تحقيق-عبد الحي محمد: حقق مستشفى زايد العسكري سبقا طبيا هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ، حيث نجح في عمليات زراعة الرباط الصليبي للمرضى الذين أجريت لهم عمليات غير ناجحة سابقا، وذلك بأنسجة بشرية مستوردة قضت على آلامهم وأعادتهم إلى ممارسة حياتهم الطبيعية· وقد نشر المستشفى نجاحاته في كبريات المجلات العلمية المتخصصة في تكنيك جراحة الرباط الصليبي في العالم، كما حقق المستشفى نجاحا غير مسبوق داخل الدولة في عمليات إصلاح أكثر من رباطين صليبيين، وذلك بفضل الاستفادة من برنامج الأطباء الزوار، وخاصة البروفيسور شارلز براون استشاري جراحة الرباط الصليبي وإصابات الملاعب في جامعة هارفارد بأميركا، وتميز جراحي العظام في المستشفى والتجهيزات الطبية المتطورة والعناية المتميزة بالمرضى·
وأكد العقيد طبيب علي عبيد آل علي قائد مستشفى زايد العسكري أن هذا النجاح الكبير يرجع إلى الدعم اللامحدود والمتابعة الدؤوبة التي يوليها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتطوير المستشفى، وتقديم أفضل أنواع العلاج لأبناء القوات المسلحة·
كما أشاد بدعم الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، والعميد طبيب أحمد عبد الله مدير الخدمات الطبية بالقوات المسلحة·
25 % من العمليات اصلاح لجراحات سابقة لم تكلل بالنجاح خارج المستشفى·· واجراء 400 عملية خلال 3 سنوات ونصف
؟ علي عبيد:
دعم لا محدود من مديرية الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ؟ نسب نجاح عمليات المستشفى تضاهي المراكز الطبية العالمية المتخصصة
وذكر أن البروفيسور براون سيختتم غدا السبت زيارته للمستشفى والتي استمرت نحو ثمانية أيام أجرى خلالها 27 عملية لإصلاح وترميم الرباط الصليبي وعمليات الإصابات متعددة الأربطة في الركبة، علما بأن 25%من تلك العمليات الجراحية لإصلاح عمليات لم تكلل سابقا بالنجاح خارج المستشفى سواء في الإمارات، أو أوروبا، واشتهر مستشفى زايد العسكري بإجرائها بأعضاء بشرية مستوردة، وهذا إنجاز كبير للغاية لنا في المنطقة· وأوضح أن المستشفى أجرى نحو 30عملية من تلك العمليات المعقدة بنسب نجاح كبيرة لاتقل عن 92%، علما بأن تلك النسبة من أكبر النسب العالمية منها عمليتان خلال الزيارة الأخيرة للطبيب الزائر براون·
وذكر البروفيسور شارلز براون أنه سينهي زيارته للمستشفى غدا السبت بإجراء 4 عمليات للرباط الصليبي، مشيرا إلى أن غالبية عملياته التى يجريها في المستشفى تتم عن طريق التخدير النصفي (من أسفل) حيث يكون المريض واعيا خلال إجراء العملية، ويستطيع التحدث مع الجراحين أو مشاهدة العملية عبر جهاز تليفزيون داخل غرفة العمليات· وقد تم تطوير عملية التخدير تلك بحيث يبقى التخدير النصفي لمدة 48 ساعة بحيث يستطيع المريض المشي والقيام بالعلاج الطبيعي دون ألم يذكر وهذه الميزة الكبرى في التخدير تلعب دورا كبيرا في سرعة شفاء المريض، بحيث لا يحتاج لفترة أطول للبقاء في المستشفى كما يتلافى مخاطر التخدير العام، وهذه ميزة للمستشفى غير موجودة في أميركا كما أن المريض في المستشفى بعد العملية الجراحية يبقى تحت العناية المباشرة لأطباء قسم التخدير·
وأشاد البروفيسور براون بالإمكانيات والتجهيزات الطبية والكوادر الطبية والتمريضية المتميزة فى المستشفى، مؤكدا على أن مستشفى زايد العسكري هو أفضل مستشفى فى منطقة الخليج، لإجراء تلك الجراحات الدقيقة، كما أنه أكبر مستشفى في العالم باستثناء قلة من المراكز الطبية الأميركية يجري أكبر عدد من تلك الجراحات سنويا، حيث من الملاحظ أن غالبية المراكز العالمية تجري فى السنة الواحدة نحو ستين عملية بينما يجري مستشفى زايد العسكري من 180 إلى 200عملية سنويا وهذه نسبة غير مسبوقة عالميا·
