6 يونيو 2010 22:11
استغلت سائحتان فرنسيتان الخصائص الصوتية لمدرج روماني في بصرى بسوريا لتمتعا باقي السائحين بعرض أوبرالي وليد اللحظة. ومن جانبها احتلت أسرة سورية الشرفات الحجرية العلوية للمسرح وشدت بأغان عربية على دقات طبلة. والمسرح الذي تحيط به قلعة عربية هو أحد المواقع التاريخية القديمة التي يمكن أن تروج لها سوريا لانعاش السياحة وهي بالفعل من القطاعات الأكثر اشراقا للاقتصاد السوري الذي يتعرض لضغوطات شديدة.
ويقول وزير السياحة سعد الله اغا القلعة إن القطاع سوف يدر 12% من الناتج المحلي الاجمالي لهذا العام وهو يمثل بالفعل 23% من دخل سوريا من العملة الصعبة ويوفر 13% من الوظائف. وأضاف أن عدد السائحين الذين زاروا سوريا سجل قفزة “هائلة” بواقع مليون سائح في أول أربعة أشهر مقارنة بنفس الفترة من عام 2009. وصرح اغا القلعة “بالطبع لدينا بعض الصعوبات في توفير طاقة فندقية مناسبة”.
وبلغ دخل سوريا من السياحة الأجنبية 5,2 مليار دولار في عام 2009 إضافة إلى 1,5 مليار دولار من السياحة المحلية بزيادة بنسبة 12% عن العام السابق رغم الركود العالمي الذي شهد انكماش السياحة على مستوى العالم بنسبة 4%. ودعمت سوريا الطفرة السياحية باعفاء السائحين من تركيا وإيران من شرط الحصول على تأشيرة دخول. وتزدحم الشوارع حول المزارات الشيعية مثل مسجد السيدة زينب بقبته الذهبية والواقع على مشارف دمشق بعدد كبير من الزائرين الايرانيين. وتجذب الكنوز الاثرية مثل انقاض مملكة تدمر في الصحراء أو المدن القديمة مثل حلب ودمشق السائحين الأوروبيين وقد تم تطويرها في السنوات الاخيرة وتضم حالياً عشرات من الفنادق الصغيرة الانيقة التي تتميز بمستوى خدمة رفيع. وبعض هذه الفنادق التي تم تجديدها تستهدف عملاء أثرياء وتقول إنها محجوزة لمدة عام مسبقاً. وتقول مايسة رمان مديرة فندق بيت رمان وهو فندق مكون من ست غرف في منزل يرجع للقرن السابع عشر بمدينة دمشق القديمة كانت أسرتها قد اشترته في عام 2004 “يأتي الناس لأنه ذو طابع خاص”. وتضيف “نحتاج ثلاث أو أربع سنوات لتغطية النفقات. كل شيء هنا حسب طلب العميل ويتطلب تنفيذه وقتاً من ثم فإنك تستثمر وقتاً ومالاً وجهداً”. وتشيد الفنادق الجديدة ببطء شديد في حين تزايد عدد السائحين نحو 15% سنوياً في العقد المنصرم. وقال القلعة “لايزال أمامنا تحد حقيقي في ظل اختناقات في أوج الموسم وبصفة أساسية في دمشق”. وأضاف أن المشروعات السياحية قيد البناء بقيمة 6,3 مليار دولار مقارنة مع تلك العاملة وتبلغ قيمتها 4,4 مليار دولار غير أن استكمالها وتدريب العاملين تدريباً مناسباً يستغرق وقتاً. ويوجد في سوريا الآن 52 ألف سرير فقط في فنادق يتراوح تصنيفها بين نجمتين وخمسة نجوم واستقبلت البلاد ستة ملايين سائح في العام الماضي ويشمل هذا العدد 3,5 مليون عربي ومليون سوري مقيم في الخارج ويستأجر عدد كبير منهم شققاً أو يقيم لدى أقارب. ومع تضاؤل موارد النفط في حين لايزال تأثير موجة الجفاف الشديدة في عامي 2008 و2009 مستمراً من المؤكد أن تحتاج سورية مساهمة جيدة من السياحة إذا أرادت أن تحقق معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي المستهدف عند خمسة في المئة في السنوات الخمس المقبلة. ويقول القلعة إن أحد هذه التحديات هو تنويع النمو السياحي لتمتد المزايا لجميع انحاء سوريا ولا تتركز على مناطق الجذب الأشهر، مشيراً لقطاعات نمو جديدة مثل السياحة البيئية والصحية وسياحة المؤتمرات.
المصدر: بصرى