عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
لا شك في أن سوق شارع المعبد الليلي «Temple Street Night Marke»، وجهة سياحية لا يختلف حولها اثنان، بيد أنها أكثر من كونها سوقاً، حيث تشكل مجتمعاً ينبض بالحياة من المطاعم ومقاهي الشاي والمحال المتخصصة، التي ظلت قابعة في هذا المكان لأجيال عديدة. ويعيش الزائر لهذه السوق تجربة لا تُنسى، عادةً ما يكون في استقباله عند المدخل، مغنو الأوبرا وقارئو الطالع.
تشكل سوق شارع المعبد، جزءاً أصيلاً من مدينة هونج كونج، حيث تعرض بين جنباتها العديد من السلع التي تعكس حضارة وتقاليد الشرق الأقصى مثل، بيجامات الحرير وحقائب اليد الجلدية والشباشب ذات السمك الرفيع والرسومات الزيتية والألعاب وأغطية الهواتف المُرصعة بالزينة، وربما كل ما يجول بخاطر المتسوقين. ولتجربة مختلفة تماماً، يمكن للزائر أن يعرج على الشوارع الجانبية لمواجهة المعاشيين الذين يرددون الكارايوكي ويقومون ببيع بطاقات الألعاب والأعشاب للتداوي وقراءة الحظ.
سوق شارع المعبد الليلي، هي الأكبر في مدينة هونج كونج وأكثرها ازدحاماً وحياة، حيث تبدأ نشاطها يومياً عند السادسة مساء، ليجد الزائر سلع منخفضة القيمة من ملابس وساعات وأسطوانات مقرصنة ودي في دي وعلامات تجارية مقلدة وأحذية رياضية ومعدات الطبخ والأواني المنزلية والأجهزة الإلكترونية. وينبغي الأخذ في الاعتبار، أن الأسعار المكتوبة على السلعة، هي ليست الأسعار الحقيقية، حيث يمكن للمشتري خفض السعر بنسبة كبيرة.
يقوم معظم البائعين في سوق شارع المعبد، التي تضم ما يزيد على 100 كشك بمصابيح ملونة، ببيع نفس السلع، من الهدايا التذكارية التي يتم إنتاجها بكميات ضخمة وزي الكيباو الصيني وملحقات الهواتف المحمولة، بجانب هدايا رخيصة وجميلة لا يتردد السائح في اقتنائها. ويطلق على هذه السوق أحياناً اسم شارع الرجال، نظراً لشهرتها ببيع الملابس الرجالية.
كما تصطف على جانبي السوق التي تمتد لمساحة تزيد عن واحد كيلو متر، العديد من المطاعم التي تقدم المأكولات البحرية ووصفات كانتون الشهية والأكلات اليابانية والهندية والبيتزا الإيطالية، بجانب الوجبات الخفيفة.
وتقع السوق، على مقربة من معبد يا ما تي تن هاو، الذي أخذت السوق اسمها منه، وهو واحد من سلسلة معابد تن هاو الأكثر شهرة وانتشاراً في هونج كونج. وفي العقد الثاني من القرن الماضي، كان التجار والباعة المتجولون يعملون على خدمة مرتادي المعبد، لتنشأ فكرة السوق بعد ذلك في مكانه الراهن.
