3 يونيو 2010 20:42
كان السؤال عن كيفية اكتشاف المواهب الإعلامية الصغيرة، وكيف يمكن للمدرسة والأسرة والمجتمع أن توفر لهذه المواهب البيئة التي تمكن كلاً منهم من الإبداع والتميز في قطاع الإعلام بتخصصاته المختلفة من صحافة وتليفزيون وإذاعة وإعلام إلكتروني، كان هو محور اللقاء الذي نظمته مدرسة الظبيانية النموذجية، والذي اشتركت فيه فرق طلابية من مدارس الآفاق النموذجية للبنات، حمودة بن علي النموذجية للبنين، والبوادي النموذجية للبنين، والبطين النموذجية للبنين، والتنمية الأسرية.
أكدت سعاد الجنيبي، مديرة مدرسة الظبيانية النموذجية، أن فكرة الملتقى الإعلامي الأول تعتبر مبتكرة وجديدة وهي تنطلق من رؤية وطنية خالصة تجاه النهوض بقطاع الإعلام، وتزويده بالكوادر الوطنية المتخصصة، التي يمكنها أداء رسالتها في الإعلام وخدمة المجتمع بصورة فعالة، وبما يلبي احتياجات التنمية الوطنية من الكوادر المؤهلة في هذه التخصصات العلمية والتطبيقية.
وأوضحت الجنيبي أن المدرسة دعت نخبة من المدارس النموذجية في أبوظبي للمشاركة في هذا الحدث، وذلك من طلبة المرحلة الثانية، أي الصفوف من السابع وحتى التاسع، لما تمثله هذه المرحلة من وعي واهتمام من جانب الطلبة بتنمية مواهبهم في هذه المرحلة، مشيرة الى أن طلبة تلك المرحلة في حاجة أكبر لمن يعزز لديهم الاتجاه نحو التخصص المطلوب دراسته في المرحلة الجامعية، ومن هنا فإن تحديد تلك المرحلة يعتبر أحد الركائز الرئيسية لنجاح الملتقى الذي استمر لمدة خمسة أيام الأسبوع الماضي في المركز الإعلامي لمدرسة الظبيانية النموذجية.
تحديات مهنية
بدورها استعرضت نورة المناعي، الاخصائية الاجتماعية بمدرسة الظبيانية، عدداً من الأهداف التي نجح الملتقى في تحقيقها، وفي مقدمتها ربط الطلاب والطالبات بالعمل الإعلامي الميداني، من خلال استقطاب نخبة من العاملين في هذا الحقل من صحفيين ومذيعين لتقديم خبراتهم العلمية والميدانية للطلبة، حيث قدم المذيع التليفزيوني رائد الشايب ورشة عمل تطبيقية حول العمل الإعلامي في قطاع التليفزيون، وما يرتبط به من تحديات مهنية وميدانية، مؤكداً أن الطالب الذي يمتلك الموهبة للعمل في هذا القطاع يعتبر أنه حقق نصف النجاح في ذلك المجال، حيث تلعب الموهبة دوراً محورياً في تميز الإعلامي سواء أكان صحفياً أم مذيعاً أم إعلامياً في مجال الإعلام الإلكتروني.
وأكد الشايب أن قطاع الإعلام في إمارة أبوظبي خصوصاً والدولة عموماً يرحب بالكوادر الوطنية المتخصصة، وهناك حاجة كبيرة في مختلف القطاعات لاستقطاب كوادر للعمل في الصحافة والإذاعة والتليفزيون، وكذلك في الإعلام الإلكتروني الذي تعتبر دولة الإمارات واحدة من الدول المتقدمة في مجاله.
وأوضح الشايب أن الإعلام موهبة وعلم ورسالة، وأن هذه المحاور الثلاثة تتكامل فيما بينها لتحقق نموذجاً من التميز الإعلامي الذي ينبغي على كل صحفي وإذاعي إتقانه مهنياً وميدانياً، وبصورة تترجم رؤية القيادة الرشيدة في جاهزية الكوادر الوطنية للعمل في هذه القطاعات، كما قدم الشايب عدداً من النماذج التطبيقية للطلاب والطالبات في ما يتعلق بكتابة القصة الخبرية والاستقصاء الميداني المرتبط بها للحصول على معلومات دقيقة وبيانات موثقة يمكن الاستناد إليها في التعامل مع نشر مثل هذه الموضوعات أو بثها تليفزيونياً.
