مكة المكرمة (وكالات)
اتهم وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أمس، إيران بزرع الميليشيات وتفجير السفارات، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، في ختام أعمال الدورة الـ 14 للقمة الإسلامية في مكة المكرمة، إن العالم الإسلامي وجّه رسالة واضحة بشأن إدانة هذه الممارسات، وأضاف: «العالم الإسلامي يرفض تصرفات إيران ويقول لها كفى، وإذا أردت أن تكوني دولة ذات احترام فعليك أن تتبني سياسات تؤدي إلى احترام الناس..العالم الإسلامي الآن يعزل إيران ويقول لها لا نقبل تصرفاتك، والمجتمع الدولي وجّه رسالة لإيران بأن استمرارها في هذا المنهج سيزيد العقوبات ويرفع الثمن. وعلى النظام الإيراني أن يركز على تحسين الوضع المعيشي للشعب بدلاً من أن ينفق قدراته على دعم إرهاب ودمار وقتل».
وأكد الجبير أن ما حدث خلال الأيام الثلاثة الماضية كان تاريخياً، حيث استطاعت المملكة العربية السعودية أن تستضيف ثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية، ما استلزم جهوداً كبيرة يشكر عليها جميع من قام وساهم في إنجاحها، لافتاً النظر إلى أن هذه القمم جاءت نتيجة ما يحدث في المنطقة، مؤكداً أن المملكة دائماً تسعى وتعمل من أجل الاستقرار والأمن والتنمية والرخاء، وتحسين الوضع المعيشي للشعب السعودي وشعب العالم العربي والإسلامي، إلى جانب بناء جسور التواصل وتشجيع الاستثمارات والتجارة، وتمكين المرأة والشباب، وخلق بيئة ومناخ تسود فيه التقنية والإبداع لتحسين المستوى المعيشي لأفراد الشعب السعودي والعالمين العربي والإسلامي.
وأوضح أن العالم الإسلامي يواجه تحديات كثيرة تتمثل في التطرف والإرهاب والطائفية، مبيناً أن العالم الإسلامي يمثل ثلث البشرية، ويشغل مساحة جغرافية كبيرة على الكرة الأرضية، ويتمتع بقدرات طبيعية هائلة، ويوجد فيه مثقفون ومتعلمون ومؤسسات وفرص هائلة يجب أن تستغل لرفع مستوى المعيشة في الأمة الإسلامية، معرباً عن أسفه لوجود من يخرب هذه الفرص، ويسعى لنشر الطائفية ودعم الإرهاب ومد العون للميليشيات الإرهابية بصواريخ بالستية وطائرات من دون طيار، والتدخل في شؤون الدول الإسلامية كما تفعل إيران، إلى جانب عدم احترامها للقوانين الدولية وسيادة الدول، وللمبادئ التي قام عليها المجتمع الدولي على مدى قرون، وهو عدم التدخل في شؤون الآخرين، ومبدأ حسن الجوار.
وقال الجبير، إن القمة الخليجية والقمة العربية أدانتا إيران بشكل واضح جداً، والقمة الإسلامية أدانت التصرفات التي تقوم بها إيران مثل الهجمات الإرهابية على السفن في خليج عُمان ومضخات البترول في وسط المملكة، وغيرها من الهجمات، مؤكداً رفض الدول الخليجية والعربية والإسلامية، وعدم قبولها هذه التصرفات. وأفاد بأن القمم بعثت برسائل تؤكد وحدة الصف فيما يتعلق بالمواضيع التي تهم العالم الإسلامي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث أكدت جميع القمم أن الحل يجب أن يكون مبنياً على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أن أي دولة لا تريد أن تكون معزولة عن المجتمع العالمي أو عن مجتمعها، مشيراً إلى أن العالم الإسلامي يرفض تصرفات إيران ويقول لها كفى وإذا أردت أن تكوني دولة ذات احترام فعليك أن تتبني سياسات تؤدي إلى احترام الناس، فقتل الدبلوماسيين وتفجير السفارات وزرع خلايا إرهابية في دول أخرى وتهريب السلاح والمتفجرات لدول أخرى ودعم ميليشيات إرهابية تسيء للمدنيين وإطلاق صواريخ باليستية على المدن هذا ليس تصرف دولة ولن تعيش وتنال احترام الجوار. وأضاف أن العالم الإسلامي الآن يعزل إيران ويقول لها لا نقبل تصرفاتك، كما أن المجتمع الدولي عزل إيران وعدّها الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، وهي تخضع لعقوبات شديدة من قبل المجتمع الدولي الذي وجّه رسالة لإيران بأن استمرارها في هذا المنهج سيزيد العقوبات ويرفع الثمن. وعلى النظام الإيراني أن يركز على تحسين الوضع المعيشي للشعب الإيراني بدلاً من أن ينفق قدراته على دعم إرهاب ودمار وقتل. لافتاً النظر إلى أن مسؤولية الحكومات هي مراعاة شعوبها، والتركيز على التنمية والأمن والاستقرار والسلم، وليس الدمار والتخريب كما تقوم به إيران.
وبين أن الإسلام دين وسطية واعتدال، وقال: «لا نحتاج إلى إصلاح في الإسلام، ونود أن نرجع لأصل الإسلام، وهو دين محبة وتسامح ودين وسطية ولا إكراه في الدين، هذا هو الإسلام الصحيح، وهذا ما تعمل عليه المملكة عن طريق برامج في التعليم ومركز اعتدال، والعمل مع المؤسسات الإسلامية الدولية لنبين للعالم ما هو الإسلام الحقيقي، وسنستمر على هذا النهج، وأي جهة أو طرف يدعي أن الإسلام يبرر قتل الأبرياء فهذا غير صحيح، والحضارة الإسلامية هي التي ربطت بين الشرق والغرب منذ آلاف السنين، وتعد حضارة وسطية جغرافياً وتاريخياً»، مؤكداً أن هذه صورة الإسلام الذي تسعى قيادة المملكة لإظهارها للعالم، وأن تكون مبادئ وسياسات التعاون مع الدول مبنية على هذا الأساس. وأكد أن ما قامت به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يعد واجباً عليها ولا تحتاج إلى شكر على ذلك، لافتاً النظر إلى أن الملك يؤكد دائماً أن لقب خادم الحرمين شرف كبير له، ونحن سنستمر في بذل كل ما في وسعنا وجهدنا لخدمة الحرمين الشريفين والأمة الإسلامية.