وأوضح أنه يزور مستشفى زايد العسكري 4 مرات سنويا منذ نحو ثلاث سنوات ونصف السنة، حيث بدأ برنامج جراحات الرباط الصليبي وتستمر فترة كل زيارة بين أسبوع وعشرة أيام، ويطمئن في كل زيارة على المرضى الذين أجرى لهم سابقا عمليات كما يقوم بإجراء عمليات معقدة جديدة·
وأوضح أنه لاحظ انتشار إصابات الرباط الصليبي والإصابات الرياضية في الإمارات بشكل ملحوظ وعلى سبيل المثال فإن من بين 3 آلاف مواطن أميركي هناك مصاب واحد، أما في الإمارات فمن بين كل مائة مواطن هناك مصاب واحد، ولعل السبب فى ذلك يرجع إلى تسطح أو تفلطح القدمين واللعب على أرض غير صالحة للعب مثل الأرض الرملية دون استخدام الأحذية المناسبة وعدم الإحماء (التسخين ) قبل مزاولة المباريات الرياضية· وفي الغالب فإن معظم إصابات الرباط الصليبي تحدث بعد ربع الساعة الأول من المباراة إضافة لأسباب أخرى تتعلق بمرونة الأربطة وتقوس الركبة البسيط، وقوة العضلات وتوازنها، ووجود رخاوة في المفاصل بين المواطنين أكثر من أي مكان آخر زاره، كما أن حجم الرباط الصليبي نفسه له دور كبير· وبلا شك هناك صفات وراثية وراء ذلك، وأعتقد بأن المستشفى بحاجة إلى إجراء دراسة علمية حول تلك الظاهرة بحيث يتعرف على الأسباب الحقيقية وراء تلك الإصابات المتكررة ويسهل وضع برنامج متكامل للحد من تلك الإصابات·
أخطاء الأطباء
وأشار إلى أنه لاحظ وجود أخطاء فى جراحات الرباط الصليبي غير الناجحة التي أجريت لمواطنين داخل وخارج الدولة، مؤكدا أن تلك الأخطاء تتمثل فى وضعية الرباط داخل الركبة، حيث لا بد من أن يكون الرباط مرتبطا بمكان معين، كما لاحظ وجود إهمال من الأطباء فى التعامل مع الأربطة الجانبية حيث إن غالبيتهم يقومون بإصلاح الرباط الصليبي، ويهملون الأربطة الجانبية كما لاحظ وجود قطع فى أربطة المرضى بعد إجراء العملية، إضافة إلى عدم وجود علاج طبيعي مكثف· وفي الغالب فإن تلك الأخطاء ارتكبها أطباء غير أكفاء من داخل وخارج الدولة· وذكر أن عملية إصلاح وترميم الرباط الصليبي تستغرق نحو ساعة ونصف الساعة، وفق تكنيك طبي ابتدعه، مشيرا إلى أن نجاح العمليات، وشفاء المرضى، يعتمدان على برنامج العلاج الطبيعي المكثف، والذي يبدأ فور الانتهاء من إجراء العملية مباشرة· وأشاد بكفاءة أطباء المستشفى فقال: بعد ثلاث سنوات ونصف السنة أقول جازما: إن هذا المستشفى يتميز بفريق طبي متميز للغاية، لإجراء تلك الجراحات بنفس نسب النجاح التى أحققها ويساعدني هذا الفريق كثيرا في إنجاز عملياتي، علما بأنني أجري خلال زيارتي للدولة عددا من العمليات أكبر من عدد العمليات التي أجريها في أى مكان آخر بالعالم بسبب تميز هذا الفريق الطبي وفهمه لتكنيك عملياتي·
زراعة الأوتار
وتحدث عن تكنيك زراعة الأوتار في المستشفى فذكر أنه تم تزويد المستشفى بأوتار بشرية مستوردة من أجل علاج الحالات الصعبة والمعقدة، وهي فى الغالب لحالات أجريت لها عمليات فاشلة أو لمرضى يعانون من عدة إصابات فى الأربطة· وفي هذه الحالات تم الاستغناء كليا عن أخذ أوتار من المريض نفسه، وبالتالي يكون العلاج الطبيعي بعد العملية الجراحية أقل بكثير، وهذا انعكس إيجابيا بشكل كبير على المرضى·
وذكر أنه يتم الحصول على الوتر من مانح ويتم أخذ عينة من دم المانح لفحصها، والتأكد من خلوها من الأمراض· وفي الغالب فإن الغضاريف لا تقابل برفض فى الجسم الذي زرعت فيه، ونقوم كجراحين قبل إجراء العملية بوضع الوتر فى جهاز تثبيت لقتل جميع الميكروبات، علما بأن تلك الأوتار يمكن حفظها فى ثلاجة خاصة لمدة 5 سنوات، ولا تستخدم تلك الأوتار إلا فى حالات إعادة تقييم الرباط والإصابات المتعددة· ونؤكد أن مستشفى زايد العسكري من المستشفيات القليلة فى العالم التي تستخدم هذه الأوتار، بسبب الإمكانيات العالية والمتميزة لتجهيزات المستشفى وكفاءة كوادره الطبية والتمريضية· وأكد على أن نسب نجاح العمليات المعقدة فى الرباط الصليبي والأربطة والغضاريف تصل فى مستشفى زايد إلى 92%· وأشار إلى أنه بدأ تكنيكه العالمي في جراحة الرباط الصليبي منذ عام 1984 وقد أجرى