرسان عمان وأهل عمان وسرية عمان·
وتنسب أسرة المهالب إلى المهلب بن أبي صفرة واسم أبي صفرة (ظالم بن سراق) الذي يرجع نسبه إلى قبائل الازد اليمنية التي هاجرت إلى عمان·
عدد اليوم
