حسونة الطيب (أبوظبي)
كل خطوة تعقبها مفاجأة في سوق تقدم كل ما يبعث على الغرابة والترفيه. ورغم أن هناك شارعاً مخصصاً للأكشاك، التي تعرض معظمها الملابس، إلا أن الشوارع الجانبية تحتوي على الكنوز الحقيقية. ويجد الزائر في سوق الراسترو el Rastro مجموعة متنوعة من المنتجات، جديدة ومستعملة وعدداً من محلات القطع الأثرية والمجوهرات والحلي وحقائب اليد وأدوات الديكور، كلها في أكبر سوق للتخفيض والسلع المستعملة المكشوفة في الهواء الطلق في إسبانيا.
تفتح السوق، التي تخضع لإدارة بلدية مدينة مدريد، أبوابها كل يوم أحد من الأسبوع، بالإضافة إلى أيام العطلات والأعياد الرسمية. يفضل الذهاب للسوق مبكراً، إذا رغب الزائر في اقتناء أشياء مناسبة وبأسعار أقل.
كانت الراسترو، التي يعود تاريخها لنحو 400 عام، في الماضي حصرياً سوقاً، يمكن لأي فرد بيع القطع الأثرية التي لم تعد مستعملة، أو مقايضة شيء بشيء أخر، لكنها في الوقت الحاضر ورغم وجود الأشياء القديمة، تكاد تبيع أشياء جديدة فقط.
تعني كلمة الراسترو، الأثر، وربما تعود تسمية السوق أيضاً للمدابغ التي كانت بالقرب منها على مشارف نهر مانزاناريس القريب، حيث تنتشر مسالخ الماشية، والتي تخلف آثار الدم بعد ذبحها. ويذهب تفسير آخر، على أن الراسترو تعني (في الخارج)، حيث كانت السوق في وقت ما، خارج اختصاص محكمة عمدة المدينة.
تغطي السوق التي تقع في قلب مدريد، مساحة شاسعة جداً، ما جعلها تعتبر أكبر سوق للسلع المستعملة والمخفضة في أوروبا. ويصف البعض سوق الراسترو، بالحد الأخير بين أفريقيا وأوروبا، حيث تستضيف دوماً سحنات وإثنيات متباينة من بلدان مختلفة، كلهم جاؤوا بحثاً عن إشباع فضولهم أو اقتناء الأشياء الغريبة والنادرة غير المتوفرة في المحلات أو المراكز التجارية، أو فقط لزيارة معالم السوق والمدينة. ويوزع البائعون، والذين يتجاوز عددهم 3500 بائع، منتجاتهم وفقاً للتقاليد أو في مجموعة من الأكشاك المتخصصة. وعلى سبيل المثال، يشتهر شارع الطيور، ببيع الطيور والحيوانات المحلية، بينما يقوم شارع اللوحات، ببيع الرسومات واللوحات وأدوات الفنون. وتتخصص الأكشاك حول منطقة روداس، في بيع وشراء المجلات والبطاقات التجارية والأختام. أما في شارع كارنيرو، فيتم بيع الكتب القديمة والنادرة، في حين تُباع الملابس الغريبة والأكسسوارات، في منطقة بلازا دو كاسكورو.