اشتعلت النيران في مخيم احتجاج وسط العاصمة اللبنانية بيروت، مساء السبت، وأصيب عشرات المحتجين خلال اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن التي تصدت للمتظاهرين قرب مبنى البرلمان.
ولم يتضح سبب الحريق. ونفت قوى الأمن الداخلي تقارير إعلامية عن قيام بعض أفرادها بحرق المخيم.
وأقام نشطاء المخيم في الأشهر الأخيرة في إطار الاحتجاجات المطلبية الشعبية التي دخلت شهرها الرابع.
وهاجم محتجون غاضبون قوات الأمن بالحجارة وأغصان الأشجار وأعمدة إشارات المرور بشكل غير مسبوق، قبل أن تردّ بإطلاق خراطيم المياه والقنابل المسيّلة للدموع.
وانطلقت مسيرات من نقاط عدة في بيروت تحت عنوان «لن ندفع الثمن»، احتجاجاً على التأخير في تشكيل حكومة. وقبل وصولها إلى وسط بيروت، حيث أقفلت قوات الأمن مدخلاً مؤدياً إلى مقر البرلمان بعوائق الحديد، بادرت مجموعة محتجين إلى مهاجمة درع بشري من قوات مكافحة الشغب.
وأقدم هؤلاء، وفق مشاهد حية بثتها شاشات التلفزة المحلية، على رشق قوات الأمن بالحجارة ومستوعبات الزهور. كما عمد عدد منهم إلى اقتلاع أشجار فتيّة وإشارات المرور من الشارع ومهاجمة عناصر الأمن مباشرة بها.
وردّت قوات الأمن بإطلاق خراطيم المياه ومن ثمّ الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم. وفي تغريدة على حسابها، ذكرت قوى الأمن الداخلي أنه «يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب. لذلك، نطلب من المتظاهرين السلميين الابتعاد من مكان أعمال الشغب حفاظاً على سلامتهم».
وأصيب عشرة أشخاص على الأقل بحالات إغماء في صفوف المتظاهرين جراء القنابل المسيلة للدموع.
وقالت مايا (23 سنة) لفرانس برس «أنا هنا لأننا بعد أكثر من تسعين يوماً في الشارع ما زالوا يختلفون على حصصهم في الحكومة ولا يسألون عن الشارع (..) وكأنهم لا يرون تحركاتنا»، مضيفة «الغضب الشعبي هو الحلّ».
واستعادت حركة التظاهرات غير المسبوقة في لبنان زخمها الأسبوع الحالي مع مهاجمة متظاهرين لعدد من المصارف وتكسير واجهاتها احتجاجاً على قيود مشددة تفرضها على المودعين.
وإثر استقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري بعد نحو أسبوعين من انطلاق المظاهرات، كُلف الأستاذ الجامعي الوزير السابق حسان دياب تشكيل حكومة جديدة تعهّد بأن تكون مصغرة ومؤلفة من اختصاصيين، تلبية لطلب الشارع.
إلا أن دياب لم يتمكن من تشكيل حكومته بعد.