وأوضحت نورة المناعي أن فريق العمل في الملتقى الإعلامي ضم نخبة من المعلمات في تخصصات مختلفة هن: آيات إبراهيم، هوازم صلاح، علا فريج، منى بوخاطر، نبيلة أغا، حنان عبدالفتاح، فاطمة بشندي، ربا توفيق. وقدم هذا الفريق نموذجاً جميلاً للعمل الجماعي من خلال توفير مستلزمات النجاح لهذا الملتقى الذي سيظل واحداً من التجارب التعليمية والمشاريع التربوية المتميزة على مستوى مجلس أبوظبي للتعليم.
الكوادر الإعلامية
أجرت “الاتحاد” عدداً من اللقاءات مع الطلاب والطالبات المشاركين في الملتقى، حيث أكدت اليازية أحمد اليماحي أهمية هذا الملتقى خاصة عندما يتعلق الأمر بتدريب المشاركين فيه على كتابة المادة الصحفية بصورة مهنية، وأشارت عالية عادل الراشد إلى أنها استفادت كثيراً من الملتقى، وتعلمت من خلاله مهارات صحفية لم تكن تعرفها من قبل، وخاصة في ما يتعلق ببناء الخبر وكتابة القصة الخبرية وأبرز العناصر التي ينبغي أن تكون موجودة في هذه القصة، وأوضحت أمل خالد النعيمي أن ملتقى الظبيانية يعتبر نقطة انطلاق نحو توجيه الكوادر الإعلامية المواطنة للعمل في هذا القطاع مستقبلاً وتسليط الضوء على هذه الكوادر منذ مرحلة مبكرة في دراستهن، وقالت مهرة أحمد الطنيجي إن استقطاب الملتقى لنماذج إعلامية وصحفية بارزة في الدولة شجع الطالبات على بذل مزيد من الجهد خلال ورش العمل التطبيقية، بحيث تبدو كل طالبة موهوبة عند حسن الظن، مشيرة الى أنها أنجزت عدداً من اللقاءات التليفزيونية مع محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات في مدارس مجلس أبوظبي للتعليم، وأمل العفيفي مديرة مدرسة المواهب النموذجية، وسعاد الجنيبي مديرة مدرسة الظبيانية النموذجية، ورائد الشايب المذيع بتليفزيون أبوظبي وغيرهم من الضيوف الذين شاركوا في حلقات هذا الملتقى وتمت استضافتهم في الاستديو التليفزيوني الخاص بالمركز الإعلامي لمدرسة الظبيانية النموذجية.
كسر الحواجز
وقال سلطان حسن القاضي: إن الملتقى قدم خدمة جليلة للطلبة المشاركين فيه من خلال توسيع مداركهم بشأن العمل الإعلامي المهني ومتطلباته والتحديات التي يواجهها الإعلاميون ميدانياً، وأوضح خالد وليد أنه استفاد كثيراً من المحتوى الذي تضمنه الملتقى وخاصة فيما يتعلق بمراحل تجهيز المادة الإعلامية للعرض التليفزيوني، وأشار فارس منصور الى أنه وجد متعة كبيرة خلال المشاركة في فعاليات هذا الملتقى الذي يعتبر نقطة ارتكاز قوية نحو الوصول بهؤلاء الطلاب والطالبات الى المهنية في المستقبل. وأكد زايد محمد الاحبابي أن استفادته كانت عظيمة من ورش العمل والبرامج التي تضمنها الملتقى وخاصة فيما يتعلق بكتابة النصوص الصحفية وفي مقدمتها القصة الخبرية وكيفية اختيار العنوان المشوق الذي يجذب القارئ، وأكد عمر محمد الحامد على أن الملتقى أكسبه عدداً من السمات الشخصية في مقدمتها الجرأة والإقدام وعدم الخوف من مواجهة الجمهور، وأوضح عبدالله سلطان أن الملتقى ساهم في صقل شخصيات الطلبة وكسر حاجز الخوف لديهم من مواجهة الجمهور في العمل الميداني الصحفي.
محمد الظاهري: نموذج مبدع في المشاريع التطبيقية
أكد محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات في مدارس مجلس أبوظبي للتعليم أن الملتقى الإعلامي يمثل نموذجاً مبدعاً على صعيد مشاريع المدارس في مجلس أبوظبي للتعليم، حيث نجح هذا الملتقى في استقطاب نخبة من الإعلاميين والتربويين بالإضافة الى مديري ومديرات المدارس والطلبة من المرحلة الثانية، وقد ساهم الملتقى في تعزيز حالة “العصف الفكري” بين الطلبة وغيرهم من الصحفيين والمذيعين الذين شاركوا في ورش العمل والبرامج التطبيقية وخاصة دورة التصوير الصحفي التي نظمتها كليات التقنية العليا للطالبات في أبوظبي للمشاركين في هذا الملتقى.
المصدر: أبوظبي