عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
أزهار وقباقيب بكل الأشكال والألوان، فواكه وخضراوات طازجة أسماك وملابس، مفروشات ومستحضرات تجميل، كلها متوفرة في سوق ألبرت كويب Albert Cuyp، في أمستردام بهولندا. يعود تاريخ السوق الذي يعد الأكبر من نوعه في أوروبا، لما يقارب 120 عاماً، ويحتضن أكثر من 300 محل.
تمّت تسمية السّوق، على اسم الرّسّام الهولندي ألبرت كويب، الذي برز في القرن السّابع عشر، ويعدّ السّوق من أكثر المناطق شعبيّةً، ويقصده الآلاف من الزّائرين يوميّاً، ومن أشهر الأسواق التي يحتويها هي، أسواق الخضار والفواكه والأسماك والملابس والمطاعم الشّعبيّة.
يقع السوق الأكثر شهرة في هولندا، في حي «دي بيجب» الشعبي، بعيداً عن وسط مدينة أمستردام، وهو أكثر الأحياء شهرة في العاصمة الهولندية. ويعد السوق فرصة، للغوص في مزيج الثقافات التي تتميز بها المدينة من، التوابل السورينامية للأكلات التركية الخفيفة، إلى المطبوعات الإندونيسية اللامعة والبلوزات البيروفية.
قررت بلدية أمستردام، في العام 1905، المشغولة دوماً بتنظيم البائعين على طرقات السوق، إقامة السوق كل أمسية سبت، لكنها وبحلول 1912، توصلت لخطة يمارس فيها السوق نشاطه بصفة يومية. كان السوق وقتها، الأصغر في أمستردام، لكنه تحول لأكبر سوق يومي ليس على نطاق هولندا فحسب، بل في أوروبا بأسرها.
وبمرور الوقت، أخذ السوق في تنويع معروضاته لمقابلة طلب الزبائن، خاصة لغير الهولنديين. وعلى سبيل المثال، وبينما يتركز طلب العمال الإيطاليين والإسبانيين على الساردين، ينحصر طلب السوريناميين على الأسماك المجففة.
في حين يعتبر ألبرت كيب، الوجهة المفضلة لدى سكان أمستردام، للقيام بعمليات التسوق اليومية، يذهب البعض للتجول في السوق والاستمتاع بجوه المفعم بالحياة والنشاط. ولما يضمه السوق من منتجات متنوعة ومتعددة، يتفق البائعون والمتسوقون على السواء، في أن ما لا يجده الشخص في هذا السوق، فعليه فقط عدم البحث عنه في أي مكان آخر. كما يكتشف الزوار هنا، أشياء لم يكونوا على علم بصناعتها أصلاً.
وربما يعرض السوق كل شيء تقريباً بأقل أسعار في أمستردام، من نظارات القراءة بكافة أشكالها، والأحذية والقمصان، والخضراوات والفواكه، والأقمشة والحقائب، والزهور والشتول، والإلكترونيات، والقطع التذكارية والأثرية، والأعشاب والشاي والمكسرات ونحو 50 نوعاً من الأسماك، فضلاً عن الأجبان الهولندية الشهيرة. يجذب السوق نحو 20 ألفاً من الزوار في الأيام العادية وضعف ذلك العدد في أيام السبت.
والغريب في هذا السوق، أنه يترتب على البائعين النهوض مبكراً، حيث إنه وعند وصولهم، يقوم أحد أفراد الشرطة بإطلاق صافرة، ليتسابق بعدها هؤلاء الباعة للظفر بأفضل نقطة بيع، التي ستكون من نصيبه لبقية اليوم بكامله، في منافسة محتدمة تنتهي بالشجار أحياناً.
