السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أول إماراتية تحصل على رخصة قيادة «ثقيل» رسمياً

أول إماراتية تحصل على رخصة قيادة «ثقيل» رسمياً
4 يونيو 2010 22:02
انتزعت عائشة محمد الحمادي رخصة قيادة سيارة ثقيلة لتكون أول إماراتية تحصل على رخصة من هذه الفئة رسمياً. عائشة فرحت بتسلمها رخصة القيادة الجديدة التي تحمل على ظهرها كلمة (ثقيل)، وشعرت بالحماس حين علمت أنها الإماراتية الأولى التي تحصل على مثل هذه الرخصة. تقول عائشة:»أحب التحدي والمغامرة، وأردت أن أقهر خوفاً معتاداً يجده الناس حينما يشاهدون شاحنة في الطريق، كنت أريد أن أثبت لنفسي بأنها سيارة عادية وإنما ضخمة، لكم تمنيت أن أقود شاحنة وقد تحقق لي ذلك الآن». تتابع عائشة وهي تعرض رخصتها الجديدة: «هذه الكلمة التي أضيفت على ظهر «الليسن» أضافتني إلى تاريخ الإمارات، لم أكن أعلم بأنني الأولى، وحين سألت عرفت بأن من حاولن قبلي الحصول على رخصة قيادة شاحنة ثقيلة لم يكملن ما بدأن، أشعر بفخر الإنجاز وقيمة أن يكون الإنسان «الأول». منذ عملت في مركز السلع الحدودي عام 1993 سجلت عائشة الحمادي الخطوة الأولى في تحدي الظروف، تتذكر: «حصلت على رخصة القيادة الخفيفة منذ حوالي عشرين عاماً، ولله الحمد لم أتعرض إلى أي حادث، وحين كنت أقود سيارتي في تلك الفترة كانت الظروف مضادة جداً للمرأة، كان العمل وقيادة السيارة في تلك الفترة من المحظورات على الكثير من النساء وكان نجاحي في ذلك، الخطوة الصعبة الأولى التي تخطيتها بسلام في تلك الفترة من عمري. عائشة أم لثلاثة بنات وولد، لم تخبرهم بعد بحصولها على «ليسن ثقيل»، تقول: «لم أخبر أبنائي بكل هذه المغامرات، أريد مفاجأتهم وأنا متأكدة بأنهم سيفرحون لي، إنهم يعرفون حبي للتميز، وأنا متأكدة أنهم سيكونون أسعد من حولي وسيفرحون لأمهم ويباركون إنجازها كما سيفعل كل أهلي». تتابع: «رأيت النساء يتسابقن للحصول على رخصة قيادة الطائرات ونجحن في ذلك، الكثير منهن اليوم يقدن طائرات يزيد عدد ركابها عن 200، فما المانع من قيادة شاحنة؟ كان هذا الهاجس الذي أفكر فيه كلما راودتني فكرة قهر تلك الشاحنات الضخمة التي أراها في طريقي». اتخذت عائشة قرارها قبل ستة أشهر. ذهبت إلى مدرسة تعليم القيادة لتنجز الخطوة الأولى، تروي لنا: من المضحك أن كل من مرت عليه معاملتي المرورية لاستخراج الرخصة الثقيلة ظن أني أريد تعلم قيادة السيارة الخصوصية، ففي مدرسة تعليم القيادة حجزوا لي كرسياً في فصل السيدات وأعطوني موعداً متأخراً كثيراً! وحين حاولت تصحيح المعلومة (الشحن الثقيل) استغرب كل الموجودين بل وجاء المسؤولون للتأكد من طلبي، وحين أخبرتهم وأكدت لهم الطلب بدأوا بتشجيعي وأعطوني موعداً أقرب للدراسة بما يناسب أوقاتي. بعد 4 أسابيع من الدراسة والامتحانات النظرية تقدمت عائشة لامتحان رخصة القيادة الثقيلة العملية، تقول: طلبوا مني امتحان العودة إلى الخلف وإيقاف المركبة «الريّوس» وأعطوني شاحنة نقل معدات «نسّاف» بحجم 15 طناً، كنت أنظر إلى الآلة العملاقة باستغراب وجل ما أفكر فيه كيف سأركب هذا الشيء؟! وكأن إدارة الترخيص علموا بما كنت أفكر فيه فأحضروا لي وسيلة مساعدة على الركوب استعملتها لأركب السيارة وأقودها وأركنها في الموقف. بعد ذلك تخلفت عائشة عن موعد الامتحان العملي الثاني «الشارع» عدة أشهر حتى أقفل ملف رخصتها بعد 6 أشهر، لكنها قبل أسابيع عدة وجدت نفسها تريد إكمال ما بدأته: «مررت بظروف مختلفة أعاقتني عن إنهاء إجراءات حصولي على الرخصة، وقبل فترة بسيطة عدت إلى إدارة المرور والترخيص فأعدت تقديم الطلب وفتح الملف وحجزت موعداً لتقديم الاختبار العملي». تضيف: «أخيراً وجدت نفسي أقف في طابور الاختبار مع حوالي 300 رجل أغلبهم من الآسيويين، كان موقفاً محرجاً يضاف إلى مشكلتي المتجددة مع صعودي للشاحنة، حاولت تجاهل كوني السيدة الوحيدة في المكان، ركبت الشاحنة ورددت الأذكار والدعاء، واختبرت وكانت سعادتي غامرة حين عرفت أني ناجحة، وسعادتي أكبر حين عرفت أنني أحمل أول رخصة قيادة نسائية للشاحنات في الإمارات، شعرت بأن إنجازي تضاعف وصار لجهدي وتعبي معنى وقيمة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©