خلال العشرين سنة الماضية نحو ثلاث آلاف عملية في أميركا والكويت والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات· وقد أجرى في أبوظبي وحدها نحو 300عملية جراحية، وأفضل مكان أجريت فيه جراحاتي هو مستشفى زايد العسكري وقد تلقيت عروضا من عدة مستشفيات في الدولة لإجراء تلك العمليات، إلا أنني فضلت الاستمرار مع مستشفى زايد بسبب حداثة أجهزته الطبية وتميز كوادره الطبية والتمريضية والفنية، وأؤكد أن تلك الكوادر تتميز بروح مسؤولية عالية جدا وإخلاص فى العمل والقدرة على اتخاذ القرارات المهمة في الوقت المناسب·
وشدد الدكتورنادردرويش استشاري جراحة العظام والإصابات الرياضية في مستشفى زايد العسكري على أن المستشفى توقف تماما منذ أكثر من ثلاث سنوات عن إرسال أو تحويل أية عملية للرباط الصليبي في المستشفى إلى الخارج بعد نجاحه في تلك العمليات بشكل كبير مشيرا إلى أن المستشفى أصبح مركز امتياز في هذا النوع من الجراحات ويزوره أطباء كبار من بلجيكا وأيرلندا والسويد والكويت للتعرف على تكنيك تلك العمليات لدينا بسبب تميزها وتطورها عالميا وقد نشرنا هذا التكنيك في مجلة 'تكنيك جراحة الرباط الصليبي' أشهر مجلة أميركية في جراحة العظام في العالم· وقال :لدينا كادر محلي متميز لإجراء عمليات الرباط الصليبي الصعبة ونحقق نجاحا كبيرا فيها·
وذكر أن البروفيسور براون يعد من أفضل الجراحين العالميين في الرباط الصليبي موضحا أنه يتميز بفريق طبي يضم جراحا ومعالجين طبيعيين وممرضين وقد استفدنا منه كثيرا وأصبحنا نجري عمليات الرباط الصليبي بشكل روتيني ونجري سنويا مابين 70 و 80 عملية سنويا وترتفع مع وجود الطبيب الزائر إلى 200 عملية وقد أجرينا للآن أكثر من 400 عملية للرباط الصليبي منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، ولدينا قائمة انتظار تصل لنحو 80 مريضا من العسكريين والمدنيين علما بأن معظم النوادي الرياضية داخل الدولة تطلب علاج مرضاها لدينا في المستشفى بدلا من إرسالهم إلى الخارج كما أصبح لدينا ضغط كبير من المرضى بعد افتتاح عيادة العلاج الخاص وبلاشك فإننا نوفر كثيرا بعملياتنا على الدولة وقد قدر الطبيب الزائر تكلفة إجراء العملية الواحدة في الخارج بنحو 30 ألف دولار غير تكاليف السفر ة والإقامة والمرافقة·
التقت 'الاتحاد' بالمرضى حيث أثنوا على الجراحات التى أجريت لهم وتميز العناية الطبية والتمريضية لهم في مستشفى زايد العسكري·
آراء المرضى
المريض سعيد مبارك سالم التقيناه في غرفة العمليات حيث ذكر أنه أصيب بآلام شديدة منذ نحو عامين ونصف العام وذهب لمستشفى خاص ونصحوه بالعلاج الطبيعي لكن اشتدت آلامه وتوقف عن العمل وبعد ذلك توجه إلى مستشفى زايد لإجراء الفحوصات وطالبه الأطباء بإجراء عملية للرباط الصليبي والحمد لله تحسنت صحته بعد إجراء العملية ويستطيع حاليا تحريك قدمه ورجليه بعد أن كان ذلك صعبا للغاية·
أما خلفان على فذكر أنه أصيب بتمزق في ثلاثة أربطة صليبية بعد حادث أليم أصابه وعندما سمع بمقدم الطبيب الزائر براون توجه لمستشفى زايد العسكري لإجراء العملية وقد أجرى العملية ومارس العلاج الطبيعي فور خروجه من غرفة العمليات وتتحسن صحته كثيرا حاليا·
وأوضح المريض إبراهيم عبد الله أنه أصيب بتمزق شديد في الرباط الصليبي بعد تمرينات شاقة وقال: إنني حاليا أحسن كثيرا وأستطيع قريبا العودة لممارسة حياتي الطبيعية· كما التقت 'الاتحاد' بلاعبي نادي العين نصر مبارك لكرة اليد وسالم سعد لكرة القدم حيث أكدا أن صحتهما تتحسن بشكل كبير كما أعربا عن دهشتهما من تحرك الرجل بعد العملية وقال نصر مبارك لم أحرك رجلي بعد العملية الأولى التى أجريتها في دولة خليجية شقيقة إلا بعد أسبوعين ولم تتحسن صحتي حينذاك وأكد لي الأطباء أن العملية لم تتكلل بالنجاح وجئت لمستشفى زايد حيث أجرى لي الطبيب الزائر العملية يوم الاثنين الماضي والحمد لله أشعر بتحسن كبير للغاية·