الثلاثاء 15 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معاذ ومعوذ.. شقيقان مدحهما النبي

معاذ ومعوذ.. شقيقان مدحهما النبي
31 مايو 2019 00:05

أحمد مراد (القاهرة)

معاذ ومعوذ ابنا عمرو بن الجموح، أشهرا إسلامهما قبل أن يبلغا الحلم بعد أن سمعا القرآن من مصعب بن عمير، حيث علما بأنه الحق من عند الله، فأسرعا مرددين شهادة الإسلام، ورغم صغر سنهما كونا مع معاذ بن جبل فريقاً للدعوة إلى الإسلام، وتخليص أحبائهم من الشرك.
استطاع معاذ ومعوذ أن يقنعا أمهما بالإسلام، وكررا الدعوة إلى دين الله مع أبيهما، ولكن كان الأمر شاقاً عليهما، حيث كان أبوهما شديد التعلق بصنم يعبده، وكان لا بد من حيلة لهداية أبيهما، فتسللا ليلاً إلى مكان الصنم ومعهما معاذ بن جبل، فأخذوا الصنم، وألقوه في حفرة قاذورات، وفي الصباح أخذ ابن الجموح يبحث عن صنمه فلم يجده، وظل يبحث عنه حتى عثر عليه فحمله وأزال ما عليه من أوساخ، وتوعد من فعل ذلك بالويل الشديد، وكرر الصبية الصغار هذا الأمر عدة مرات، وفي مرة علق الرجل سيفا في رقبة الصنم، وقال له: إن كان فيك خير فهذا السيف لتدفع به السوء عن نفسك، فأخذه الصبية وربطوه بحبل مع جيفة كلب، وأخذوا السيف منه، وألقوه في حفرة القاذورات، وكالعادة أصبح الرجل فلم يجد الصنم، فذهب إلى «المزبلة» ليأخذه، فلما وجده قد سلب منه السيف وربط مع الكلب الميت في حبل واحد أحس بخطأ ما كان يعتقد، وقال: والله لو كنت إلها لم تكن أنت والكلب وسط بئر في قرن، وما لبث أن راجع نفسه ودخل في الإسلام.
وفي يوم بدر كان عمرو بن الجموح وولداه معاذ ومعوذ في مقدمة صفوف المجاهدين، وكان ابن الجموح أعرج، فلما كلمه ابناه في أن يبقى، ولا يخرج للقتال ذهب إلى النبي، وقال له: يا رسول الله أريد أن أطأ بعرجتي هذه الجنة، فقال النبي لهما: «لا تمنعاه لعل الله أن يكرمه بالشهادة»، وأذن لهما بالمشاركة معه رغم صغر سنهما.
شعر معاذ ومعوذ بسعادة غامرة عندما أذن لهما رسول الله أن يذهبا معه في غزوة بدر، وخلال المعركة كانا يقفزان هنا وهناك، يبحثان عن أبي جهل يريدان قتله لأنه كان يسب النبي.
اقترب معاذ من عبدالرحمن بن عوف، وهو يحرص ألا يراه أخوه معوذ، وهمس في أذنه قائلاً: يا عماه، هل تعرف أبا جهل؟ قال ابن عوف: نعم أعرفه، وماذا تريد منه يا ابن أخي؟ قال: سمعت أن أبا جهل يسب رسول الله، وقد أقسمت إن رأيته أن أقتله، أو يقتلني.
وبعد قليل جاء معوذ وهو يحاول ألا يراه أخوه معاذ، واقترب من ابن عوف وسأله: يا عمي، أين عدو الله أبو جهل؟ لقد عاهدت الله على قتله لأنه يسب رسول الله، ثم رأى ابن عوف أبا جهل على فرسه رافعاً رأسه يشجع المشركين، وهو يصرخ: أعل هبل، فصاح ابن عوف: يا معاذ، يا معوذ، ها هو أبو جهل عدو الله وعدو رسوله وعدوكما، وما إن سمع معاذ ومعوذ مقالة ابن عوف حتى هجما على أبي جهل، وببسالة وشجاعة أنزلاه عن فرسه، وأوقعاه أرضا، وجلسا على صدره وقتلاه.
ركض معاذ ومعوذ إلى رسول الله، وكل منهما يصيح: لقد قتلت أبا جهل، أضاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحا بهذين البطلين، وفرحا بمقتل عدو الله أبي جهل الذي روّع المسلمين وعذبهم كثيراً، ثم سألهما: أيكما قتله؟ قال معاذ: أنا يا رسول الله، وقال معوذ: بل أنا يا رسول الله، نظر رسول الله إلى سيفيهما، فرآهما يقطران دما، فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال لهما: كلاكما قتله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض